|
| مقـالات
إن جولات واجتماعات وزيارات المسؤولين لمواقع العمل المختلفة والقاطاعات المتباينة تضيف الى هذه المواقع والقطاعات حياة وفاعلية كما تعبر عن الاهتمام المسؤول عن هذه المواقع.
ولا ريب ان هذه الزيارات تأتي عن قصد له منا كل امتنان وتقدير حيث تثير لدى القائمين على هذه المواقع الهمة والنشاط حتى يمكن لها ان تظهر بالمظهر اللائق بها وتلقى القبول والرضا لدى المسؤولين، باعتبار ان هذا المظهر اللائق يعد التزاماً اجتماعياً فضلا عن كونه التزاماً وظيفياً يعبر عن أداء هذه المواقع لرسالتها والقيام بواجباتها حيال المواطنين، وأداء الخدمات المعنية بها والتي يقصدون اليها.
وكم تعبر هذه الزيارات فرصة سانحة لإبراز المناشط والاعمال الصحيحة والقويمة التي تفيد بمردودها الوطن وتنفع ومواطنيه، وهذا الامر هو غاية وجود اية منشأة في النسق الاداري للدولة في جانبه الذي يحقق خدمة المواطنين فيما يبتغونه منها ويقصدون اليه على الا يتعدى امكانات المنشأة وقدراتها وطاقتها ونظمها وقواعدها.. والغاية هي الانطلاق المحسوب نحو التطور والتنمية بمعنى تطور أجهزة المنشأة، وتنمية معدلات خدماتها المقدمة للمواطنين سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو ذات مكانة خاصة في المشروعات الوطنية التي تعنى عناية فائقة بظروف العرض والطلب، ومواصفات ومقاييس الجودة، ولذا فإن زيارة المسؤولين تحرك الكيفية التي تتكامل فيها الاعمال المتعددة والكثيرة والمتنوعة في نوعية المنتج سواء كان مادياً أو خدمياً وحجمه وتكلفته، وتبرز الثقة في أن عجلة العمل تدور بكفاءة عالية وتوضح كذلك أن الموقع محل الزيارة قد حقق نتائج ملموسة وباهرة.
ولا أحد يعلم اذا كانت كل المواقع ناجحة بهذا الشكل المفترض، الأنباء على التعقيبات التي تصدر من قبل المسؤول وكذلك تصريحات وملاحظات الفنيين من مرافقيه خصوصا وأنه في الغالب يمهد للزيارة بمعرفة وقتها والقصد منها كي يتم الاستعداد للقيام بها وهي هكذا لم تكن مفاجئة للموقع بحيث تبدو الأمور على طبيعتها دون الاهتمام بوضع رتوش لها بما يجعلها تبدو في ملامحها وهويتها العادية.. وحينئذ تبعث على الثقة في حسن ادارتها وأدائها.
وما يعزز مقترحنا في أن تكون الزيارة مفاجأة للموقع هو امكانية التعرف على اتباع القواعد العامة كما هو متوقع، واتباع الخطوات المبشرة بالتفاؤل في مدى التسارع النسبي في تحقيق النمو المنشود وبمعادل نجاح مقبول على مستوى التقييم الكلي، وهذا يرجع لسببين رئيسيين أولهما: الاعتقاد في سلامة الفعل المحقق لهدف المنشأة المرتكزة على تقدم الجهد وتفعيل الدور.
ثانيهما: حل المشكلات وتذليل الصعوبات التي قد تنشأ أثناء أداء الدور المرغوب، والمتوقع وفقا لأهداف المنشأة في ارتباطها باستراتيجية الدولة.
ويتطلب التعامل مع هذين السببين المتمثلين في مدى تحقيق المنشأة لأهدافها وسلامة أداء الدور ان تكون الزيارات مفاجئة لمواقع العمل.. وبناء عليه يمكن في ضوئها أن يتم اتخاذ القرارات المقومة لسلوك الإنجاز وأداء الدور والمنشئة لبدائل جديدة لاختيار أنسبها لحل المشكلات الطارئة وذلك في وجود المسؤول الزائر لامكانية تحديد عائد كل قرار ومردوده في الواقع.
وكما أسلفنا القول فإن قرارات كهذه تكون ذات علاقة وطيدة بالتوجهات الاستراتيجية الكبرى والتي في ضوئها يكون سعي المنشأة حثيثا لتحقيقها مما يجعل المجتمع كله يلتف حولها، فضلاً عن ايجاد توافق لدى كافة القوى للرضا بمردود القرارات وفاعليتها وتأثيرها في الناتج الأخير المتمثل في منتج مرضي لكافة المستويات وكذلك ارتباطه بالتوجهات الاستراتيجية الكبرى التي يمكن معها ان يكون سعي القائمين على المنشأة ذا مردود فاعل، فإن لم يكن ذلك كذلك لطلب أن تراجع المنشأة أداءها، وأداء أجهزتها ونظام ادارتها كي تخرج على المجتمع بنتائج هذه المراجعة التي تحدد فيه مدى نجاحها ومدى قدرتها على تجاوز الصعوبات وتغلبها على مسالبها وأخطائها وقدرتها كذلك على رسم الحدود الزمنية للتنفيذ.. وهذا لا ينأى عن ذلك الحجم الهائل من الانجازات الضخمة من قبل المنشآت في نطاق الخطط الخمسية للتنمية الوطنية مما يثبت جدارة هذه المنشآت على البناء والتنمية واعترافا بالمرونة والفاعلية والطهارة والشفافية والاستعداد بل وقبول المحاسبة والعمل على المراجعة والتصحيح أولا بأول.
ولا غرو ان المحاسبة في أي قطاع وفي أي مستوى عملية ضرورية للغاية ليعرف الجميع ان ثمة تقويماً للأخطاء وتعديل التوجهات الخاطئة مما يعلي من قيمة الثقة في المنشأة.
وجدوى الزيارة المفاجئة حيث يتوقع الجميع عوائدها مما يجعل الآخرين يتحسبون من التردي والوقوع في ذات الأخطاء مرة أخرى والمثال واضح أمامهم.
هذه المواقف وإن كانت صعبة يتم تداركها من قبل القائمين على مواقع العمل خشية توقع زيارات المسؤولين المفاجئة لهم والتعامل مع الأوضاع القائمة يتطلب قرارات أصعب، ولعل التفكير في ذلك على الرغم من صعوبة حساسيته يحتاج لوضعه موضع التأمل من قبل القائمين بالزيارات التفقدية لمواقع العمل العامة.
|
|
|
|
|
