| مقـالات
نشرت جريدة الرياض في عددها رقم (12155) الخبر التالي:
ضربت امرأة أروع الأمثال في الشجاعة وحسن التصرف وذلك عندما قامت بقيادة السيارة لمساعدة زوجها المريض. تفاصيل هذه الحادثة كما ترويها المرأة (أم محمد) انها في احد الايام أرادت العائلة الخروج للنزهة، خارج مدينة تبوك، وبينما الأسرة تستمتع بهذه الرحلة أو النزهة خارج المدينة إذ بالأب يسقط مغشيا عليه حيث كان يعاني قديما من ارتفاع في دقات القلب ومن مرض السكر، وحيث إنه لا أبناء ذكوراً للأب سوى ثلاث بنات قاصرات ووجود الأسرة في منطقة معزولة من الناس قررت الأم وبكل معاني التضحية والحب لعائلتها بلبس شماغ الأب والتلثم به وارتداء جاكيت قديم كان موجوداً بالسيارة، ثم قامت بوضعه في المقعد الأمامي الأيمن للسائق.
وقيادة السيارة من نوع سوبربان دون خوف منها حرصا على سلامة زوجها وانقاذ نفسها وبناتها من الموت في الصحراء ومن شارع إلى شارع حتى وصلت إلى منزلها بأحد الأحياء الشعبية في تبوك.
ثم قامت بالاتصال بالجيران، ليتم نقل الأب إلى أحد المستشفيات.
وسط سعادة من الأم وبناتها على نجاح إنقاذ حياة الأب العائل الوحيد لهم.
وبسؤال أم محمد عن كيفية تعلمها قيادة السيارة؟
ومتى..؟؟
أجابت بأنها من عائلة بدوية عاشت في الصحراء وفيها تدربت مع والدها على قيادة السيارة، حيث ترعى أغنامها واصبحت لديها خبرة بسيطة قد تحتاجها، عند الضرورة القصوى فقط وكما قيل «عند الضرورة تحل المحرمات..»
رأيت أن بطولة أم محمد تستحق أن تحتل زاويتي وحدها دون غيرها لهذا اليوم.
فأم محمد بسيطة وشجاعة وغير مثقلة بالنظريات، وهي فقط انسانة نبيلة حاولت بجميع ما منحها الرحمن من قوة وعقل وتدبير وتفكير أن تحافظ على عائلتها.
باقة خزامى مغموسة بماء المطر إلى أم محمد.
omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|