أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th October,2001 العدد:10621الطبعةالاولـي السبت 11 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

النكات البلاغية الجميلة.. في «تالية» الدكتورة هند الخثيلة
عزيزتي الجزيرة: تحية طيبة وبعد
فقد قرأت في الصفحة الاخيرة من عدد سابق من الغالية «الجزيرة» موضوعاً بعنوان «وتاليتها» للاستاذة الدكتورة هند الخثيلة.
والحقيقة انني قرأت قصيدة شعرية او هكذا كان يجب ان يكون مملوءة بمقومات الشعر من العواطف الصادقة والخيال اللطيف والألفاظ الرقيقة، والجمل الموسيقية.. على انها تتعامل مع واقع مألوف، ومنظر مكرر معروف.
قالت: «ليس هناك اجمل من الرياض».
قلت: ولا أحلى من الوطن: يا بلادي انت عندي اجمل البلدان.
قال شوقي:


وجانب من الثرى يدعى الوطنْ
ملء العيون والقلوب والفطنْ
يحبه الأقوام منذ كانَا
ولا يساوون به مكانَا
اذا أتاهم أيسر النداءِ
منه جروا لغاية الفداءِ
أو ذُكر الحنين والحفاظُ
لم تَجرِ الا باسمه الألفاظُ
كم من دماء سلن حول حوضِهِ
ومن عُروضٍ زِلَن دون عرضِهِ
وتكرم الدار على الحرّ الأبي
كرامة الام عليه والأبِ
وليس من عرض ولا حريمِ
تحميه فوق الوطن الكريمِ
الجسم من تربته ومائِهِ
والريح رَوْحٌ هبَّ من سمائِهِ
وكل ما حولك من هباتِهِ
وما ولدت فهو من نباتِهِ

قالت: «يأخذ بالألباب»
قلت: «بيجَنِّنْ» على رأي مذيعات الفضائيات اللبنانيات و«بيعقّد» على رأي رزان المغربي.
قالت عن الرياض: «وانت تطالعها من عل» بدون تشكيل «عل».
قال النحويون: اذا كان العلو معروفاً فهي «من علُ» بالبناء على الضم. والشاهد قول الشاعر:


ولقد سددت عليك كل ثنية
وأتيت فوق بني كليب «من علُ»

واذا كان العلو غير معروف فهي «من علِ» قال امرؤ القيس في معلقته يصف حصانه:


مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً
كجلمود صخر حطه السيلُ «من علِ»

بالجر
قالت: «فكأنها درة»: تشبيه مرسل مجمل: فيه أداة تشبيه ومشبّه ومشبّه به دون وجه الشبه.
«على صدر الصحراء» استعارة مكنية حيث الصحراء فاتنة لها صدر.
«وكأنها بساط» تشبيه مرسل مجمل أيضا.
«تنازعني روحي» استعارة مكنية أيضا.
«لا انفصام له» استعارة مكنية شبهت الهوى بحبل لا ينقطع.
«كان منظراً ساحراً» من شدة المبالغة كأن جماله له تأثير السحر.
«لم تتجرأْ جماليات الدنيا»: استعارة مكنية ايضاً.
«حفرت عميقاً» استعارة مكنية: لحظات الوطن كفأس تحفر من شدة التأثير: لو انها )تنقش( لكان اجمل.
قالت: «في قلبي وفي وجداني» استعارة مكنية القلب كالأرض تُحفر.
قالت: «جلست الى جانب ولدي اشمّ فيه رائحة بلدي».
بودي لو قالت «ابني» و«رائحة وطني» فالبنوة احلى. أشم رائحة بلدي طبعاً الروائح الطيبة بعيداً عن دخان السيارات وغبار المصانع.
والرياض في نجد.. قال عبدالله الدمينة:


ألا يا صبا نجد متى هجت من نجدِ
لقد زادني مسراك وجداً على وجدِ
أأنْ هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فنن غض النبات من الرندِ
بكيتَ كما يبكي الحزين ولم تكنْ
جزوعاً وأبديت الذي لم تكن تبدِي
وقد زعموا ان المحب اذا دنا
يملُّ وان النأي يشفي من الوجدِ
بكلٍّ تداوينا فلم يُشف ما بنا
على أنّ قرب الدار خير من البعدِ
على أن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ودِّ

وفي حبّ نجد أيضا:


قفا ودعا نجداً ومن حلّ بالحمى
وقلَّ لنجد عندنا ان يُودّعا
فما حسنٌ أن تأتيَ الأمرَ طائعاً
وتجزع إنْ داعي الصبابة أوجعا
بنفسي تلك الارض ما أطيب الربى!
وما أحسن المصطاف والمتربعا!
وليست عشيات الحمى برواجعٍ
عليك ولكن خلّ عينيك تدمعا

وفي طيب رائحة نجد:


أقول لصاحبي والعيس تهوى
بنا بين المنيفة فالصرارِ
تمتّعْ من شميم عرار نجدٍ
فما بعد العشية من عرارِ
وبين رياضها فقفِ المطايا
فان العيسَ تُحبس بالقفارِ
فإن الليل أحسنُ ما تراهُ
وأقرب ما يكون الى النهارِ

قالت: «أسرّح بصري» استعارة مكنية كأن بصرها كان أسيراً.
قالت: «جسد الصحراء» تشبيه بليغ او استعارة تصريحية حيث شبهت الصحراء بالجسد. والاول أَولى.
قالت: «وان قسطاً من الليل نام» استعارة مكنية شبهت الليل بإنسان نام.
قالت: «وكأنها تقبلها وتمهدها» تشبيه.
«بغزْل ثوب من الفرحة» استعارة تصريحية شبهت القماش بالفرحة.
«الألوان المترجلة من قوس قزح» : كأنها تنزل عن الحصان استعارتان : مترجلة تصريحية وقوس قزح مكنية.
قالت: «وكانت العيون متسمرة» استعارة تصريحيه شبهت تحديق العيون كأنها مثبتة بمسمار.
قالت: «كأنه ستارة»: تشبيه مرسل مجمل.
قالت: «تفجرت القلوب»: كناية عن الخوف كناية عن صفة.
قالت: «الفراغ يلفّهم» استعارة مكنية شبهت الفراغ بالثوب. ويكفي هذا وكما ترون جاءت النكات البلاغية بسرعة بديهة ودونما تكلف وحتى قد يظنها الظانّ حقائق ومثل هذا فليكتب الكتّاب ليستمتع القراء.
ملاحظة: الاستعارة تشبيه حذف احد طرفيه : المشبه او المشبه به فإن حذف المشبه به فهي استعارة مكنية وان صرح بالمشبه به فهي استعارة تصريحية.
شاكراً للكاتبة كلماتها البالغة والجزيرة السابغة وصفحة عزيزتي الجزيرة السائغة والقراء الكرام والسلام ختام.
نزار رفيق بشير
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved