| مقـالات
لا يملك الكاتب بطبيعة الحال سوى أن يكون في الغالب همزة وصل ما بين القارىء (المواطن) وبين المسؤول (جهاز التنفيذ) حتى وإن بدا ذلك الكاتب يجهل خلفيات بعض المشكلات في ظروف العمل او المطالب التي ينشدها ذلك العامل لتحسين وضعه خروجا من ظلم ضاق به او لمساواته بأقرانه في المصالح الاخرى. وهذه رسالة مطولة وصلتني من بعض العاملين على بند التشغيل والصيانة في احد القطاعات الحكومية وهي تفيض استعطافاً وتحسراً على ما يعانون من تجاهل سواء بالنسبة لعدم مساواتهم بالقطاعات الاخرى الشبيهة بأعمالهم ولا سيما اجورهم المحدودة التي تنتفي منها أية امتيازات رغم ظروف العمل الشاقة الميدانية وفترة العمل التي تبلغ عشر ساعات وليس ثماني ساعات كما ينص على ذلك نظام العمل المطبق في كافة المصالح والشركات. وأجد هنا بأن معلوماتي ضئيلة عن طبيعة العمل سوى ما اسلفت بأنه ميداني والذي يعني العمل تحت الظروف المناخية المعروفة وهي الشمس الحارقة او البرد القارس كما أن فترة العمل طويلة هي الاخرى مقارنة بالمصالح الحكومية والشركات أي مما يعني تجاوز نظام العمل الذي اقرته الدولة وتنفذه كافة القطاعات ويبدو لي أنه بند استحدث لمواجهة حاجة تلك القطاعات الى عمالة بدون مظلة تحميها او حقوق تنطوي تحت رحمتها مع ان الشهادات الادارية لا قيمة لها في احتراف تلك المهنة البائسة. والذي اعرفه أن الدولة وفي هذه المرحلة بالذات تشجع على احتراف الاعمال المهنية وتجزل العطاء للعاملين فيها بعد ان امتلأت المكاتب بالعاملين الاداريين ولم تعد الميزانية تستوعب المزيد من الموظفين الذين يبحثون عن الهواء المكيف داخل مكاتب أنيقة مترفة، بل ان الاصوات تنادي بالتوقف عن تخريج الاقسام النظرية وتحويلها الى مراكز مهنية أو صناعية تحتاجها المرحلة الحضارية للوطن. إن هذه السطور القليلة هي جلُّ ما استطيع أن أخدم بها تلك الفئة التي توسلت بالكتابة إليَّ حتى أنضم إلى صوتها المطالب برفع الظلم عنها وتحسين وضعها المالي أو العائد من ذلك الجهد حتى تشعر بالمساواة فيزداد اخلاصها وعطاؤها لما فيه مصلحة العمل. كما لا يسعني سوى شكرهم على الثقة التي أولوني إياها كي ارفع صوتهم وعساي وفقت في ذلك على أمل ان يبلغ الاسماع التي بإمكانها مساعدتهم وتحسين عائدهم المالي على الاقل مع احتساب العمل الاضافي الذي يؤدونه بموجب نظام العمل والعمال مع تأمين مساكن لائقة بهم.. والله الموفق.
للمراسلة: ص.ب 6324 الرياض
|
|
|
|
|