| مقـالات
ما الذي يدعو الإنسان لأن يطلق العنان لرغباته ونزواته الشخصية الجامحة؟ ما الذي يدعو الإنسان لأن يستبد ويطغى؟ ما الذي يعمي بصيرة الإنسان أحيانا فلا يعود يرى في هذه الحياة إلا ذاته، ولا يفسر الكسب والفقد في هذا العالم إلا في ضوء ما يعود عليه هو فقط بالنفع أو بالضرر؟.. ما الذي يدفع الفرد الى غش أهله فيقول لهم خلاف ما يفعل، ويقدم لأمته عملاً هزيلاً دون أن ينقص من أجره قرشاً واحداً؟.. ما الذي يدعو الفرد لأن يسيء استخدام ما أؤتمن عليه من مال ومصلحة عامة؟، بل لماذا تتحول المصلحة العامة أحيانا الى مطية طيعة نسيرها نحو مصالحنا وأهوائنا الضيقة؟. ولماذا يتمتع بعض الأفراد (بالصحة والعافية) على حساب (مرض وهزال) مؤسساتهم؟.. لماذا يضيق الأفق في نظر البعض فلا يعود يرى في مجتمع الوطن الكبير إلا أفرادا أو ثلة بعينها متجاهلا أن الوطن هو ملك لأهله جميعاً، وأن قيمة الفرد تحدد بما يعطيه ذلك الفرد وليس بما يأخذه؟.. هذه التساؤلات المتعددة ليس لها في ظني الا إجابة واحدة، إلا وهي خفوت نداء الضمير بل موت الضمير ان شئت.
عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العامة فلابد من حسم اجابات هذه التساؤلات، علينا إلا ننتظر عودة الحياة الى الضمير. من المؤكد ان الشعور بثقل المسؤولية وبألم ووخز الضمير هو خط الدفاع الأول لحماية المصلحة العامة، وإذا سقط هذا الخط (وهو أمر غير مستبعد) فمن المفترض أن يكون هناك خط دفاعي آخر لا يتوقف عن العمل، الا وهو عين الرقيب. عين الرقيب تلك سيبقى هدفها دائما طمأنة المجتمع بأن عمل الأفراد والقيادات في مؤسساتهم منضبط بالقواعد والمبادىء العامة، كما أنها أي عين الرقيب تسعى لطمأنة الجميع بأن هؤلاء القادة والأفراد يحافظون على مستوى متميز من الأداء وعندئذ لن نحتاج الى سماع الخطب والكلمات والمواعظ التي تدغدغ مشاعر السذج من الناس لاقناعهم بأن المؤسسة تحقق نجاحا منقطع النظير.
|
|
|
|
|