| الثقافية
أخبرني عن طقوس الكتابة لديك؟!
أبداً..احضر الورقة ومعها قلمها، ثم انتظر الثلث الاخير من الليل، وصوت فيروز يملأ المكان، وارتقب حين يأتي الابداع من مكان بعيد، لتأخذ الحروف مكانها وفق هذا التصور، وتبدأ المقالة تتلبسني، هي لباس لي، وأنا لباس لها، ويكون ذلك غالباً في ليالي المحاق، وفي يومي الاثنين والخميس..القصيدة يا سيدي هي التي تكتبني ولست أنا من يكتبها..وانها تشبه مخاض الولادة بالنسبة لامرأة عاقر يبشرها القوم بمولود، لا يولد الا مع طلوع الروح.. أيكفي هذا الوصف.. أعني الغرور!!
من علمك هذا الكلام؟!
أقرأه دائماً لهذه الوجوه، التي تلوّن أعمدة الصحف، وبياض ورق الكتب.
وهل أنت مقتنع به؟!
تسيطر علي نظرية التطبع، لذا اردد ما يقوله القوم!!
يا سيدي هذه أمعية صفراء، وتبعية زرقاء!!
يا سيدي القصيدة تتلبسني، ولست أنا من يقولها!!
أمزح!!
قصدي..الأديب لا يكذب!!
لماذا؟!
لأنه رائد..والرائد لا يكذب أهله!!
ألديك دليل؟!
جئني بأديب يكذب، وأمنحك قلمي الذي أكتب به!!
وماذا استفيد من قلمك!!
يا رجل إنه قلمي..وهذا يكفي!!
يبدو أنك آكل «مقلباً كبيراً» بنفسك!!
من الآكل أنا أم أنت!!؟
بالتأكيد أنت!!
إذن كل ما يعجبك وليس ما يعجب الناس، لذا أكلت المقلب، ولبست القصيدة، أقصد لبستني!!
من أين تأتي بهذا الهذيان؟!
من مثقفيك، وعندهم فصل الخطاب، وفك الحجاب، وفتح الباب، وإغلاق الأبواب!!
حسناً ماذا قال المثقفون عن العولمة؟!
هناك من يقول: «إنها هجمة صيغة إمبريالية يجب اللحاق بركبها»
وآخر يقول: «انها هجمة رأسمالية همجية يجب الوقوف في وجهها والتصدي لها شرط أن يكون المتصدون من اليسار العربي والعالمي، لا من الأصولية الإسلامية لأن هذه الأخيرة غير مؤهلة لتفهم لغة العصر».
وثالث يرى العولمة أنها «فتح كوني لا غبار عليه، ولا خوف على هويتنا منه..»!!
وما القول الغريب، الذي قيل عن العولمة؟!
اغرب ما قرأته عن العولمة جاء في كتاب للأستاذ «إدريس هاني» بعنوان: المفارقة والمعانقة: رؤية نقدية في مسارات العولمة وحوار الحضارات وهذا الباحث المغربي يتبنى فكراً مضاداً للعولمة، ويكتب بدافع مصارعة العولمة وهوس دفعها وممانعتها.. فالعولمة من وجهة نظره:صيغة لمؤامرة رأسمالية همجية وبربرية بآن، وهدف العولمة كمؤامرة هو فرض الأمركة والتصهين على جميع أنحاء العالم، وأنها لعبة تقودها الشركات الكبرى!! وكأنها مؤامرة احتكارية تقودها أمريكا بالذات ويحرسها حلف الأطلسي، الذي باتت وظيفته «ضبط ما تبقى من نشاز خارج إيقاع الخضوع للقطب الواحد» خاصة أن هذا النجاح للعولمة ما كان له أن يكون لولا غياب الاتحاد السوفيتي فقد «أتى انتعاش خطاب العولمة بنكهتها الليبرالية المتأمركة، على أنقاض الانهيار الدراماتيكي للاتحاد السوفيتي» كما يشرح ذلك الأستاذ/ تركي على الربيعو
أراك ذهبت بعيداً!!
يا رجل الكل يتحدث عن العولمة فكيف تحرمني من الحديث عنها، خاصة وأنا كما تلاحظ أصف ما أرى فقط!!
حسناً ماذا تتمنى؟!
أتمنى أمنية الصحفي الأمريكي توماس فريدمان التي يرغب فيها «إنشاء مدرسة للعولمة»
وما أمنيتك الأخرى؟!
زوال الزوايا الصحفية!
من أي باب تريد أن تزيلها؟!
من باب إماطة الأذى عن الطريق!!
تقول ذلك وأنت كاتب زاوية!؟
عليك بي فأنا أول الأذى.
حسناً من آذيت؟!
أذيت بياض الورق، وهدوء القلم، ونوم المطابع، كيف أعتذر من هذه المعطيات الصامتة؟!
توقف عن الكتابة؟!
كيف ذلك الكتابة يا رجل هي الرئة التي أتنفس من خلالها، أكتب لأنقذ الآخرين.. أكتب لأدرك البشرية من الغرق، أكتب لأحرك العالم بأصابعي..صدقني، إنني لا أمزح فهكذا تعلمت من القوم بأن العالم لا يمكن أن يكون بدون مثقفين!! ومع ذلك سوف أتوقف عن الكتابة حتى يوم الخميس القادم. إذا أراد الله جل وعز.
elarfaj2000@ayna.com.
|
|
|
|
|