| عزيزتـي الجزيرة
تلقيت مساء يوم الخميس الموافق 11/7/1422ه الساعة الحادية عشرة ليلاً اتصالا هاتفيا يخبرني أن والدي الثاني الشيخ محمد بن هليل انتقل إلى رحمة الله تعالى فكان الخبر صدمة كبيرة لي حيث إن هذا الرجل غمرني برعاية منه ونصح وتوجيه لن أنسى ذلك مدى حياتي.
لقد شاهدت الناس يأتون لمنزله لتقديم العزاء يأتون من كل مكان في الرياض وخارجها والكل متأثر بفراق هذا الرجل الذي قدم الشيء الكثير لوطنه ولأسرته إن النفس تتألم على فراق رجل عزيز له مكانة كبيرة جدا في القلب.كنت من أكثر المقصرين بزيارته ولكني كنت أحرص على الاستماع الى حديثه وتوصياته لقد فقدنا بل فقدت أسرة الهليل رجلا له مكانته في العائلة، كان بسيطا في حياته بسيطا في كل شيء كان همه الأكبر راحة أبنائه واستقرارهم ولقد زادت جلساتي معه في أيامه الأخيرة حيث أرهقه المرض وآلمه، إلا أن فكره كان معه وكان حريصاً على توجيه النصائح والوقوف مع الآخرين في كل شيء رحمك الله يا أبا هلال ودعوتي إلى جميع أبنائه بأن يدعو له في كل وقت وفي كل يوم فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له..».
فيبقى الدعاء له وذكراه خالدة في نفوسنا لأنه ترك فراغا كبيرا فكل ما كتبته عن والدي الثاني هو بعض مما في نفسي وجدتني أكتبه كي أريح النفس من حزن ألم بها ومن دمع ملأ العين.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء |
وأخيرا استشهد بقول الشاعر:
ففي رحمة الله الكريم وبره
وفي جنة الفردوس مأوى ومرتعاً |
رحمك الله يا أبا هلال رحمة الأبرار الأخيار ستبقى ذكراك خالدة عند طلوع كل شمس وعند غروبها.
عبدالعزيز محمد الهويش
|
|
|
|
|