| الثقافية
* يشعر المتابع للأحداث أنه في تقاطع رهيب بين إرهاب يريد أن يفرض منطقه بالقوة حتى على أفراد مجتمعه وبين بعض القوى العالمية التي لا تريد أن تحل مشاكل العالم لأنها ربما تتغذى منها.
* أذكر حين كنا في المدرسة قبل أكثر من عشرين عاماً، كانت تمر علينا في الصحف المحلية أخبار الانتحار والمنتحرين من كل أنحاء العالم، مثلا: رجل ياباني يشنق نفسه ويترك رسالة اعتذار لأهله، أو رجل أوروبي أو أمريكي يخرج إلى الشارع ويقتل من يصادفه قبل أن يقتل نفسه، وغيرها أخبار كثيرة من هذا النوع، لكن هل تلاحظون الفرق بين الموتين أو بين حالات الانتحار في اليابان وفي أمريكا والغرب، إنه الفرق في الثقافة وفي الأخلاق وفي كل شيء.
* الإحصائيات تقول إن نصيب كل دولة متقدمة في أمريكا وأوروبا (25) منظمة إرهابية، بينما نصيب كل دولة من العالم الثالث بما فيها الدول الإسلامية (13) منظمة إرهابية، طبعاً ولا ننسى أن منظمات مثل (حماس) و (الجهاد) و (حزب الله) يعتبرها الغرب إرهابية متجاهلين أنها تدافع عن أرض محتلة كما جاء في قرارات الأمم المتحدة.
الجرائم المنظمة بدأت في أوروبا وأمريكا ولا زالت حتى الآن، وجرائم القتل الفردية التي هي صناعة أمريكية منذ سنوات طويلة وحتى الآن لا زالت تضرب الرقم الأعلى في العالم، أضف إلى ذلك أن الاستخبارات الغربية والأمريكية هي التي كانت ولا زالت تمول الكثير من الجماعات الإرهابية في العالم حماية لمصالحها وعلى مدى عقود طويلة، وآخر دعم كان للأفغان والأفغان العرب في حربهم ضد الوجود السوفياتي عن الأراضي الأفغانية قبل عقدين، لكن السحر انقلب على الساحر وها هم الأفغان الذين دربتهم وساعدتهم أمريكا يقفون أمامها وجهاً لوجه.
* الآن هل سوف نستمع من أمريكا إلى عبارات حفظها شعوب العالم منذ سنوات طويلة عن سلامة الأمن القومي الأمريكي؟..
وهل سوف نسمع أسئلة عربية من نوع أين (اللوبي) العربي داخل أمريكا لكي تتفهم قضايانا؟
* هل العالم الآن أمام مفترق طرق رمادي..
* إن ما لا نتوقعه على الإطلاق، يفترض الآن أن نضعه في خانة جديدة هي إمكانية التحقق في أي وقت وفي أي مكان على كل المستويات.
* هذا هو منطق السياسة، لا أصدقاء على الدوام ولا أعداء على الدوام، لعبة «شطرنج» تحركها المصالح وحسابات الربح والخسارة بغض النظر عن أي شيء آخر.
* أمريكا الآن أصبحت أكثر واقعية عن السابق، وهذا الرئيس الأمريكي يقول للإعلاميين: «قال لنا حلفاؤنا الأوروبيون إننا أهملنا قضية الشرق الأوسط».. ثم واصل حديثه عن ضرورة دولة فلسطينية عاصمتها القدس كما جاء في قرارات الأمم المتحدة ونأمل ألا ينسى ما قاله.
* وهذا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كورت فالدهايم يؤكد أن عدم تطبيق قراري الأمم المتحدة (242) (238) يعتبر سبباً لمأساة الشرق الأوسط ويحث أمريكا وأوروبا على تطبيق هذين القرارين حرفياً وفرضهما على إسرائيل بالقوة كما تم في السابق فرض قرارات أخرى على دول متمردة.
* الإرهاب الصغير الذي يبدأ في البيت والحارة والمدرسة والمجتمع يمكن أن يكبر ويصبح إرهابا ًكبيراً خارج هذه الحدود ويبدأ الإرهاب صغيراً عندما نصر على عدم تقبل الحوار والرأي الآخر بطريقة حضارية أساسها الاستماع والتفهم والروح العالية.
fahd ateq@hotmail.com
ص.ب: 7823 الرياض: 11472
|
|
|
|
|