أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th October,2001 العدد:10619الطبعةالاولـي الخميس 9 ,شعبان 1422

الاولــى

شارون يتجاهل أوامر بوش بالانسحاب
19 شهيدا ًفي مجزرة إسرائيلية في بيت ريما ومدن أخرى
* * غزة القدس واشنطن:
استشهد عشرة فلسطينيين أحدهم نزف حتى الموت لأن القوات الاسرائيلية حالت دون وصوله الى المستشفى، في وقت جدد فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون الرفض للمطالب الدولية ومن بينها دعوة من الرئيس الامريكي بسحب قوته فورا من المدن الفلسطينية التي شهدت معارك ضارية طوال الليل استمرت حتى صباح أمس الأربعاء وسط أنباء بأن قوات الاحتلال نصبت منصات للصواريخ في قطاع غزة .
وأعلن مسؤولون ومصادر فلسطينية أن الجيش الاسرائيلي قتل عشرة فلسطينيين وأصاب آخرين خلال هجمات مختلفة شنها امس الأربعاء والليلة قبل الماضية على قطاعات فلسطينية بالضفة الغربية.
ففي بلدة بيت ريما شمال مدينة رام الله استشهد ثلاثة أشخاص بينهم شرطي عندما اقتحمت القرية الواقعة في منطقة سيادة فلسطينية قوات اسرائيلية تحت وابل من النيران الكثيفة.
وقالت اذاعة «صوت فلسطين» إن الجندي الشهيد نزف لعدة ساعات بسبب منع جنود الاحتلال لطواقم الاسعاف من الوصول للمصابين فى البلدة.
وفجر امس الأربعاء طوقت حوالي 15 دبابة بلدة بيت ريما على ما أفاد رئيس بلديتها عبد الكريم جاسر الذي تم الاتصال به هاتفيا.
وقال ناطق باسم الهلال الاحمر الفلسطيني إن شخصين جرحا منذ بدء هذه العملية لكن الجيش الاسرائيلي لم يسمح لسيارات الاسعاف بدخول البلدة. ويبدو ان الجريحين عنصران من الشرطة الفلسطينية كانا يحرسان حاجزا عند مدخل البلدة.
وأوضح رئيس البلدية أن الجنود الاسرائيليين طرقوا على أبواب جميع منازل القرية وإنهم اعتقلوا كثيرا من الاشخاص.
وأكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن قوات من سلاح البر ودبابات تمركزت في بيت ريما الواقعة في المنطقة «أ» أي تحت الاشراف الفلسطيني الكامل، وعمدت الى اعتقال اشخاص.
وقال الناطق ان البلدة التي يسكنها أربعة آلاف نسمة تضم ما أسماه ببنية تحتية إرهابية مهمة وتم الاعداد فيها لعدة اعتداءات».
وقال الطبيب باسم الريماوي في اتصال هاتفي ان «سيارات إسعاف عسكرية اسرائيلية نقلت عددا من الجرحى واقتادتهم كمعتقلين».
وفي غضون ذلك أفادت مصادر طبية أن فلسطينيا رابعا استشهد برصاص اسرائيلي في بلدة أبو ديس في ضواحي القدس الشرقية.
وأوضحت المصادر واذاعة «صوت فلسطين» أن مروان حلبية «23 عاما» أصيب برصاص في الرأس أطلقه «رجال وحدات خاصة اسرائيلية بينما كان يمر في احدى طرق البلدة بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء».
ونقل حلبية الى مستشفى المقاصد في القدس الشرقية حيث أعلنت وفاته صباح امس.
وفي مدينة طولكرم بشمال الضفة الغربية أعلنت مصادر طبية فلسطينية ان خمسة فلسطينيين استشهدوا برصاص اسرائيليين بينهم ثلاثة قتلوا ليل الثلاثاء الاربعا ءوالاثنان الآخران قتلا مساء الثلاثاء.
وسقط الخمسة خلال عملية توغل شنها الجيش الاسرائيلي في طولكرم حيث أصيب ايضا خمسة فلسطينيين بجروح في هذا الحادث.
من جهة أخرى هدم الجيش الاسرائيلي بواسطة جرافات منزل مسؤول في حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في طولكرم. وأوضح الناطق ان الفلسطيني هذا مسؤول عن مقتل مدنيين اسرائيليين اثنين.
ويرتفع بذلك الى 38 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ شن الجيش الاسرائيلي في 18 تشرين الاول اكتوبر الجاري عملية واسعة النطاق في الضفة الغربية، غداة اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي الذي أعلنت منظمة فلسطينية مسؤوليتها عنه.
ومنذ هذه العملية التي لا سابق لها منذ إنشاء السلطة الفلسطينية في 1994، أعادت اسرائيل احتلال ست مدن فلسطينية كبرى بشكل جزئي في الضفة الغربية، هي رام الله وبيت لحم وضاحيتها بيت جالا وجنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية.
كما قصفت دبابات وقوات اسرائيلية بيت لحم والمناطق المحيطة بها في الساعات الاولى من صباح امس الأربعاء بينما أطلق مسلحون فلسطينيون نيران رشاشات في أسوأ قتال بالبلدة منذ توغل اسرائيل في المناطق الفلسطينية.
واستمر القتال طوال الليل وحتى الفجر في بيت لحم ومخيم عايدة للاجئين المجاور للبلدة، وقال الجيش الاسرائيلي انه كان يرد على نيران أطلقها فلسطينيون من المخيم باتجاه مستعمرة جيلو اليهودية التي تعتبرها اسرائيل أحد احياء القدس.
ودخلت القوات الاسرائيلية بيت لحم في إطار توغلها في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني الذي بدأ يوم الجمعة الماضي عندما أرسلت دبابات وقوات الى ست بلدات فلسطينية.
الاعتداءات الاسرائيلية الجديدة شملت امس أيضا قيام مستوطنين بإطلاق النار على ستة عمال فلسطينيين في الضفة الغربية .
وذكر شاهد عيان فلسطيني أن سيارة تحمل لوحة أرقام معدنية اسرائيلية فتحت النيران على سيارة تنقل العمال الى عملهم.
وأشار مسؤولو مستشفى الى أن احد ركاب السيارة إصابته خطيرة.
ويقول مسؤولو أمن اسرائيليون أن مجموعة من اليهود مطلقي السراح في الضفة الغربية ونفذوا العديد من الهجمات ضد الفلسطينيين.
الى ذلك طلب الرئيس الامريكي جورج بوش من اسرائيل يوم الثلاثاء أن تنسحب من المناطق الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني لكن اسرائيل قالت انها لن تفعل هذا الا بعد أن تكبح السلطة الفلسطينية ما أسمته جماح العنف.
وعدل الرئيس الاميركي الثلاثاء عن استخدام عبارة الانسحاب «فورا» التي استخدمتها وزارة الخارجية الاميركية الاثنين عندما دعت اسرائيل الى سحب قواتها من المناطق الفلسطينية.
وقال بوش «عبرت عن قلقنا من وجود قوات اسرائيلية في مناطق فلسطينية وامل أن يسحب الاسرائيليون قواتهم في أسرع وقت ممكن».
وتجاهلت اسرائيل الثلاثاء الدعوة الى الانسحاب فورا التي وجهتها واشنطن الاثنين مؤكدة أن جيشها يتحرك في إطار «الدفاع عن النفس».
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريس بعد اجتماعه مع بوش في البيت الابيض ان الرئيس طلب انسحاب اسرائيل وأشار الى أن استمرار العنف الفلسطيني الاسرائيلي يزيد من صعوبة جهوده لإقامة تحالف دولي في الحرب الامريكية ضد «الارهاب».
وسئل إن كان بوش أثار هذه النقطة خلال اجتماعهما لمدة 25 دقيقة فقال بيريس «أشار إليها وقلنا أن هذه هي نيتنا.
وفي وزارة الخارجية تكلم المتحدث ريتشارد باوتشر بلهجة أكثر حزما نسبيا وقال في البيان الصحفي اليومي ان وجود القوات الاسرائيلية في المناطق الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني «يسهم في تصعيد العنف ويتعين انسحابها فورا».
وتريد الولايات المتحدة وقف القتال بين الفلسطينيين واسرائيل في إطار حرصها على حشد تأييد عربي وإسلامي خلال حملتها الحالية ضد أفغانستان.
وفي تطور جديد ذكرت مصادر فلسطينية امس نقلا عن تقارير اسرائيلية أن الجيش الاسرائيلي نصب عدة قواعد صواريخ أرض أرض في عدد من المواقع باتجاه قطاع غزة.
وقالت المصادر ان قواعد الصواريخ نصبت في شمال وجنوب القطاع في تصعيد عسكري اسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
فيما تشهد محافظات غزة هدوءا محدودا في الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل ارسال مزيد من تعزيزاتها للمحافظة وتقوم طائراتها بمزيد من الطلعات في سماء محافظة غزة.
طالع المتابعة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved