| تحقيقات
* تحقيق شيخة القحيز:
حث ديننا على التواصل بين الناس، واهتم بالأقارب بشكل خاص وكرر الدعوة الى صلة الرحم، وانتشر خلال السنوات القليلة الماضية ظاهرة التجمعات الأسرية المختلفة ما بين رجالية فقط أو نسائية أو شاملة للجميع فبعضها أسبوعية وأخرى شهرية وبعضها سنوي، تتجمع تلك العوائل ويتعارفون على بعض من مواليد وأنساب جدد.
وفي هذا التحقيق نلقي الضوء على المتجمعات العائلية «الدوريات».
تقوية الروابط
تقول الأستاذة فاطمة: من خلال حضوري لتلك الدوريات أرى أنها أدت الدور المطلوب في توثيق التواصل بين أفراد العائلة. قبل الدوريات كان الطفل يولد ويشب ولا يعرفه إلا المقربون جدا، وأطرح اقتراحاً وهو ان يكون هناك برامج خاصة بالشباب وأخرى بالصغار بما يناسب أعمارهم وتبعد هذه المجالس عن الغيبة والنميمة وتناقش مصلحة العائلة وأمور المسلمين بما يستطيعه كل فرد.
وتذكر الأخت عزيزة الريس: ان دورية عائلتهم شهرية وقد أدت الدور في ربط الأسرة وتعارفها وتحبذ وجود مسابقات للحضور في ذلك الاحتفال.
وعن التجمع المشترك بشكل اسبوعي تقول أم محمد الشيخ من خلال حضورها: أولا هي صلة للرحم وفيها تعويد لأطفالنا على ذلك وفيها نوع من التسلية لهم وليس هناك برنامج معد ولكن الغالب هو التجمع وتناول المشروبات وممارسة رياضة السباحة ولعب الكرة والركض وأحيانا توضع مسابقة، واقترح وضع مسابقة في السباحة لأن تلك الرياضة مهمة جدا وممتعة وأود أن يكون فيها جلسة تخصص للذكر وتلاوة القرآن وحفظه كذلك مدارسة الأحاديث النبوية ووضع مسابقات للكبار والصغار.
الأسبوعية مملة
وتقول أم أويس عن دوريتهم التي تتم كل شهرين وهي نسائية فقط: ان هذه الدوريات لها أثر طيب في توثيق العلاقات ومعرفة القريبات وأصبحنا نرى قريباتنا فقد كنا نمضي سنين دون رؤيتهن سواء خالاتنا وقريباتنا ولا يوجد لدينا طريقة تدار بها الجلسة وأتمنى لو تم تطويرها بحيث يعد برنامج بسيط كمدخل تكون مدته ربع ساعة تطرح فيه مسابقة أو كلمة أو حديث قصير فيه نصيحة أوتوجيه ، وتقترح أم أويس توزيع كتيبات وأشرطة مفيدة وطرح مواضيع مهمة مثل تربية الأبناء.
وتشاركنا الأخت أعس في الموضوع بقولها: دوريتنا أسبوعية نسائية صارت مملة لأنها أسبوعية ولم تؤد الغرض منها بين أطراف العائلة، فبدأت بعض القريبات بعدم الحضور وتناقصن شيئا فشيئا.
فليتها تكون شهرية حتى يشتقن لبعض، وتتخللها مسابقات مع جوائز تحفيزية، كذلك تعد مجلة خاصة بهذه العائلة تشتمل على نصائح وفوائد وأخبار العائلة.
وليت احدى الأخوات المتعلمات تتبرع بالقاء محاضرة دينية عن أي ظاهرة جرت وانتشرت في المجتمع. هذه رؤيتي للدوريات ومقترحاتي عليها.
وتتحدث الأخت رهف سلمان عن طريقتهم في الاجتماع العائلي قائلة: شهرية نسوية تحضر كل عائلة طبخات مختلفة كل حسب قدرته ونوزع نشرات وأشرطة مفيدة وتلقى محاضرة عما يدور في المجتمع، وأتمنى الاستمرار في هذا النمط وتضاف اليه مسابقة للكبار وللصغار لزيادة التعاون والترابط.
أما الأخت خليقة فتتحدث عن تجمعهم الأسري بشكل مقتضب حيث تقول: من ناحية التواصل الحمدلله من حسن الى أحسن وهي شهرية غير منتظمة تلقي فيها احدى بنات الأسرة محاضرة وفيها حث على التبرع للمسلمين المحتاجين.
سنوية مشتركة
وهذا الأخ مناصف الزين يقول: دوريتنا سنوية مشتركة فقد أدت دوراً ايجابياً في توثيق التواصل بين أطراف العائلة كما وأصبحت مجالاً للدعوة بشكل ايجابي وفعال: وتقام مسابقات ثقافية عامة ومن ثم توزع الجوائز بعد ذلك يلقى درس ثم الجلسة العائلية والأحاديث الشخصية.
