| الاولــى
*
* كابول واشنطن الوكالات:
أعدمت حركة طالبان الحاكمة أحد قادة المعارضة الأفغانية، القائد عبدالحق الذي القت القبض عليه صباح أمس الجمعة، بعد معركة حاولت فيها الطائرات المروحية الأمريكية تمكينه من الهرب.
والقائد عبدالحق أحد قادة المجاهدين الأفغان في الحرب ضد السوفيت في الثمانينيات اشتهر بأعماله الجريئة ضد السوفيت، وقد ترك الجهاد منذ وصول طالبان للحكم وأقام في امارة دبي حيث امتهن التجارة إلا أنه عاد إلى أفغانستان لتكوين تحالف قبلي في الباشتون التي ينتمي إليها مثل جميع قادة طالبان ولدعم القوات الأمريكية ضد طالبان.
ونقلت الوكالة ومقرها باكستان عن متحدث باسم طالبان في مدينة جلال أباد بشرق أفغانستان قوله إن عبد الحق حاول الهرب على ظهر جواد لكن مقاتلي طالبان أمسكوا به، وتم استدعاء المروحيات الامريكية لانقاذ عبد الحق إلا أن قوات طالبان كانت قد ألقت القبض عليه هو ورجاله واقتادتهم إلى بول العلم، عاصمة لوجار على بعد حوالي 100 كيلومتر من مسرح المعركة.
وقصفت المروحيات المقاتلة الامريكية قوات طالبان التي كانت تحاصر حوالي50 من مقاتلي عبد الحق، وأصيب اثنان من جنود طالبان كما دمرت شاحنة، فيما استمر القتال، طبقا لما قالته الوكالة.
وقال المتحدث باسم طالبان «فرضنا حصارا سريا ليومين حول المكان الذي كان يختبئ فيه عبد الحق مع مؤيديه»، وصرح بأن عبد الحق أسر في أزرة في إقليم لوجار على بعد نحو 30 كيلومترا فقط غربي الحدود الشمالية الغربية لباكستان.
وأضاف المتحدث قائلا «قصفت طائرات هليكوبتر امريكية طالبان لتمكين عبد الحق من الهرب لكننا تمكنا من القبض عليه بينما كان يحاول مغادرة المكان صباح امس».
وصرح بأن عبد الحق طلب الحماية الجوية الامريكية من خلال هاتفه المحمول الذي يعمل عبر الاقمار الصناعية.
وحاول عبد الحق «43 عاما» الذي فقد قدمه اليمنى في انفجار لغم في الثمانينيات ويعرج الآن بقدم صناعية الهرب على ظهر جواد. وقال المسؤول «ربما هناك أجانب في المجموعة التي لا تزال محاصرة».
وقال متحدث طالبان إن قوات الحركة الحاكمة طوقت نحو 50 من رجال عبد الحق وتحاول الآن اعتقالهم وأن بعضهم قد يكون من المرتزقة الاجانب.
وذكرت وكالة الانباء الاسلامية أن التهاني الموجهة لطالبان ترددت عبر الاثير عقب انتشار نبأ اعتقال عبد الحق.
وذكر المتحدث أن قوات طالبان استولت أيضا على شاحنتين وعربة جيب طراز لاند كروزر، وجرح في الهجوم جنديان من طالبان ودمرت لها شاحنة.
واضاف المتحدث قوله «قامت هذا الصباح طائرات الهليكوبتر بعدة محاولات لاقتفاء أثر طالبان لكننا أخذنا عبد الحق ومرافقيه السبعة الى بولي علم عاصمة إقليم لوجار».
وقد أصبح عبد الحق معروفا أثناء حرب الجهاد التي دعمتها الولايات المتحدة ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي.
وبعد أن قامت طالبان عام 1997 بطرد شقيقه حاج قدير، حاكم إقليم نينجرهار، انتقل عبد الحق إلى باكستان ثم غادرها إلى دبي بدولة الامارات لتأسيس عمل.
فيما قالت مصادر أخرى إنه حين سيطر المجاهدون أخيرا على كابول عام 1992 عين عبد الحق رئيسا للشرطة في العاصمة الأفغانية لكنه ترك المنصب بعد أشهر قليلة حين تعذر قيامه بمسؤولياتها بسبب الحرب الاهلية التي اندلعت بين فصائل المجاهدين المتناحرة.
