|
| الثقافية
* جدة جميل الفهمي:
القى الدكتور محمد موسى الشريف في النادي الادبي الثقافي بجدة مساء يوم الاحد الماضي محاضرة شيقة بعنوان : فلسطين تاريخا وحاضرا نالت استحسان جمهور المثقفين الذين حضروا والذين كانوا من الرموز الثقافية المعروفة.
كما شارك في الاستمتاع عدد كبير من الشباب الدارسين في المراحل المتوسطة والثانوية. وقد قام الاستاذ عبد الفتاح ابو مدين في بداية المحاضرة بالترحيب بالضيف الكريم والتنويه بأهمية محاضرته في هذه الظروف التي تمر بها الامة العربية والاسلامية. وقال انني هنا اسوق لمحات حتى لا اتدخل في محاضرة الدكتور محمد موسى.
لقد كانت فلسطين طوال اربعة قرون من 923ه 1377ه 1517م 1917م جزءا من الدولة العثمانية ولم تعين حدودها الا في عام 1314ه 1922م بعد مفاوضات استمرت عامين بين قطبين من المستعمرين هما فرنسا وبريطانيا ولجنة الانتداب التابعة لعصبة الامم ومساحتها 009.27كم2.
ثم قدم الاستاذ حسين بافقيه الناقد المعروف ترجمة للمحاضر الكريم جاء فيها قوله: ما اسعدنا هذه الليلة بأن نجتمع حول قضية العرب والمسلمين الاولى وهي قضية فلسطين الجرح والرمز والالم والامل القادم الذي لم يستطع رغم كل ما جرى ان يغادر قلب كل عربي ومسلم. ويسعدني ان اقدم نبذة مختصرة عن محاضرنا الكريم الدكتور محمد موسى الشريف فهو من مواليد مدينة جدة 1381ه حصل على البكالوريوس في الشريعة 1408ه من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وماجستير في الكتاب والسنة 1412ه من جامعة أم القرى ثم الدكتوراة في الكتاب والسنة ايضا 1417ه من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة أم القرى ولديه اجازة في رواية حفص من طريق الشاطبية ويدرس القراءات العشر وهو عضو في العديد من اللجان الدعوية والعلمية ويعمل حاليا قائد طائرة في الخطوط الجوية العربية السعودية ويعمل كذلك استاذا متعاونا في قسم الدراسات الاسلامية في جامعة الملك عبد العزيز وله العديد من المؤلفات الغزيرة تدل على انتاجه العلمي.
وبعد هذا التعريف قام المحاضر بتقديم محاضرته قائلا: اصدر كلامي هذا بالشكر الى هذا النادي الادبي الذي قد قصرت معه كثيرا فزيارتي له الآن هي الاولى واتوجه بالشكر الى سعادة رئيسه والى اعضائه الكرام.
والقضية الفلسطينية هي حدث الساعة وهي حدث الاحداث الى ان يرث الله الارض ومن عليها وعلى ذلك تضافرت الادلة والواقع المساق وهو الواقع المنظور في القريب وفي المستقبل البعيد والله تعالى اعلم فهي قضية حية وقضية خطيرة وقضية مهمة والحديث عليها معشر اساتذتي واخواني لهو مهم جدا وذلك لان الله تعالى ربط مصير هذه الامة بقضية فلسطين فهي قضية الامة الاسلامية جميعا ولم يهزمنا اليهود اخوان القردة والخنازير الا لاننا تركنا هذا المفهوم المهم واننا مسلمون نقاتل عن قضية اسلامية نجاهد في سبيل الله تعالى اعداء له في الارض هذه القضية المهمة الواضحة تركت واخذنا بالمذاهب الوصفية الى آخر ما درج العرب عليه في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الهجري الفائت فذلوا بذلك ذلا عظيما وحقت عليهم كلمة الله تعالى التي لا تتخلف وقضية فلسطين قضية اسلامية واضحة في اسلاميتها والامر الآخر المهم في طرقي لهذه القضية هو انني اريد ان ابعث الامل في النفوس والامل ان شاء الله تعالى باق.
لكن كثيرا من الناس يظن انه لا سبيل لنا الى النصر وان القوى العالمية كلها تساند اليهود مساندة واضحة ظاهرة وانه لا سبيل للامة الاسلامية لتجاوز ذلك وانه لا يمكن في يوم من الايام ان ينتصروا على اليهود بقناعة رسخت في اذهان وقلوب وافئدة كثير من المسلمين فكان من المناسب الحديث المتواصل عن هذه القضية وايقاد شعلتها في النفوس وذكرها مرارا وتكرارا.
وفلسطين جزء من ارض الشام وارض الشام ارض مباركة جليلة عظيمة وهي ابرك ارض بعد ارض الحرمين الشريفين المطهرين.
والله عز وجل في كتابه الكريم يقول : «ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين» ويعني بذلك ابراهيم عليه وعلى نبينا السلام وتحدث الله عز وجل عن قوم سبأ فقال: «وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة» والقرى التي بارك الله فيها هي قرى فلسطين والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر بلاد الشام في احاديث كثيرة صحيحة ظاهرة وقال طوبى للشام طوبى للشام طوبى للشام ثلاث مرات.فقيل وما ذاك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اني قد رأيت ملائكة الرحمن باسطة اجنحتها على الشام. فهذه بشرى طيبة وجليلة من رسولنا صلى الله عليه وسلم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم. رأيت ليلة اسري بي كأن عمود الكتاب خلع من الارض فظننت ان الله سبحانه وتعالى تخلى عن الارض واهلها فاذا هو يوضع في الشام.
وفي ذلك دلالة واضحة على ان هذه الارض فيها ايمان فيها صدق فيها حلال وعظمة.ثم تطرق المحاضر الكريم الى التاريخ القديم لارض الشام وفلسطين بالذات وما تعرضت له هذه المنطقة المباركة من حروب وغزوات واستعمار متعاقب كانت تخرج منه دائماً منصورة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القادة العظماء في العالم الاسلامي مثل نور الدين وصلاح الدين وعمر القسام وغيرهم. واشار في محاضرته الى ان النصر سيكون لنا في القريب ان شاء الله.واثنى على الاعمال الجهادية التي يقوم بها ابطال الانتفاضة كما اثنى على الدعم الشعبي والرسمي لهذه الانتفاضة المباركة والتي ستستمر ان شاء الله حتى التحرير. كما ذكر بالاعجاب مشاعر الشباب الصغار في الامة الاسلامية حيث تجلى ذلك في تبرعاتهم وفي مقاطعتهم للمنتجات الغربية الداعمة دولها للمعتدي.والواقع ان محاضرة الدكتور الفاضل محمد موسى الشريف محاضرة شيقة ممتلئة بالمعلومات والمواقف الرجولية للمجاهدين العرب والمسلمين ولا يمكن ايراد كامل نصها وذلك لطولها.
* القى الدكتور محاضرته ارتجالا فنال اعجاب الجمهور لسعة اطلاعه وقوة حافظته.
* قام بالتعقيب والمداخلة على المحاضرة الدكتور بكر باقادر والكاتب المعروف عبد الله الشريف والدكتور يوسف العارف مما اضفى على اللقاء الكثير من المتعة.
|
|
|
|
|
