أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th October,2001 العدد:10621الطبعةالاولـي السبت 11 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

رد آخر على عواطف:
يخطئ من يظن أن الرجال لا يحسنون التعامل مع الأطفال
تعقيباً على ما ورد في عزيزتي الجزيرة يوم الاربعاء 23/7 تحت عنوان «تلاميذ الصفوف الاولى يحتاجون إلى معلمات بدلاً من المعلمين» الذي كتبته عواطف الجوفي.
اقول ان الكلام في المسائل مقيد بمعرفة هل هذه المسألة شرعية منصوص على حكمها فنأخذ حكمها من الموقعين عن رب العالمين اي العلماء الربانيين او انها مسألة اجتهادية وحينئذ فليدل كل مجتهد ومفكر بدلوه ويبدو ان الامر هنا اجتهادي فدار في ذهني عدة نقاط سأذكر بعضاً منها خشية الاطالة فمنها:
ما رأي علماء الشريعة في هذه القضية فهم ينهلون ويستنيرون بكتاب الله وبسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسير السلف الصالح ونعم النهل ما ينهلون ونعم الرأي ما يميلون إليه عند اباحة الامرين واستوائهما كيف لا وقد امرنا الله بسؤالهم عند جهلنا فقال تعالى «فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون» الآية.
ومما دار في ذهني ان القضية من ناحية تربوية ونفسية ثبت ان كل جنس قادر على التأثير القوي على بني جنسه فنفسية الابن او الذكر تتأثر بالرجل اكثر ويأخذ ذلك الامر الملقى عليه من المسلمات بالنسبة إليه بل ويقبل عليه اقبال النهم، والسر في ذلك انه يتمنى ان يكون رجلاً كأبيه ومعلمه ويظهر تأثير ذلك عليه عندما يقال له «انت رجل» عندها تلحظ مدى الفخر الذي يدور في نفسه لذا تجده يقلد اباه في هندامه ولباسه ولم يتجاوز بعد سن الاربع سنوات ومثل هذ الكلام يقال بالنسبة إلى البنت فتفخر بتقليد امها ومعلمتها في لباسها وجلبابها وصلاتها ولا يعني ذلك عدم تأثير الجنس الآخر بل كل يؤثر والكلام عن التأثير الاقوى والتأثير من المعلم او من المعلمة اساس من الاسس المطلوبة في التربية والتعليم لذا نجد الحرص الدائم على كون المربي والمربية قدوة في الاقوال والافعال واللباس بل سائر التصرفات.
ودار ايضاً ان المتأمل في الواقع العملي يجد ان المعلمين قد قاموا ويقومون بدورهم على احسن حال فالمعلم قادر على العطاء وجدانياً ومعرفياً فيوصل العطف والحنان والرحمة والشفقة الى التلميذ كما يوصل المعلومات والاخلاق الفاضلة بل يبدع في ذلك من كبر سنة فصار جداً او دنا من ذلك حتى انني وقفت على مجموعة من المعلمين الذين استطاعوا ان يؤثروا في تلاميذهم اكثر من تأثير آبائهم وامهاتهم ومنحوهم من العطف الشيء الكثير ويخطئ من يظن ان الرجال لا يتعاملون الا مع الجوامد او انهم لا يحسنون التعامل مع الاطفال بل هم قادرون على المسح على رأس الصغير واليتيم كما فعل قدوتهم المربي الاعظم صلى الله عليه وسلم.
ودار في خلدي ايضاً ان التفكير في الامر من ناحية اقتصادية اننا نحتاج وظائف للرجال خصوصا ان الرجل في الاسلام هو المكلف بإعالة الاسرة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث «والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته..» كما ان للمرأة وظيفة رسمية عبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله.. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..» فلماذا نأخذ الوظائف من الرجال الذين لا يجدون وظائف خصوصاً في الآونة الاخيرة لنعطيها من لها وظيفة اساسية لا تستطيع تركها او الاستغناء عنها لتجمع بين الوظيفتين وخلاصة هذه الفكرة ان توظيف غير الموظف اولى من استبدال من له وظيفة معروفة او تمكين موظف رسمي من جمع وظيفة مع وظيفته.
وفكرت في قضية النفور فوجدت انه عامل مشترك بين المعلمين والمعلمات فكل منهم قد يصدر منه ما ينفر التلميذ او التلميذة من التعلم فالامر لا يخص المعلمين فقط بل هو مسئولية موحدة فيجب على كل منهما الاجتهاد في الترغيب وعدم التنفير بل والسعي في نقل وتبادل الخبرات التربوية والاساليب الناجحة ونقل تجاربهم ليستفيد منها غيرهم.اما قضية التدرج في نقل طالب المرحلة الاولية من الابتدائية من رحمة وعطف امه في المنزل الى عطف امرأة كأمه ثم الى تعليم الرجال فلنعلم ان التدرج قضية لا تنتهي عند حد معين فقد قيل من قبل انه لابد من كون هيئة التدريس في مرحلة الروضة والتمهيدي من النساء وكان ذلك وهاهم الآن يقولون بضرورة كون هيئة التدريس في المرحلة الاولية من الابتدائية من النساء فان حدث قيل ما الفرق بين طالب الثالث الابتدائي والرابع وعليه فلا مانع من كون هيئة التدريس في المرحلة الابتدائية كلها من النساء فاذا حصل ذلك قيل من الثابت ان مرحلة الطفولة تنتهي عند انتهاء التلميذ للمرحلة المتوسطة عند بلوغه سن الخامسة عشرة فما المانع من كون هيئة التدريس في المرحلة المتوسطة من النساء.
وفي النهاية ارجو ان يكون في هذا الطرح الاجر والثواب.
فهد اليوسف
مدرسة ابن كثير الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved