| المجتمـع
* الخرمة سعد الخرجي:
رغم قدم الزمان ما زالت آثار الخرمة باقية تتحدى العواصف وعبث البشر معلنة لجيل عصر الفضاء والحاسب الآلي أنها الأقوى والأكثر صبراً وتحملاً وصموداً.
فعلى ضفتي وادي سبيع تنتشر العديد من المباني الطينية القديمة تحكي في صمت عظمة الأجداد وتذكر الأحفاد بتاريخ لم تستطع محوه تقلبات الزمن المتغيرة،
وما أن تزور «محافظة الخرمة» حتى تجذبك هذه الآثار والبيوت المعرشة بجريد النخل والمقامة على جذوع الأشجار الضخمة لتقف أمامها كثيرا تتأمل براعة الأجداد واستغلالهم الجيد للبيئة في كل ما يتعلق بالنواحي العمرانية.
وعندما تتجه الى مركز الغريف التابع لمحافظة الخرمة «45 كم جنوبا» تقع عيناك على قلعة «المسهر» وهي قلعة أثرية تليدة بنتها قبل ثلاثة قرون قبيلة السلمان، وكانت تستخدم قبل توحيد المملكة كوسيلة دفاعية لصد هجمات الأعداء والغزوات ومراقبة تحركات القبائل في المنطقة، ويبلغ ارتفاع هذه القلعة 20 مترا وبها سلم داخلي يمكن من خلاله الصعود إلى أعلى القلعة بالإضافة إلى فتحات صغيرة للمراقبة والرماية.
وقد استخدمت في بناء قاعدة هذه القلعة أحجار ضخمة من منطقة الحرة، ثم تم اكمال البناء بالطين المخلوط بالقش.
ورغم الرياح وعوامل التعرية ما زالت هذه القاعدة صامدة شاهدة على براعة المصمم القديم وصارت الآن من المعالم الأثرية للمنطقة.
|
|
|
|
|