أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 26th October,2001 العدد:10620الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,شعبان 1422

الثقافية

قضية للنقاش
تواصلاً مع قضية «لماذا الاهتمام بالخاطرة؟»
صدى الذكرى: ستبقى الخاطرة في مقدمة السباق دائماً!!
أمسكت قلمي في محاولة خجلي لأشترك برأيي المتواضع حول قضية عُرضت للنقاش عبر صفحتنا المحبوبة«الثقافية»، هذه الصفحة التي أخذت بأيدينا ونحن براعم حتى اصحبنا الآن على قدر لا بأس به من جودة الكتابة وان كنا جميعاً نطمح للأعلى ونطمع في المزيد، فنحن دائماً نعشق الطموح ونحتفي به ونسعى للجديد ونفرح به..
وحيث ان هذا الموضوع الذي طُرح للنقاش جدير بالاهتمام فقد امتطيت صهوة قلمي ودعوته ليشاركني هذا الموضوع الحيوي والهادف..
فأقول أولاً: دعونا نعرف الخاطرة لنلم بما تحويه، فالخاطرة «مقال صغير لا يتجاوز عموداً أو نصف عمود في الصحيفة أو المجلة يتضمن فكرة طارئة يعرضها الكاتب في تركيز شديد وغالباً مايكون ذلك تحت عنوان ثابت يسجل فيه الكاتب خواطره كل يوم أو كل اسبوع».
لذلك نقول إن الخاطرة تحظى باهتمام عدد كبير من القراء لصغرها أولاً ولأنها لا تستغرق الوقت الطويل في القراءة خصوصاً وأن بعض القراء وقته ليس ملكاً له فيجب الاختصار ليكسب الوقت.
وقد يكون حب القارئ أيضاً للخاطرة في ظل وجود التقنيات الحديثة والانترنت وغيرها فوقْته قد يهبه بشكل أكبر لتلك التقنيات الحديثة فأصبحت القصة الطويلة مثلاً عنده ترهق كاهله ويمل من القراءة لطولها فقد تحتاج إلى وقت طويل للقراءة ونحن في زمن السرعة.. والقارئ قد يسابق الزمن لذلك يجب الاختصار في كل شيء أما من ناحية كتّاب الخواطر فأولئك لهم شأن آخر في نظري يتمثل فيما يلي:
1 الكثير منا يحب كتابه الخواطر وأنا واحدة منهم مع أنني أشارك في القصة القصيرة أحياناً وفي المقالة حيناً آخر إلا أنني أغلب الأحيان اركز على الخاطرة لأن الفكرة الطارئة قد تمر بي أحياناً فاستطيع اصطيادها من خلال كتابة خاطرة وذلك بتركيز شديد وبدقة فائقة فلا تحتاج إلى جهد كبير او وقت طويل.
2 من قال إن الخاطرة لا تتطلب مهارة كتابية فهو مخطئ فإذا لم يكن كاتب الخاطرة ماهرا وحاذقا فلن يقرأ له احد، فالخاطرة تحتاج الى عبارات جميلة واسلوب شيق اما مقارنتها بالشعر فطبعاً لا يمكن مقارنتها بالشعر لان الشعر يحتاج الى دقة في الوزن والقافية.
3 قد لا تكون الخاطرة أصدق تعبيراً في العاطفة والوجدان من بقية الفنون الأدبية الأخرى فقد يكون الشعر مثلاً أصدق تعبيراً وأقوى عاطفة من الخاطرة إذن ليس معنى ان الكثير اتجه لكتابة الخاطرة لأنها أصدق عاطفة فهناك بعض الفنون الادبية أصدق عاطفة منها..
4 الخاطرة غالباً ما يكون موضوعاً مأخوذا من الحياة العامة ومن مشاكلها فهي صادقة في حقيقتها أي انها مشتقاة من مشاكلنا الحياتية وما نراه يتردد بيننا في الحياة بعكس الفنون الاخرى كالشعر، فقد يُكتب الشعر احياناً للتكسب كما تجد عند بعض الشعراء أي قد يخلو من العواطف او من الصدق احياناً ومع ذلك يكون عذباً كما يقال «أعذب الشعر أكذبه» اذن الخاطرة قد تكون أصدق بكثير من الشعر.
5 الخاطرة يكتبها اصحاب الأقلام الواعدة لكنها لم تكن من ابتكارهم او تأليفهم فهي موجودة من ضمن الفنون الأدبية ومن ضمن المقال خصوصاً أن المقال في ادبنا العربي الحديث مرتبط منذ نشأته بالصحافة واستمد منها جودته وتنوعت موضوعاته بحسب الاتجاهات الفنية التي سادت الصحافة العربية فبعد ان كان اسلوب المقال مثقلاً بالسجع والمحسنات البديعية المتكلفة انطلق من هذه القيود والزخارف التشكيلية وتحوّل الى خاطرة. إذن الخاطرة ليست فناً مستحدثاً بل مرتبط بالمقالة منذ الأزل، فأصبحت الخاطرة لها قيمتها ووزنها بالنسبة للفنون الأدبية الأخرى.
6 أما من حيث ازدياد نشر الخواطر في خطوات يمثل خطراً على بقية المشاركات الاخرى فلا اعتقد ذلك لأن لكل فن ادبي ذواقه ومحبوه، فالقصة لها عشاقها والمقالة كذلك والخاطرة كذلك.. «فللناس فيما يعشقون مذاهب» كما يقال..
وايضاً لا ننسى ان الخاطرة لا تستحوذ إلا على مكان او عمود صغير من الصفحة بينما القصة مثلاً تأخذ حيزاً أكبر فلو نشرت ثلاث خواطر وقصة واحدة مثلا لوجدنا ان الحيّز الذي تستولي عليه القصة اكبر بكثير من الحيّز الذي تستولي عليه هذه الخواطر الثلاث فأين المشكلة إذن؟
7 لا تزال الخاطرة في نظري وفي نظر بعض القراء المحبين لها فناً تواقاً يتجه له الكثير ويؤيده الأكثر لا سيما في ظل التغيرات والظروف الذي يمربها مجتمعنا في هذا العصر.. ومع احترامي لبقية الفنون الأدبية الاخرى من قصة وأقصوصة ومقالة ورسائل وغير ذلك إلا أن الخاطرة القصيرة والرشيقة تبقى في مقدمة السباق.
هذا هو رأيي المتواضع واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية كما يقال.. دمتم بخير، وإلى اللقاء في مناقشات أخرى
صدى الذكر
الوشم ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved