أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th October,2001 العدد:10621الطبعةالاولـي السبت 11 ,شعبان 1422

مقـالات

أطفال على رصيف ساخن!!
منصور بن صالح اليوسف *
يولي علماء التربية الحديثة اهتماما كبيرا بتربية الأطفال ويوصون ببذل جهود مكثفة من أجل تنشئتهم وتوجيههم توجيها سليما الى الأهداف والغايات المرغوبة، لأن هذه المرحلة هي أهم وأخطر مرحلة يمر بها الأطفال في حياتهم ولها آثار ونتائج عظيمة على تكوينهم الجسمي والنفسي والعاطفي. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الأطفال هم شباب المستقبل الذين تعلق عليهم الأمم والشعوب الآمال والتطلعات بشأن مستقبل زاهر وتقدم باهر. وتأتي مسؤولية رعاية الأبناء من أهم المسؤوليات الملقاة على عواتق الوالدين أو من يقومون ويشرفون على تربيتهم. ولاشك ان هناك فئة من الأباء يفرطون في تحمل هذه المسؤولية، بل انهم يزجون بهم في مخاطر عظيمة عن طريق دفعهم الى ممارسة التجارة عند اشارات المرور في التقاطعات الرئيسة في المدن الكبيرة دون رحمة أو شفقة بهؤلاء الصغار.
ان تعليم الأبناء ممارسة العمل التجاري هو مطلب وطني واجتماعي واقتصادي يأتي من ضمن الخيارات المتاحة للأب في توجيه أبنائه للاستفادة من أوقات فراغهم بالمفيد والنافع للآباء والأبناء على حد سواء لكن ينبغي ان يتم بطريقة صحيحة وأسلوب سليم.
واعتقد ان توجيههم لبيع قوارير مياه أو مناديل ورقية أو أدوات زينة للسيارات أو طيور وغيرها في تقاطعات خطيرة هو من باب دفعهم الى التهلكة. حيث ان الأولى بالأباء ان يوجهوهم الى الأسواق المنتشرة في جميع أنحاء المدن بالمملكة حيث يمكن ان يقوموا بممارسة أشكال متعددة من البيع والشراء وسط أجواء آمنة ونظامية. وإذا كان يوجد بعض الآباء لم يصن الأمانة كما أمره الله فعند ذلك يجب ان تتدخل الجهات المسؤولة لمنع ممارسة الأطفال البيع في هذه الأماكن التي لم تخصص أصلا لهذا الغرض شفقة بالأبناء ورحمة بالسائقين.
والجدير بالذكر ان هناك عواقب وخيمة تنتظر هؤلاء الأطفال عند ممارستهم البيع في التقاطعات كالدهس والانحرافات الأخلاقية المتعددة نتيجة لتعرضهم للغاد والباد في أوقات مختلفة لاسيما ان بعضهم يتواجدون في أوقات متأخرة من الليل. اضافة الى ذلك فانه يندس بينهم من هو أكبر سنا منهم من جنسيات مختلفة لأغراض قد تكون مشبوهة.
ان الانسان ليعجب أشد العجب عندما يرى هؤلاء الأطفال في هذه المواقع من قساوة قلوب آبائهم وغلظتها والتي عميت بداء الطمع والجشع. حيث عرضوهم لمزالق لا تحمد عواقبها. فالتجارة عمل مشروع وشريف لكن ينبغي ان يمارس بالمكان المناسب وبالأسلوب الصحيح لضمان سلامة الوطن والمواطن. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
* عضو هيئة التدريب في معهد الادارة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved