| مقـالات
سبق أن كتبت في أكثر من مقال عن قضايا البحث العلمي وعن حاجة المرأة الباحثة على وجه الخصوص إلى وسائل تستطيع من خلالها أن تنشر بحوثها ودراساتها، وأجدني مضطرة إلى تكرار الحديث في هذا الموضوع شعوراً مني بأن هذه المشكلة أي مشكلة فقدان وسائل النشر تتفاقم من يوم إلى آخر، فأعداد الباحثات المتخصصات تتزايد من سنة إلى أخرى، ووسائل النشر المتاحة لهن بل وللرجال أيضاً لا تزال كما كانت عليه منذ سنوات مما يعني أن الباحثة التي ترغب في نشر بحث سواء كان لغرض الترقية أو لتقديم ما تحصلت عليه من معلومات في موضوع محدد وقيامها بإعداد بحث في هذا الموضوع سوف تواجه مشكلة عويصة، وأعرف من زميلات أن بعض البحوث المرسلة منهن إلى دوريات علمية في المملكة أو خارجها استغرق نشرها فترة طويلة تصل أحياناً إلى عامين.
إن هذه المشكلة العلمية تتطلب أن ينظر في أمر الدوريات العلمية بشكل جاد من قبل الجامعات والكليات المختلفة بل ومن قبل دور النشر، ويمكن للرئاسة العام لتعليم البنات أن تقوم بدور أساسي في حل هذه المشكلة بالتوجه إلى إقرار إصدار دوريات علمية في المجالات التخصصية التي تهتم بها الرئاسة مثل التربية والآداب والعلوم الاجتماعية والاقتصاد المنزلي والخدمة الاجتماعية والعلوم التطبيقية. لأن ظهور مثل هذه الدرويات سوف ينشط حركة البحث العلمي بين منسوبات الرئاسة من الباحثات واستاذات الجامعات ويتاح من خلالها ايضاً للباحثات العاملات في الهيئات العلمية الأخرى في المملكة النشر فيها.
ومثل هذه الدوريات تحتاج دون أدنى شك إلى هيئة تحرير مشرفة وإلى محررين وهذا يستدعي توفير ميزانية للبحث العلمي تكون قادرة على تحقيق هذا المطلب الحيوي.
لقد كانت الرئاسة رائدة في أمور كثيرة في المجال التعليمي والكل يشهد لها ذلك، فلعلها تواصل إسهامها المتميز فتفتح المجال للباحثات في المملكة العربية السعودية، بإنشاء دوريات علمية متخصصة، وبما أن هذه الدوريات المقترحة سوف تركز على النشر للمرأة الباحثة فإنني اقترح أن يتولى الإشراف على إعدادها وتحريرها باحثات وهو حق لهن في ضوء عدم إتاحة المجال للمرأة للعمل في تحرير الدوريات العلمية المتوفرة حالياً التي يتولاها الرجال.
|
|
|
|
|