| الاقتصادية
«وجعلنا من الماء كل شيء حي»، يشرف مكتبي على حديقة تروى بالماء يوماً بعد يوم، وفي يوم الماء تصبح الحديقة أشبه ما تكون بالسوق أو مكان لحفلة صاخبة والطيور بشتى الأنواع والألوان والأحجام، هنا وهناك أهازيج وتغريد ورقص و، ، ، ، ولكن تكاد الحديقة أن تكون موحشة حتى على نفسي في يوم جفاف الصنابير!!!
إن في ذلك مثلاً لقول الحق سبحانه وتعالى وعبرة لأولئك الذين لا يرون أهمية الماء، بل ضرورته للحياة، إذ كيف يتصور وجود حياة لكائن بدون ماء، إن هذا غير معقول علاوة على كونه غير مقبول، ولو توقعنا خلو خزانات منازل سكان مدينة من مدن المملكة من الماء ولو ليوم واحد، حتماً سوف يكون البحث عن الماء هاجس الجميع وشغلهم الشاغل، ولكن المتدبر في تصرفات البعض منا في سلوكياتهم في استخدام الماء وما هم عليه من الإسراف وصرف الماء في اوجه غاية في عدم الأهمية سوف يظن أن بلادنا تنعم بالأنهار والبحيرات وأن توفر الماء مسألة ضخ وشبكة توزيع وخدمة إنه ليس من الحكمة أن نريد إنشاء حضارة حديثة في بيئة صحراوية دون الأخذ بالاعتبار بأهمية موارد الماء والمحافظة عليها وتنميتها، لقد كانت القبائل العربية تقيم على موارد الماء وتتقاسم الاستفادة منه، بل تتقاتل عليه وتحاسب المسيء في استخدامه، هذا وقد ورد في القرآن المجيد قوله تعالى في شأن موسى«ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، ، » الكلمات المفاتيح في هذه الآية الكريمة هي: ماء، مدين، وجد، أمة، الناس، يسقون وكل كلمة من هذه الكلمات تدل على أهمية ودور الماء في حياة الإنسان وبيئته، إن الأمن في موراد الماء وتوفرها واستقرارها أصبح من أولويات الدول في العالم وفي وطننا العربي بشكل خاص وقامت الاتفاقيات والمعاهدات على تقاسم موارده ويجد بعض المحللين السياسيين في ندرة الماء سببا لحدوث حروب في سبيله لا سمح الله!!
يومياً، يستهلك سكان مدن المملكة حوالي 6 ملايين متر مكعب من الماء الصالح للشرب وهذا يمثل بالحسابات التقديرية والتمثيلية نهراً عرضه 30م وعمقه 5م وقوة تدفقه 4500م مكعب/ دقيقة، كما أن كمية ما يصرف من هذه المدن من ماء يشابه نهراً عرضه 20م وعمقه 5م وقوة تدفقه 3000م مكعب/ دقيقة، أي ما يساوي حوالي 4 ملايين متر مكعب يومياً أليست هذه انهاراً مستمرة الجريان؟ نعرف جميعاً كيف ومن أين تأتي هذه المياه، ولكن السؤال الصعب وقد يكون محرجاً إلى أين تذهب مياه الصرف؟ إن مياه الصرف الصحي لا تزال تشكل هدراً للمياه الممكن دراسة إمكانية الاستفادة منها،
وللمقال بقية،
جامعة الملك سعود القصيم
qsc@ksu، edu، sa
|
|
|
|
|