| مقـالات
فئة من أثريائنا بل وبعض أثرياء العرب عموماً مشغولون هذه الأيام بأنفسهم مصابون بالقلق والأرق وانعدام الشهية، ولشدة الوجل والمعاناة والتوجس والترقب فهم كما نلحظ يضعون ايديهم على قلوبهم من اجل تهدئة سرعة الخفقان.. هذه الفئة جنت على نفسها عندما خالفت العرف المألوف ووضعت البيض في سلة واحدة غير مأمونة أو بصورة أوضح وضعت رصيدها في «حصالة» بعيدة عن متناول يدها وبعيدة عن محيط نظرها.. ومن هذا الواقع المر المتذبذب فقدت الحيلة من أجل التصرف بها أو حتى الاطمئنان عليها، ونعني بها تلك التي غامرت بدافع الطمع والجشع و المباهاة الى نثر جميع او غالب ماتملك باستثمارات خارجية او ارصدة خارج الوطن وأصبحت الآن امام طوفان الزوابع في البورصات واسواق الاسهم المنهارة تضرب كفا بكف و تولول بين اربعة حيطان وتصطنع التجلد امام الناصحين لها ولا نقول الشامتين بها وتحاول عصر ماتملكه من مبررات من اجل التعلق بأطياف آمال ضائعة وأحلام لن تعود وان عادت فهي مبتورة ومشوهة وربما تمر على غرف الانعاش فترة طويلة.. هذه الاستثمارات ذهب معظمها مع الريح بين خسارة أو تجميد وبعضها سيقيد على مجهول والبقية ربما لاتغطي تكاليف المطالبة والمطاردة وعلاج الهموم والارق وأدوية فتح الشهية لدى اصحابها لقاء تفريطهم.
لقد بحت اصوات المخلصين وتكررت مناشدة الناصحين المختصين وسال مداد الاقلام النيرة وهي تطالب بان تكون الحكمة والروية هي سيدة الموقف في استثمار هذه الاموال الطائلة في مشاريع وطنية مدروسة ومأمونة ومضمونة، لان البعيد عن العين بعيد عن القلب حتى في المال وقرش ليس في بلدك لا لك ولا لولدك وفق تجارب الحياة، فكم من أموال مات صاحبها فانقطع خبرها او تقطعت بها السبل او اصبح سيدها في ذروة تخريفات الشيخوخة وهمومها الزهايمر ومشتقاته لايفقه شيئا وربما عادت ثمرتها على ورثته بخفي حنين.. وهنا لاينفع النصح والندم والبكاء او العويل فقد سبق السيف العذل، وعلى نفسها جئت براقش والسؤال الذي يفرض نفسه دائما ويلح في طلب الاجابة هو: ياترى هل يعتبر هؤلاء الخاسرون ويتعظ المفرطون لان المؤمن لايلدغ من حجر مرتين؟ وهنا نقول لهم ومن قلوب ناصحة كمن قال من قبلنا «انج سعدا فقد هلك سعيد» والعاقل من اتعظ بغيره.. والله من وراء القصد.
اضاءة
نصحتهمو نصحي بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد |
للتواصل فاكس 4786864 الرياض
|
|
|
|
|