وعاد عبد الحق إلى باكستان الشهر الماضي بعد تشكيل الولايات المتحدة الائتلاف لمكافحة الارهاب لشن حملتها العسكرية ضد أفغانستان.
وقد سعى عبد الحق لتنظيم تمرد ضد طالبان في الاقاليم الشرقية لأفغانستان، مسقط رأسه، وكان مسؤول في حركة طالبان في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان قد قال في وقت سابق امس «الجمعة» أنه «تم القبض على القائد عبد الحق.. وثلاثة جنود أجانب في تلال منطقة أزرو على يد السكان المحليين.وتم تسليمهم لسلطات طالبان بعد أن نقلوا في مروحية».
وكانت الصحف المحلية قد ذكرت مطلع الاسبوع الماضي أن عبد الحق غادر بيشاور إلى جهة غير معروفة في أفغانستان، إلى جانب 100 من المقاتلين المسلحين.
ووجه اعتقال عبد الحق ضربة قوية لاستراتيجية زعماء المنفى العائدين لاقناع قبائل الباشتون وهي أكبر جماعة عرقية في أفغانستان بتحويل ولائها من طالبان الى جماعات في المنفى تسعى لاعادة ملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه.
وتقع ازرو في منطقة تسلل معروفة من باكستان استخدمها المجاهدون الافغان كثيرا في الثمانينيات ومن المفترض أن عبد الحق يعرفها جيدا.
واشتهر عبد الحق الملتحي خلال الحرب ضد السوفيت بهجماته الصاروخية الجريئة على كابول وعملياته المتكررة لقطع الكهرباء عنها.
وهو ابن لاسرة ذات نفوذ في جلال أباد وانضم منذ شبابه الى الحركة الاسلامية المناهضة لحكام كابول الشيوعيين وقاتل في صفوف جماعة يونس خالص وهي جماعة من الباشتون في شرق أفغانستان.
وفي عام 1986 كان من أول قادة المجاهدين الذين حصلوا على صواريخ ستينجر الامريكية التي حولت مسار الحرب ضد القوات السوفيتية التي رحلت عن أفغانستان مهزومة عام 1989 .
وفي هذه الاثناء هجر عبد الحق السياسة وتحول الى رجل أعمال في دبي ومن هناك عاد الى أفغانستان في سبتمبر ايلول لحشد التأييد بين الباشتون لعودة الملك السابق.
وفي أحاديث صحفية في اكتوبر تشرين الأول قال عبد الحق إن القصف الامريكي لأفغانستان جعل الافغان يلتفون أكثر حول طالبان وصرح بأن المعارضة ستحتاج الى أشهر لاقناع الأفغان بالتخلي عن الحركة الحاكمة.
وأيد نحو ألف أفغاني في المنفى اجتمعوا في مدينة بيشاور الباكستانية يومي الاربعاء والخميس هذه الاستراتيجية الداعية لاقناع الباشتون بالتخلي عن طالبان والداعية أيضا لوقف الحملة العسكرية الامريكية على البلاد.
وعلى صعيد المعارك قتلت شقيقتان عمرهما ست سنوات و11 سنة بين سبعة أشخاص لقوا مصرعهم امس خلال غارة أمريكية استهدفت امس الجمعة كابول ودمرت ثلاثة بيوت فيها وفق ما أفاد شهود لوكالة فرانس برس.
وقال شهود ومسؤول بحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان امس الجمعة إن طائرات امريكية أسقطت نحو عشر قنابل على العاصمة الأفغانية كابول الليلة الماضية مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وأثار رعبا بين سكان المدينة داخل منازلهم.
وسقطت بعض القنابل فوق قرية وزير أباد الواقعة على مسافة ثلاثة كيلومترات غرب مطار كابول «شمال شرق العاصمة».
وروت امرأة تسكن منزلا مجاورا لمراسل وكالة فرانس برس أن الجيران تمكنوا من إخراج والدي الفتاتين من حطام المنزل لكن الشقيقتين قتلتا.
وأوضحت المرأة الأرملة التي رفضت كشف اسمها أن انفجار القنبلة الاولى التي سقطت على القرية ايقظها وتلتها مباشرة قنبلة أخرى دمرت منزلها جزئيا.
وقالت: «هرعت لفتح بابي بعد جهود للخروج فسمعت الصراخ والعويل يتصاعدان من المنزل المجاور، تمكنوا من إخراج الأم والأب لكن ابنتيهما قتلتا».
وأكد غيرها من الجيران مقتل الفتاتين، كما أصيب الوالد بجروح بالغة.
وبذلك تصل حصيلة الضحايا المدنيين الذين تأكدت وكالة فرانس برس من مقتلهم من مصدر مستقل، في منطقة كابول الى 27 قتيلا منذ بدء الضربات الأمريكية في7 تشرين الاول اكتوبر.
وأعلن مسؤولون في اللجنة الدولية للصليب الاحمر لوكالة فرانس برس ان الطائرات الأمريكية قصفت الجمعة مخزنين للجنة الدولية للصليب الاحمر في كابول ما أدى الى تدمير كميات من المساعدات الانسانية الخاصة باللاجئين الأفغان.
وقد ألقت طائرات أمريكية إحدى عشرة قنبلة على كابول ليل الخميس الجمعة، كما قال احد سكان العاصمة الافغانية.
وأضاف أن الانفجارات الثلاثة الاولى سمعت بعيد الساعة 0000.22 بالتوقيت المحلي. وقال: «لقد بدت بالغة القوة وآتية من مكان ما في داخل المدينة».
وردت حركة طالبان بإطلاق النيران الكثيفة من المقاومات الارضية.
وعادت الطائرات في حوالى الساعة 45.22 بالتوقيت المحلي وألقت خمس قنابل اخرى على المدينة، وسمعت أصداء انفجار تاسع في الوقت نفسه تقريبا في شمال كابول.
وفي حوالي الساعة 30.4 بالتوقيت المحلي من امس الجمعة ألقيت قنبلتان اخريان، ولم ترد المقاومات الارضية على هذا الهجوم الاخير.
من جهة أخرى قالت وسائل إعلام بريطانية امس الجمعة: إن أسامة ابن لادن الذي تعتبره الولايات المتحدة المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي وقعت في واشنطن ونيويورك حصل على مواد نووية يمكن أن تستخدم في شن هجمات إرهابية أخرى.
ونقلت صحيفة التايمز والقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني عن مصادر بمخابرات غربية قولها إن ابن لادن حصل على تلك المواد بطريقة غير مشروعة من باكستان وهي دولة نووية.
لكنهما أضافا أن ابن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه والذي له أعضاء يعملون خارج أفغانستان ليس لديهما التكنولوجيا اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وذكرت التايمز نقلا عن «مصدر مطلع» إنه يبدو أن ابن لادن لديه مجموعة واسعة «مخيفة» من الاسلحة رغم أن المصدر قال إنه غير قادر حتى الآن على شن هجوم نووي.
وربما يكون ابن لادن أيضا وراء سلسلة هجمات ببكتيريا الجمرة الخبيثة اكتشفت في الولايات المتحدة رغم أن مكتب التحقيقات الاتحادي لم يعثر حتى الآن على أي أدلة قاطعة.
لكن بعد الهجمات التي دمرت مركز التجارة العالمي في نيويورك وجزءا من البنتاجون في واشنطن الشهر الماضي وبعد تعرض مبنى الكونجرس لهجمات إرهابية بأسلحة بيولوجية بدأ الامريكيون يخشون إن وضع قنبلة نووية في حقيبة يد قد لا يكون مجرد سيناريو لأحد أفلام الرعب التي تنتجها هوليود.
ووجه كل من الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير تحذيرات متكررة من أن ابن لادن لن يتورع عن إحداث قدر أكبر من الدمار إذا أمكنه ذلك.
لكن مكتب بلير حث الرأي العام على عدم الافراط في الخوف من تلك التقارير.
وقال متحدث لرويترز: «نعتقد أن ابن لادن وتنظيم القاعدة يسعيان الى امتلاك قدرة نووية لكن يجب على الناس أن تنظر بأقصى قدر من الشك الى أي تقارير عن أنه لديه بالفعل مثل هذه القدرة».
|
|
|
|
|