|
| مقـالات
نورة بنت عبد الرحمن إنسانة قد لا يعرفها البعض.. ولمن لا يعرفها هي شقيقة صقر الجزيرة العربية الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه .. كانت يرحمها الله تحتل مكانة غالية في عقله ووجدانه.. كان أخو نورة على سعة اطلاعه.. وفرط ذكائه.. وعبقريته.. وألمعيته يلتمس عندها النصيحة..ويطلب المشورة لرؤيتها الثاقبة.. وبعد نظرها.. وسعة الأفق والاهتمامات .. انتخى عبد العزيز باسمها في ساحة الوغى.. والأحداث الهامة وقبل ذلك وبعده.. كانت انسانة أضاءت العتمة في حياة اليتامى.. والارامل.. والموجوعين.. والجائعين.. وصاحبة لمسات دافئة أذابت ثلوج الهمّ والحزن عند الكثيرين.. قريبين .. وبعدين .. اختصرت يرحمها الله في شخصها قيّم.. وأخلاق شعب بكامله.. كانت تاريخاً.. والتاريخ قد يخبو أحياناً.. لكنه لا يموت.
* كنت قد اطلعت على كتاب (الأمير نورة بنت عبد الرحمن الفيصل) وهو بحث قدم لمؤتمر المملكة في مائة عام الذي أقيم في الرياض من 7 11 شوال 1419ه 24 28 يناير كانون الثاني 1999م.. إعداد د. نورة الشملان التي بذلت من أجله جهداً كبيراً.. تشكر عليه لاعتمادها على (المعلومة المأخوذة من الشفاه) مع ما يتطلب من اتصالات .. ولقاءات تتفاوت من حيث الزمان والمكان.. يعوقها أحياناً الظروف الصحية لبعض المصادر المختارة من المسنين الذين عاصروا الأميرة نورة.. وهو عمل تفتقره المكتبة السعودية.
* ولقد أسعدتني مبادرة الجمعية الخيرية الصالحية في محافظة عنيزة الصغيرة مساحة.. الكبيرة شأنا تأسيس مركز الأمير نورة بنت عبد الرحمن الفيصل لرعاية الأسرة (تخليداً لدورها الفاعل في مجالات الرعاية الاجتماعية والاسرية والأعمال الإنسانية وإبداء الرأي والمشورة وقيامها بدور السيدة الأولى، ويتناسب مع مقام الأميرة نورة ومكانتها من مؤسس البلاد جلالة الملك عبد العزيز، رحمه الله ).
* ومع التقدير لمبررات المشروع.. وأهدافه.. وعناصره التي تضمنها الكتيب التعريفي أقترح أن تتسع دائرة تكريم (السيدة الأولى) بحيث تشمل المرأة السعودية التي نالت حظاً وافراً من العلم.. والثقافة.. اضطلعت بمسؤوليات.. ومهام كبرى في خدمة الدين.. والملك.. والوطن.. وهو امتداد لتكريم الأميرة نورة.. ومن هذا المنطلق أقترح تخصيص جوائز سنوية باسم مركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل تمنح للمبدعات.. والعالمات السعوديات في شتى المجالات الإنسانية.. والاجتماعية.. والعلمية والتطوعية .. وتخصيص منح للدراسات العليا للمتفوقات.. والقيام بحملات توعية بشؤون الرابطة الزوجية والأمومة والطفولة.. وأهمية التآلف الاسري والاستقرار العائلي لخير ورفاهية ومستقبل المجتمع السعودي.. وتصحيح النظرة الدونية عند الذين يشعرون المرأة دوماً بقلة الشأن.. وتكريم مكانتها المتميزة التي افردها لها الاسلام كتابا.. وسنة.. ومحاربة الأفكار البالية المتعلقة بالمهور.. وحفلات الزواج الباذخة.. وإبراز حقيقة أن المرأة نصف المجتمع.. لها وعليها مسؤوليات.. وواجبات .. لا تستطيع الاتيان بها في ظل الاستعلاء.. والتهميش.
* ادعو القائمين على المركز الى تهيئة فرص عمل جديدة لشقائق الرجال بالتعاون مع لجان السعودة المنتشرة في مناطق المملكة خاصة وان مجالات العمل آخذة في الاتساع في اطار الثوابت الشرعية.. وخصوصية المرأة السعودية ما يتيح لها ان تصبح شريكا فاعلا في نسيج الحياة السعودية خاصة أن عمالة المرأة في المملكة كما ترى د. الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود وكيل الرئيس العام لتعليم البنات للشؤون التعليمية في محاضرة لها (أصبحت قوة لا يستهان بها ولا يمكن الاستغناء عنها لبلوغ التقدم الاقتصادي، فالانتاج الوطني وزيادته رهن بحشد الإمكانات البشرية للذكور والإناث.. والتنمية الاجتماعية لا تبلغ غايتها اذا أغفلت الاناث كماً وكيفاً).. وأرى ان تشمل اهتمامات المركز التوعية بأهمية الترشيد الاستهلاكي.. والمفهوم الواعي للاستهلاك.. واستثارة روح الاقتصاد.. والتوفير بما يتلاءم والحاجة الفعلية.. والضرورة.
* وفي يقيني أن الاتيان بكل ما تقدم أو بعضه.. والدعم المالي للمركز من الجميع من شأنها جميعاً أن تعكس واحدة من صفاتنا المتوارثة.. الوفاء.. لمن يستحقه.. والعطاء.. لمن هو أهل له.
algnaieer@yahoo.com
|
|
|
|
|