أما الاقتراحات التي أطرحها فهي: استغلال هذه الاجتماعات في جمع التبرعات بشكل دوري لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج والأسر المحتاجة ومساعدة المسلمين في العالم مثل فلسطين والبوسنة.
ويتحدث الأستاذ فارس بن محمد عن دوريتهم العائلية الرجالية نصف شهرية يقول: نعم أدت دورها في التواصل بين العائلة حيث انه مع تكرار الحضور والمواظبة عليه تزداد العلاقة وتزول كثير من الحواجز النفسية.
واجتماعنا يكون بعد العشاء نتناول فيه العشاء وجلسة وكلمة لمدة نصف ساعة ثم مزاولة احدى الألعاب الرياضية.
وعن مقترحاته لتطوير مثل تلك الاجتماعات فهي استغلال هذا التجمع لدعوة الحضور وتقديم النصيحة لهم، وتوزيع بعض الكتب والأشرطة ودعوة بعض طلبة العلم ويخبر عن حضوره مسبقا ترغيبا للحضور.
تجيء أم المقداد مبينة ان تجمعهم النسوي نصف شهري وقد زادت هذه الروابط ولاسيما بين الأطفال حيث أصبحت العادات الحديثة تمنع الأطفال من حضور المناسبات ويكون اجتماعنا بعد المغرب وتشارك كل ربة بيت بطبق مظهرة روح التعاون بينهن أما الوجبة الرئيسة فكل مرة على أسرة تقوم به ويتخلل الاجتماع القاء بعض الفوائد لمدة عشر دقائق.
عن مقترحات أم المقداد فتقول: حبذا الاشتراك لمدة ستة أشهر كل أسرة تدفع 15 ريالا لشراء شريط كل شهر واحضار دولاب عرض للكثير وقصص الأطفال والأشرطة المفيدة ومن ثم تباع بسعر مخفض للراغبين وذلك بين فترة وأخرى.
تشع المحبة والصفاء
وسعدنا بلقاء الدكتور توفيق خوجة مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي بالرياض يقول: دوريتنا الرجالية كل شهرين وأرى أنها أدت دورها في زيادة التواصل نعم تزيد من الترابط والمحبة وصفاء النفوس، وتقوي معاني الأخوة وتجسيد روح التعاون.
أما ادارة الجلسة فلشيخ العائلة فله الصدارة والمكانة في ادارة النقاش والحوار فيحظى بتوفير واحترام الجميع لمكانته وكبره.
ويضيف د. توفيق خوجة اقترح توزيع بعض النشرات والأشرطة والكتيبات، واختيار مواضيع حيوية لمناقشتها سواء كانت دينية واجتماعية وصحية واقتصادية وأسرية وكذلك عمل مسابقات ثقافية للحضور.
ونلقي ضيفتنا الكريمة الدكتورة منيرة العلولا وكيلة مركز دراسات الطالبات بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض قالت: هذه الدوريات العائلية جميلة تعرف بعضنا على البعض الآخر وتقلل مشاوير البحث عن بيوت القريبات للسلام عليهن وكم لها من فوائد تقرب القلوب وتعرف بالدماء الجديدة في الأسرة وأحث دائما على التبكير في الحضور فليس الهدف من الاجتماع العشاء بل التعارف وتجاذب الحديث بين الحاضرات وزيادة معلومات عن القريبات.
وأضافت د. منيرة العلولا ملاحظتي ان البعض يتكلف ويسرف في المظاهر وهذا غير المطلوب في التجمع فنحن نريد البساطة والألفة، واختتم قولي بأن ايجابيات هذه الدوريات أكثر من سلبياتها مهما كان وأحث على استمرارها بين العوائل. أم البراء بنت عبدالرحمن قالت: لعل المناسب ان تكون هذه الدورية شهرية على الأقل أو كل شهرين لأن تقاربها وكثرتها تشغل وقد تسبب الملل، وذلك لانشغال الناس وزيادة أعبائهم، ويجب ان تكون بين الرجال في يوم خاص وبين النساء في يوم آخر، ويستحسن ان تكون في أماكن واسعة كالاستراحة التي يشترك كل انسان فيها بقدر معين ويستفيد الجميع وبخاصة فئة الأطفال والمراهقين الذين قد لا تتاح لهم فرص زيارة الأقارب في بيوتهم التي تغيرت عن السابق في سعتها وزخرفتها.
وأسمع كثيرا من الامتعاضات وأرى آثارا سيئة لهذه الدوريات ولكن ليس العيب في هذه الاجتماعات وانما العيب في استخدامها استخداما غير موجه، فلو ان العقلاء والمثقفين الذين نجدهم في كل عائلة أخذوا زمام المبادرة، وتحركوا بفعالية لأثمرت هذه الاجتماعات ثمرات تربوية ودعوية واجتماعية ونفسية.
ومن الأخطاء التي أراها اضاعة الوقت في التحضير لمثل هذه الدوريات والاسراف في المطعومات والمشروبات والسهر طوال الليل.
|
|
|
|
|