أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th October,2001 العدد:10621الطبعةالاولـي السبت 11 ,شعبان 1422

محليــات

يارا
نصف سكان الرياض يحبون القطاوة المرنقطة
عبدالله بن بخيت
كل بلاد العالم تتوفر على مؤسسات ومعاهد وظيفتها رصد توجهات السكان وتتبع ردود أفعالهم على الأحداث التي تلم بالوطن. نتائج هذا الرصد تقدم معلومة مفيدة للمسؤولين وأصحاب القرار وأصحاب المصالح.. وتوجهات الجماهير في هذه الاستطلاعات لا تنطوي على مفاجآت تحرج المسؤولين أو أصحاب القرار. لأن معظم التوجهات يمكن صناعتها في الغرب المغلقة ومن قبل اصحاب القرار أنفسهم. فإذا أراد السياسيون تمرير مشروع أو إعلان حرب أو توقيع اتفاقية لا تحظى بإجماع شنوا حرباً إعلامية بما يعرف برصد الرأي. هم لا يكذبون ولكنهم يصممون الأسئلة بحيث تكون إجابة الأغلبية في صالح ما يريدون فإذا أرادت الدولة شن حرب على إحدى جاراتها. لا يطرح السؤال عن الحرب من عدمها. وإنما يطرح على أساس أن الحرب أمر بديهي. فمثلا يطرح السؤال بالصورة التالية: هل سيستسلم العدو بالضربات الجوية فقط أم لا بد من تدخل بري؟ فهذا السؤال يفرض على الناس قبول الحرب من حيث المبدأ. ثم تشن الصحف حملة تقول )غالبية المواطنين ترى أن الحرب ستحسم بالضربات الجوية فقط(. فالحملة لا تتعرض أبداً إلى رأي الناس في الحرب نفسها. وأفضل نماذج حية لرصد الرأي العام تشاهده في الاستطلاعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية في دول الغرب وخصوصاً في أمريكا. لا يمكن أن تقرأ استطلاعا حول أحقية إسرائيل في البقاء أو في المساعدات الأمريكية أو جوهر العلاقة مع إسرائيل أو عن جوهر الصراع بين إسرائيل والعرب. فكل الاستطلاعات تصب في التفاصيل مثل أمن إسرائيل أو وقف الفلسطينيين هجماتهم على المدنيين الإسرائيليين الأبرياء.. الخ؟ وهذه المعاهد لا ترصد رأي الناس في القضايا السياسية فقط بل ترصد أيضا رأي الناس في القضايا الداخلية بنفس هذه الطريقة. وأعتقد أن وجود مثل هذه المعاهد في بلادنا سيساعد على حل كثير من المشاكل بأقل التكاليف وبالصورة التي تريح المسؤولين.
يمكن استخدامها لجعل الناس تتكيف مع حياتها السيئة والجيدة. دعوني أعطيكم مثالاً على ذلك:
إذا عجزت البلدية عن التخلص من القطاوة في المدينة كما هو حاصل الآن، وتريد طريقة تتخلص من القضية كلها. يمكنها أن تتعاقد مع المعهد لرصد موقف سكان الرياض من القطاوة.. بحيث تأتي النتيجة بما يسوغ ترك القطاوة تتجول بحرية داخل وخارج حاويات القمامة. منطقيا لا بد من السؤال حول وجود القطاوة من عدمه ولكن لأن البلدية ليس لديها القدرة على طرد القطاوة، فسيكون السؤال كالتالي هل تحب القطاوة السود أم البيضاء أم المرنقطة؟ فالعينة أو المسؤول سيجد نفسه أمام هذه الخيارات وسيضطر أن يجيب: أحب القطاوة البنية وآخر سيقول السود وثالث سيقول المرنقطة ورابع ربما يمتنع عن التصويت. عندها تصدر البلدية نتائج الاستطلاع في الصحف بمانشيت عريض يقول )نصف سكان الرياض يحبون القطاوة المرنقطة(. وعندما نسأل رئيس البلدية لماذا لا تقضون على ظاهرة القطاوة في الرياض يستطيع أن يجيب بكل غضب: كيف نقضي على القطاوة في المدينة ومواطنونا يحبونها؟ ثم يستطيع بعد ذلك ان يعطي هذه المحبة بعداً أخلاقيا فيوسع من حب الشعب للقطاوة: ليس حب الشعب السعودي للقطاوة المرنقطة إلا دلالة على حب الشعب السعودي للرفق بالحيوان. ويمكن أيضا أن يعير أوروبا بقوله: وقد سبقنا أوربا بل سبقنا برجيت باردو في هذا المجال.
ثم يتحدث عن التكافل في المجتمع فيقول إننا أول شعب يدعو القطاوة مشاركته حفلات زواجه. رح شف حاويات القمامة أمام قصور الأفراح، فالمدعوون من القطاوة ولله الحمد أكثر من البشر. تم قلب الحقيقة بالكامل.
أنا على ثقة أن وجود مثل هذه المعاهد المتخصصة في استطلاع الرأي سيسعد كثيراً من إدارات الخدمات مثل المرور والبلديات والرئاسة العامة لتعليم البنات... الخ.
yara4me@yahoo.com


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved