أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th October,2001 العدد:10619الطبعةالاولـي الخميس 9 ,شعبان 1422

فنون تشكيلية

بعد افتتاحها للمعرض
الأميرة هيفاء بنت منصور: تواجد الناصري بيننا إثراء للساحة التشكيلية السعودية
* * جدة مريم شرف الدين:
برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز آل سعود، افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت منصور بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود المعرض التشكيلي للفنان العراقي العالمي رافع الناصري بجاليري روشان بمدينة جدة.
تركزت أعمال المعرض التي تصل إلى قرابة الأربعين لوحة تجريدية جمعت ما بين الإبداع التصويري والأعمال الجرافيك واستخدام الاكليرك والألوان الزيتية والمائية.. المتأمل لأعمال الناصري يشعر بتقارب الفكرة واستمراريتها من خلال الأعمال الموجودة فيه وأحياناً أخرى بتمرد اللون واعلانه عن ثورة تنبئ عن بعض المشاعر التي خبئت بفعل المعاناة التي يعيشها الفنان وغيره من أبناء جنسه.. وتارة أخرى تنسج من البحر قصيدة تستشرف فيها ملامح الغربة والترحال.. والبحث عن تربة جديدة تأوي تلك الجذور التي اقتطعت عنوة من الأمكنة التي انصهرت في بوتقتها لأن تعيش من يباب الأزمنة، وتجسد روعة الإبداع في صورة تحمل بعضاً من رائحة الأمس ولون البحر ورمال الصحراء وثورة الإنسان.
وقد عبّرت الأميرة هيفاء من جانبها بهذه المناسبة في تصريح لها قائلة: إنه من دواعي سروري ويسعدني افتتاح معرض الفنان رافع الناصري.. هذا الفنان الذي يجيء من تاريخ طويل عمل خلاله على تقصي إيقاع البيئة وتجلياتها، وعمل على تجريد الأحرف واستنطاق طاقاتها ونقاطها وسكتاتها حتى قادته لتكويناتها التي تتراءى لنا فيما يحيط بنا من أسرار كونية تكسر الحدود بين الحاضر وغيبية بين الأرض وسمائها بين الفنان ولوحته.
وترى سموها أن الناصر احتل مكانه رائدة بين الفنانين التشكيليين العراقيين، حيث كان من الفنانين الأكثر فعالية في معارضه (مجموعة الرؤية الجديدة) التي انطلقت عام 1969م يتجلى بتجربته في (رباعية تل الزعتر 1976م)، مطلقاً أحرفه خارج كل قالب وينتهي لهذه العوالم الضوئية الخاصة.
كما أعربت سموها عن سعادتها لحضور الفنان إلى المملكة وتواجده بيننا لما في ذلك من إثراء للساحة التشكيلية السعودية وتوفير فرصة للتفاعل بيننا وبين فن الآخر المتميز.
أما الشاعرة والناقدة المعروفة مي مظفر فتقول عن أعمال رافع الناصري بأنها وليدة أمكنة متعددة.. فمن بغداد إلى عمان إلى البحرين حاملاً معه من بين ما يحمل من أمتعة ذاكرته التي ما من مسافة مهما اتسعت إلا أنها قادرة على أن تنتزعها من مكانها الأول. سنوات العمل المتواصلة التي هي ذات سنوات العمر لدى رافع الناصرية غير قابلة للتجزؤ.
وترى أنه من الصعب على من يلقي نظرة سريعة على أعماله التي نفذها في السنوات الأخيرة وكيف أنه يلمس تغيراً كبيراً فيها وبمعنى آخر أنها لا تدل على تجاوز غير مألوف في أسلوبه أو نمط أشكاله مما يشكل علامة فارقة تميز هذه المرحلة عن سابقتها، غير أن المتبحر في هذه الأشكال المنفصلة تارة والمتداخلة تارة أخرى بوسعه أن يلمس التغيير الذي ينمو داخل العمل مخلخلاً بنيته خلخلة متدرجة تتحرر من خلالها الأشكال فتزول بينها الحدود وتندمج سطوحها الصلبة الخشنة الملمس بالفضاء الأثيري وتتوحّد الذات بالموضوع فيصبح من الصعب التمييز بين الفنان وعمله.
وتؤكد الشاعرة والناقدة مي أن رافع الناصري ليس من الفنانين الذين يخرجون إلى مشاهديهم بقفزات أسلوبية مفاجئة وإنما هو من ذلك الصنف من الفنانين الذين تتسم أعمالهم بنموها العضوي من الداخل فهي تمضي بخطى وئيدة تأملية تتنامى من خلالها أشكاله تبعاً لمسار رؤيته وتطورها.
وتعتبر مي مظفر أن الأسلوب التجريدي في أوروبا إلا أن رغبته العارمة في الانطلاق نحو امتدادات الشكل واللون بحرية قد غازلت وجدانه ورغبته التي تفتحت على أرض منبسطة لا يوازيها سوى امتداد مماثل للسماء.
والفنان رافع الناصري من مواليد عام 1940، درس الرسم في بغداد ومن ثم فن الجرافيك في بكين ولشبونة والأكاديمية العالمية بسالزبورغ، كما رأس قسم الجرافيك بمعهد الفنون الجميلة ببغداد (عام 1974م) وعمل محاضراً متفرغاً بجامعة اليرموك بالأردن.. ويعمل حالياً محاضراً ومديراً لمركز البحرين للفنون الجميلة والتراث بجامعة البحرين.
وصدر للفنان كتاب عن فن الجرافيك المعاصر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، كما نشرت له العديد من المقالات والدراسات الفنية بالصحف والمجلات العربية.
وكان الفنان رافع قد أقام أكثر من عشرين معرضاً شخصياً بعدد من العواصم العربية وباريس وبكين وهونغ كونغ، كما شارك بالكثير من المعارض الجماعية لفنون الجرافيك، إلى جانب المشاركة في عدد من المعارض الجماعية والبيناليات الدولية في حين حصل على العديد من الجوائز منها:
جائزة الشرف من الأكاديمية العالمية بسالزبورغ النمسا وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان الرسم الدولي بفرنسا وجائزة الشرف من البينالي العالمي للجرافيك بالنرويج والجائزة الأولى في مهرجان بغداد العالمي الأول للفن التشكيلي.
إلى جانب مشاركته بالعديد من لجان التحكيم الدولية وله الكثير من المقتنيات بعدد من المتاحف العربية والدولية.
كما يستعد فاليري روشان من ناحية لاستقبال معرض الفنان المغربي حكيم غزال الذي سيكون في 15 من الشهر الحالي 1422ه، ومعرض الفنان القطري علي حسن في 12 ذي القعدة، ومعرض الفنان الأمريكي السوري الأصل عمر خليل، الذي سيكون في 25/11/1422ه القادم.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved