أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th October,2001 العدد:10621الطبعةالاولـي السبت 11 ,شعبان 1422

متابعة

في تحوُّل أمريكي واضح لتعريف الظاهرة
وزير الخارجية الأمريكي يدعو إلى توخِّي الحكمة عند تعريف الإرهاب
بعض ممن يوصمون بالإرهابيين يقاتلون من أجل رفع الظلم
* واشنطن من جوناثان رايت رويترز:
قال وزير الخارجية الامريكي كولن باول: إن بعض الجماعات قد توصف أحيانا بأنها إرهابية بينما هي في واقع الأمر قد تكون مطالبة برفع المظالم أو كسب الحقوق أو تحقيق الحرية من قوى ظالمة.
وفي خطاب يتنافى تماما مع لهجة إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش السابقة في الحديث عن الإرهاب قال باول: إنه ليست كل الاشياء إمَّا «أبيض أو أسود» وإن هناك «مناطق رمادية» يتعين معالجتها سياسيا.
وأعلن باول خلال كلمة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي يوم الخميس أن الحكم على تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن واضح باعتبارها جماعة إرهابية وإنه لن يكون من العسير الاحتفاظ بتحالف دولي ضدها.
وابن لادن هو المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن يوم 11 سبتمبر ايلول.
وأضاف باول قوله إن القوات المسلحة الثورية الكولومبية وهي جماعة يسارية والجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي في ايرلندا الشمالية «ستعامل على الارجح بنفس المعايير. لكن سنبدأ في الدخول في مناطق نجد فيها الرجل الإرهابي هو بالنسبة لشخص آخر مقاتل من أجل الحرية وهنا يجب أن نركن الى الحكمة».
وقال باول: إنه ليعرف المرء ما اذا كانت جماعة ما تدخل في إطار الأهداف التي ستتمكن الولايات المتحدة من كسب تحالف بشأنها عليه أن يسأل نفسه أولا ما اذا كان أمام هذه الجماعة وسيلة أخرى «للتعبير عن شكاواها وتغيير المشكلة السياسية وكسب الحقوق».
واستطرد وزير الخارجية الامريكية قائلا «تلك أسئلة صعبة... هناك تحد حقيقي في شرح هذه الاختلافات بالنسبة للشرق الأوسط».
وكانت الولايات المتحدة عادة ما ترفض أي محاولة للتفريق بين الجماعات التي وضعتها وزارة الخارجية الامريكية في قائمة «منظمات إرهابية أجنبية» والتي تضم القوات المسلحة الثورية الكولومبية والجيش الجمهوري الايرلندي الحقيقي ونخبة من جماعات الشرق الاوسط.
وكان الرئيس الامريكي قد أعلن في خطابه للأمة يوم 20 سبتمبر ايلول أن «على كل أمة أن تقرر اما أن تكون معنا أو مع الإرهاب».
وصرح وزير الخارجية الامريكي ومسؤولون امريكيون آخرون بأن الدول لا يمكن أن تنتقي بين الجماعات «الإرهابية» التي تحبها والتي لا تحبها في إشارة لدول مثل إيران وسوريا التي تعارض التعريف الامريكي للإرهاب.
وعلى مدى الاسبوع الماضي تعرضت إدارة بوش لانتقادات من الامريكيين المؤيدين لاسرائيل الذين طالبوها باتخاذ موقف أكثر قوة من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» وحركة الجهاد الاسلامي وجماعات أخرى تهاجم اسرائيل التي تحتل أراض عربية.
ومن المعروف أن تلك الجماعات اللبنانية والفلسطينية التي تدمغها واشنطن بالإرهاب هي جماعات تقاتل قتالا مشروعا ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وكشفت تصريحات باول أول امس عن بعض المرونة الامريكية خاصة حينما يتعلق الأمر بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وتحرص الولايات المتحدة على استبعاد المقارنة بين الحرب التي تشنها على ابن لادن في أفغانستان واستخدام اسرائيل للقوة ضد الفلسطينيين على أساس أنه في الشرق الاوسط العملية السياسية محتملة.
وفي تناول للصراع الفلسطيني الاسرائيلي قال وزير الخارجية الامريكي: إن الرد الاسرائيلي على الهجمات الفلسطينية جاء بنتائج سلبية لأنه أحدث انتكاسة لفرص السلام.
وقال باول «في نهاية المطاف أمنك... معتمد على إقرار السلام بين الطرفين في المنطقة، وأي شيء... يجعل العودة الى هذا المسار صعبا لا يخدم مصالحك في نهاية الامر. كل هذه الشهور التي جاء فيها الرد بهذه الطريقة عن طريق استخدام القوة.. وإن كانت مبررة في بعض الحوادث.. لم يسفر عن إقرار الأمن».
ومضى باول قائلا «يمكننا أن نستخدم هذا التحالف لملاحقة قضايا الإرهاب الواضحة وبعد ذلك نستكشف المناطق الرمادية التي يوجد فيها خلافات قديمة لم تحسم بعد».
وأضاف «علينا أن نقنع الجميع بمواصلة التفريق بين الاحتجاج المشروع.. الحركة المشروعة في اتجاه الحرية ضد القوى الظالمة وبين ما لا يرقى الى هذا المستوى، لن تكون هناك أحكام إمَّا أبيض أو أسود في كل الحالات».

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved