أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th October,2001 العدد:10621الطبعةالاولـي السبت 11 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

كلمات سموه بيضاء نقية
منبر الكلمة بين الأمير سلطان وبرلسكوني
الأحداث المتلاطمة، والفتنة العمياء التي يعيشها العالم في هذه الايام بقضاء الله وقدره تفرز مواقف عديدة، وردود فعل متباينة من كافة البشر في كل انحاء العالم المترامية، وعلى مختلف الناس ومكانتهم.
هذه المواقف والاحداث يسجلها التاريخ، ويدونها الزمن للانسان او عليه، هي وثائق حقيقية، اخرجتها فلتات اللسان ومنابر الكلمة، ولست هنا بصدد تعداد هذه الكلمات ورصدها، ففي هذا الزمن التقني يسهل الوصول اليها واسترجاعها شاهدة وحاكمة للمرء او عليه، لقد سمع العالم كله مثلا كلمة الرئيس الامريكي عن الحروب الصليبية، ثم اعتذاره عنها، ثم صدم رئيس الوزراء الايطالي العالم كله بكلمته الفجة السافرة عن الاسلام بقوله: «ان الاسلام يعيش في ظلامية متحجرة تعيش في القرون الوسطى»، ثم يعلن تفوق الحضارة الغربية على الاسلام في احترامه لحقوق الانسان السياسية والدينية.
انها كلمات راسخة في قلبه اظهرتها فلتات لسانه، وانطقتها منابر الكلمة.. لكنه عاد واعتذر عنها ايضا.
اما الآن فاسمحوا لي ان انقل لكم كلمة بيضاء نقية من قبل مسلم عادل نطق بها في موقف معبِّر جليل، هذه الكلمات هي لسمو الامير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله والتي ارتجلها بين اهالي القصيم مؤخراً.
لقد سمع وقرأ الجميع هذه الكلمة عبر وسائل الاعلام، والتي أعلن فيها موقف بلد الاسلام من الارهاب الظالم الغاشم الذي ينتج عنه قتل الابرياء واحداث الفتن.
هذه جملة من كلمات سمو الامير، ولكن الذي استوقفني كثيرا، وابهج قلب كل مسلم سمعه ما تلاه بعد ذلك من موقف جليل لا يقفه الا حملة رسالة الاسلام الصادقين. ان هذا الموقف المسجل ما اعلنه سموه من فرحة وبشارته للحاضرين، بل للأمة اجمعين من اسلام ما يزيد عن ستة آلاف جندي امريكي ابان حرب الخليج الثانية طواعية واختيارا.
ربما يقول قائل، وما الموقف المسجل في هذه الكلمات والتي تنقل خبراً مضى عليه ما يزيد عن عشر سنوات.
والحق ان يتأمل المسلم المنصف في ثلاثة امور: قائل الخبر، ووقت قوله، واثره. القائل: هو رجل له مكانته ووزنه محليا واقليميا ودوليا فهو وزير الدفاع لبلاد الحرمين، ورئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية والوقت: هو هذه الفتنة التي أصابت الأمة، وهذا الهجوم الشرس الظالم الباغي على هذا الدين العظيم، انه وقت تكالبت فيه ألسنة الكفر على ظلم هذا الدين، واضطهاد اتباعه، والتشكيك في قيمه ومبادئه، بل الأدهى والامرُّ ما تناقلته بعض الوكالات الاعلامية من تحول بعض المسلمين في أمريكا، وبعض البلاد الاوروبية عن الاسلام خوفا وشكَّا واضطرابا.
في هذا الوقت يعلن وزير دفاع بلاد الحرمين بثبات ويقين تذكيره بنعمة الله وفضله سرورا وغبطة وبشارة بإسلام أولئك الجند.
أليس في هذا الموقف جلالة وعزة تستوجب الحمد، وتستاهل الشكر؟
أما أثر هذا الموقف الجليل فهو الدعم والنصر والتأييد لدعاة الاسلام وحملة الرسالة الذين يبلغون أحسن دعوة ممتثلين قول الله تعالى: «ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين» انها دعوة من سموه للقائمين على توعية ودعوة الجاليات في كافة القطاعات ان يولوا هذا الأمر جل عنايتهم وفائق رعايتهم بإرشاد المقيمين من غير المسلمين ودعوتهم للدين الحق بحكمة وموعظة حسنة، مظهرين لهم الاسلام بصورته الصافية النقية، وبمبادئه السمحة ودستوره القويم وسلطانه المتين بعيدا عن الأهواء والخلافات.
فيا علماء الأمة ودعاتها هذه دعوة وموقف عظيم أعلنه سمو الامير تأييدا ونصرة للحق فشمِّروا عن ساعد الجد دعوة وارشادا للدين الحق.
ويا أمة الاسلام: هذان موقفان متباينان من منبرين مختلفين منبر الامير سلطان الناطق بالحق، ومنبر رئيس الوزراء الايطالي وكل مشكك في دين الله الخالد.


سارت مشرقة وسرت مغربا
شتان بين مشرق ومغرب

دعوة سمو الامير دعوة للحق والهدى فأعينوا على تحقيقها فهماً لمغزاها ودعاء ودعماً وعوناً وإرشاداً وسجلوها في ذاكرتكم.
حفظ الله بلادنا وولاة امرنا ووفقهم لكل خير، وحرس بلاد المسلمين من كل سوء وفتنة.
حمد بن إبراهيم العقيلي
كلية الشريعة الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved