| العالم اليوم
* لندن د ب أ:
أعلن الجيش الجمهوري الايرلندي مساء أول امس أنه بدأ في التخلي عن أسلحته من أجل «إنقاذ عملية السلام»، ليمهد بذلك الطريق أمام الوحدويين في أيرلندا الشمالية للعودة إلى حكومة تقاسم الشرطة في الاقليم البريطاني التي استقالوا منها.
وقال الجيش الجمهوري الايرلندي، الذي يكرس جهوده من أجل أيرلندا متحدة ومستقلة عن الحكم البريطاني، إن الاجراء الخاص بوضع الاسلحة والمتفجرات بعيدا عن الاستخدام طبقا لما تم الاتفاق عليه في وقت سابق هذا العام مع لجنة نزع السلاح المستقلة برئاسة الجنرال الكندي جون دي كاستلين قد بدأ تنفيذه.
وجاء في بيان للجيش الجمهوري الايرلندي إنه «من أجل إنقاذ عملية السلام قمنا بتنفيذ هذا الاجراء، ودافعنا في ذلك واضح، فهذه الخطوة غير المسبوقة تهدف إلى إنقاذ عملية السلام وإقناع الآخرين بنوايانا الصادقة»، وذلك في إشارة إلى اتفاق الجمعة العظيمة الذي وقع في نيسان عام 1998.
وهذه الخطوة، التي من المحتمل أن تقابل بالمعارضة داخل صفوف الجمهوريين الكاثوليك، كانت متوقعة على نطاق واسع بأن تصدر كل الاطراف بيانات أمس الاول يوضح أن خطوة هامة سوف يتم اتخاذها.
ولم يعط الجيش الجمهوري الايرلندي أي تفاصيل حول الاسلحة التي سيتخلى عنها ولكن دي كاستلين كان قد أصر في وقت سابق أنه سوف يتحقق وقد يقوم هو ولجنته بحصر هذه الاسلحة.
وقال الجيش الجمهوري الايرلندي في بيانه «يجب أن لا يشك أحد في الصعوبات التي تسببها هذه المبادرات لنا وللمتطوعين معنا والقاعدة التي تساندنا، والعملية السياسية أوشكت الان على الانهيار، ومثل هذا الانهيار سيؤدي بالتأكيد وبالفعل إلى تعريض عملية السلام برمتها للخطر».
ويعتقد المراقبون أن هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر أدت إلى ضغوط على الجيش الجمهوري الايرلندي من جانب الامريكيين الايرلنديين الذين يمثلون مصدرا كبيرا لتمويل الجيش وجناحي السياسي «شين فين» وكذلك من جانب الحكومة الامريكية حيث شددت من موقفها ضد الإرهاب.
وقبل هذا الاعلان الذي كان متوقعا على نطاق واسع، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن أي خطوة من جانب الجيش الجمهوري الايرلندي بشأن نزع السلاح ستكون «تاريخية».ومن جانبه أعرب زعيم حزب الستر الاتحادي. ديفيد ترمبل عن أمله في أن يتم تجنب حدوث أزمة سياسية إذا تحرك الجيش الجمهوري الايرلندي نحو نزع السلاح قبل منتصف ليلة الخميس المقبل.
وكان ترمبل قد سحب وزراء حزبه الثلاثة من الهيئة التنفيذية في الاسبوع الماضي احتجاجا على رفض الجيش الجمهوري التخلي عن أسلحته.
ومن المعتقد أن ترمبل سيسعى لاعادة تعيينه رئيسا للوزراء في حكومة تقاسم السلطة وهو المنصب الذي تركه في الاول من تموز يوليو احتجاجا على رفض الجيش الجمهوري لعملية نزع السلاح.
وقال زعماء المنظمات شبه العسكرية البروتستانتية إنهم لن يردوا على بيان الجيش الجمهوري الايرلندي.
|
|
|
|
|