أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th October,2001 العدد:10621الطبعةالاولـي السبت 11 ,شعبان 1422

الريـاضيـة

سامحونا
التأهل والمناسبة
أحمد العلولا
لم يعد الطريق للوصول الى كأس العالم بالنسبة لنا نحن السعوديين يمثل الحلم او الامل الذي يراودنا لبلوغه.. باكتشاف معالمه وخفاياه.. ومن ثم التزود بما يكفل عبور الطريق بيسر وسلام!
..وما كان حلماً قبل 3 دورات اصبح الآن واقعاً معيشاً.. والتأهل للكأس العالمية غداً يمثل الوضع الطبيعي وعدم التأهل وغياب المملكة عن تلك المشاركة.. هو الحالة التي تثير التساؤل وتبحث مسببات عدم التواجد.. وأن يتأهل منتخب المملكة لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي.. وليست مرة واحدة.. او اثنتين.. فهذا يترجم علو ومكانة الكرة السعودية التي تجاوزت بحث فرصة التأهل!!
أعلم جيداً ان الحضور العالمي في احتفالية تتكرر مرة كل اربع سنوات.. يعطي دول «الحضور» سمة عالية تعكس مظاهر التقدم والتطور الذي حققته في مجالات متعددة ترتكز على تأكيد العمل المتميز من اجل بناء الانسان وضمان استقراره ورفاهيته..
üü ولاشك ان مملكتنا الغالية في مصاف تلك الدول التي قطعت شوطاً طويلاً في هذا المضمار..
üü ولعل انتصار منتخبنا الوطني وتصدره مجموعته.. وتأكيد «حجوزاته» في رحلة اليابان وكوريا الجنوبية.. وبعناصر وطنية متكاملة تبلغ نسبة السعودة فيها 100%.. انما هو خير هدية تقدمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مناسبة الاحتفاء بمرور 20 عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم.. والانتصار الرياضي بطبيعته اصبح في الوقت الحاضر.. يمثل رسالة تعريفية لشعوب العالم قاطبة بمنجزات ومكتسبات الدول وإبراز لمكانة هذه الدولة او تلك في ذلك الملتقى العالمي الذي يحظى بمتابعة كافة سكان الكرة الارضية.. والفريق الرياضي لم يعد كذلك يتطلع للمشاركة او البحث عن الفوز وانما يسعى قدر المستطاع لتأكيد هويته بالصورة المثلى.. وقد يجسد الكثير من اخلاقيات وقيم مجتمعه من خلال مباراة عالمية.. ربما ليس في مقدوره تحقيقها بملايين الدولارات حسب خطط اعلامية مرسومة بحثا عن تحسين الصورة الذهنية له لدى المجتمع الخارجي وهذه مسألة اعتقد انها لن تغيب عن فكر وتوجه مسؤولي رعاية الشباب خاصة ان تجربة المشاركة في بطولتين سابقتين ستكون حاضرة.. وخاضعة للاستثمار في بطولة اليابان وكوريا الجنوبية مما يستدعي بناء دراسة جادة حول هذا الموضوع..
ثقة متواصلة
ان ثقة سمو الرئيس العام لرعاية الشباب في المدرب الوطني لم تكن وليدة اليوم، وكان أمير الشباب الراحل فيصل بن فهد قد زرع بذور الثقة منذ بدء التاريخ الرياضي الحديث للرياضة السعودية، وتجلى اهتمامه الكبير برعايته المتواصلة لإعداد وتهيئة الكوادر الوطنية في كل المجالات.. والتدريب من بينها..
وحينما يجدد الامير سلطان بن فهد ثقته بالمدرب الوطني «الناصر» ناصر الجوهر.. واعتزازه بالدور الذي لعبه في قيادة المنتخب وتأهله لكأس العالم..
ويعلن مباشرة عقب انتهاء مباراة تايلاند ان الجوهر سيتولى الاشراف على تدريب منتخبنا في بطولة الخليج القادمة بالرياض..
تلك الثقة الغالية والمستحقة لناصر الجوهر عبارة عن وسام رفيع الاستحقاق يقدمه سلطان الرياضة والشباب لعموم المدربين الوطنيين.
واننا ننتظر من سموه الكريم في مناسبة الاحتفاء بالتأهل ان يزف كذلك بشرى استمراريته كمدرب للمنتخب في كأس العالم!!
ويبقى البناء المعنوي!!
في الدراسات الاجتماعية حقيقة تبرهن على ان المشكلات التي تبرز على السطح وذات مساس بأكبر قدر ممكن من افراد المجتمع.. تحدث في الاساس من جراء التباين والفراغ بين تطور وتقدم الجانبين المادي والمعنوي!!
..ان المتتبع للوضع المشاهد يدرك بنظرة ثاقبة ورؤية صادقة ان اختلال التوازن في مسيرة العاملين يوجد آثارا سلبية وعواقب وخيمة وينصح عادة بالوقوف على مصدر الخلل ودراسته بالطرح والتحليل ومن ثم اتخاذ الحلول المناسبة..
ان اكبر مشكلة بدأت تتفاقم مؤخرا هي قصور جانب البناء المعنوي وعدم مسايرته لركب التطور المادي.. والا كيف يمكن لنا تفسير تنامي ظاهرة جديدة اخذت تتسع وتتفشى بشكل خطر..
باختصار ذلك الطرح الاعلامي المؤسف الذي يمثل شرخاً في تكوين الشخصية.. هو ليس طرحاً.. وانما «ردماً» تجاوزت دائرته النطاق المحلي ليعبر الحدود!!
فهل هذا «الردح» الاعلامي سيرافقنا الى نهائي كأس العالم!! وسامحونا!!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved