| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مناهج التعليم العام سواء في هذه الجريدة العزيزة أو غيرها وسواء في صفحات الرأي أو في أعمدة الكتاب المعروفين أو من خلال الرسومات الكاريكاتورية.
وهذا مؤشر على وجود الوعي لدى الكتّاب أو المتلقين فيما يخص العملية التعليمية والتربوية إذ إنها القضية الأم في مجمل القضايا المطروحة.
ومع أن أغلب الطرح هادف وموضوعي إلا أن الملاحظ على بعض الطروحات الخاصة بالمناهج أو أصحابها من الكتاب بُعدها عن الطرح المتّزن والواعي حيث يغلب عليها البعد عن الموضوعية.
ومن خلال تتبعي لأبرز ما طرح في الصحف حول المناهج التعليمية في الآونة الأخيرة تبين لي أن أكثر الطروحات والآراء هي من كتاب بعيدين كل البعد عن الميدان التربوي ويفتقدون لأبجديات الاسلوب العلمي في طروحاتهم التي هي غالباً أصداء لأحاديث المجالس.
كما لاحظت أن ما يكتب في الصحف حول المناهج يدور معظمه حول ما يسمى بالمحتوى أو المقرر الدراسي الذي هو جزء من المنهج وليس كل المنهج. والذي يبدو لي أن مناهجنا ليست بهذه الصورة القاتمة التي رسمها ويرسمها بعض الكتاب في الصحف والمجلات زاعمين أن ما عندنا لا ولن يصل إلى ما عندهم وذلك عند المقارنة بين مناهجنا ومناهج الآخرين.
إن القصور الوارد في مناهجنا والذي لا ينكر لا يصل بنا إلى عزو الخلل في العملية التعليمية إلى المناهج وحدها إذ إن ما تتعرض له العملية التعليمية عندنا وعند غيرنا من فتور وخلل ربما أن سببه المعلم، أو الطالب، أو البيئة التعليمية، أو حتى المناهج، وعادة ما يكون كل ما سبق يساهم في وجود هذا الفتور.
وخلاصة القول إن مناهجنا ما دامت تدور في فلك سياسة التعليم التي صدرت وثيقتها عام 1390ه فهي الأنسب والأصلح وأما ما يتعلق بالمقررات الدراسية فهي تحتاج إلى مراجعة مستمرة لأساليب عرضها بحيث تتلاءم مع المتغيرات ويكون طرحها بشكل جذاب ومشوق يساعد المعلم على تطبيق الأساليب الحديثة في التدريس.
ومتى ما توفر المعلم الناجح والبيئة المدرسية المناسبة فإن المناهج ستنجح ما دام فيها مقومات النجاح التي حوتها وثيقة التعليم وما عدا ذلك فإن اللوم سيكثر وتحمّل المناهج ما لم تحتمل.
محمد بن شديّد البشري
مشرف تربوي/ مركز شرق الرياض
|
|
|
|
|