| العالم اليوم
على طريقة الكاتب الأمريكي توماس فريدمان الذي يحلو له توجيه رسائل لقادة الدول وبخاصةٍ قادة الشرق الأوسط، فبعد أن كان يقصر رسائله على القادة العرب أضاف إليهم أمس أرييل شارون وان كانت رسالته لهذا الارهابي القبيح أكثر تهذيباً ممَّا كان يوجهه من رسائل للعرب..
على طريقته، ولكن ليس بنفس أسلوبه الاستفزازي وغير المهذب في كثير من الاحيان أوجه رسالة للرئيس جورج دبليو بوش على لسان طفل فلسطيني.
السيد الرئيس جورج دبليو بوش البيت الأبيض واشنطن الولايات المتحدة.
السيد الرئيس:
في البدء رسالتي هذه أوجهها عبر الصحافة، وقد تنقل مترجمة عبر الانترنت، إذن فلا خوف من أن تحمل جرثومة الانثراكس، فهي بالطبع لن تكون في مظروف، ولن تنقل عبر البريد.. فلا خوف منها إذن.
السيد الرئيس:
لا شك أنك وقبل أن تكون رئيساً لأقوى دولة كنت أباً لطفلتين وكنت تراقب نموهما حتى كبرتا وأصبحتا «عروستين» كما نقول نحن أهل الشرق الأوسط، للبنات الصبايا الشابات، وبالطبع كنت ترعاهما وتحرص على أن يواظبا على الذهاب الى مدرستهما بدءاً من الروضة حتى الجامعة وكنت تقلق عندما تمرض إحداهما، أو تصاب بمكروه وتقلق أنت ووالدتهما المربية الفاضلة حينما تجلس إحدى البنتين فزعاً في فراشها جَرَّاء حلم مخيف أو كابوس مفزع.. وتصاب بالهلع مع السيدة والدتهما إذا خدشت إحدى البنتين.
السيد الرئيس:
هذه عاطفة الأبوة، وعرفناك أباً صالحاً عطوفاً وقد تضمنت حملتك لانتخابات الرئاسة الدعوة لاعادة قيم الأسرة.. ولهذا أخاطبك كأب.. قبل أن تكون رئيسا لأقوى دولة وأكبر قوة عظمى.. حامياً لقيم الأسرة كما تقول أنت.
السيد الرئيس:
بصفتك أباً أناشد أبوتك وعاطفتك الإنسانية، أنا الطفل الفلسطيني الذي أعيش كل ليلة كوابيس مفزعة.. وأحلاماً مليئة بصور القتل الذي يقوم به الجنود الاسرائيليون أمامنا في النهار فتعاد صوره في الليل.. «الليلة الماضية حلمت بأن الجندي الإسرائيلي ذبح والدتي، وأبي الذي استشهد قبل شهر يمد يده لجذبها إليه...».
السيد الرئيس:
مرّ أكثر من شهر وحقيبة المدرسة بها دفاتري وأقلامي وكتبي راقدة فيها، لم أفتح الحقيبة المدرسية لأني بكل بساطة لم أستطع الذهاب للمدرسة أصلاً فهناك دبابة على ناصية الشارع، وجندي إسرائيلي يمنعنا أنا وزملائي من أطفال الحارة من الذهاب إلى المدرسة التي اصبحت مكاناً للجنود الاسرائيليين وجراجاً لدباباتهم..!
السيد الرئيس:
نسيت أنا وكل أطفال فلسطين اللعب.. بل ، لقد أصبحنا محرومين من رؤية شوارع مدينتنا وساحاتها لأننا بكل بساطة نخاف أن تصطادنا رصاصات جنود إسرائيل، مثلما اصطادت صديقي ناصر القرعان الذي استشهد أمس الثلاثاء.
أخيراً السيد الرئيس..
أرجو إبلاغ إحدى بنتيك بأن ترسل إليَّ علبة مسكِّن ومهدئ للأعصاب حتى لا أصاب وأصدقائي بالجنون.. من جنود أصدقاء والدها.
المرسل:
طفل فلسطيني لا يريد ذكر عنوانه حتى لا يرسل شارون فرقة لاغتياله!
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|