ما عليكن ياذوات الحجال
أن تذرفن الدموع في إجلال
أو فكفكفن من دموع العذارى
ثم دعن البكاء للأطفال
فبكاء الرجال في محكم الخطب
حريٌّ به مآقي الرجال
رحل الشيخ بعد طول جهادٍ
أتعب الخيل والعدا في القتال
فقده لا أرى فيه فقد فرد
انه فقد أمة في النضال
إن فقد الشيوخ منا لرزء
ليس فقد الرعاع والأذيال
كان في الحفظ والذكاء فريدا
وهو في الفقه مضرب الأمثال
كان يفتي بما يراه اتباعا
بفعال الرسول في كل حال
وإذا ما دعاة سوء أتونا
بنعيق الضَّلال والضُّلال
قام يدعو لله في السر والجهر
قوياً بلومهم، لا يبالي
لا يداري بعلمه أو يماري
نصرة الحق قصده لا التعالي
أنت فينا البصير في ظلم الشك
ونعم الخبير في الأهوال
نحن عُمْيٌّ كم قدتنا بأمانٍ
لصُوى النبع بارداً كالزلال
وإذا ما الهجير ألهب في النفس
سموماً أخذتنا للظلال
سوف أرثيك أيها الشيخ جهدي
ورثاء الشيوخ للأجيال
سوف أرثي بك العلوم جميعاً
أنت منها الدار أنت منها العوالي
موتة الشيخ ثغرة في حمانا
وحما الدين والدُّنا والمعالي
نحن في عالمٍ يموج سعيراً
وظلام الشكوك مثل الجبال
فهنيئاً بشدّك الرحل عنا
سوف نعيا غداً بشد الرحال