|
| العالم اليوم
لأن العرب يبحثون عن الانتصارات.. ولأن الرياضة أصبحت منذ الربع الأخير من القرن الماضي وخلال القرن الحالي، مظهراً من مظاهر التقدم الحضاري ورقي المجتمعات والدول، فإن الانجاز الكبير الذي حققه أبناء المملكة (النسور الخضر) بالتأهل لأكبر محفل دولي لأكثر لعبة رياضية شعبية وانتشاراً، لعبة كرة القدم، وللمرة الثالثة على التوالي، يعد إنجازاً حضارياً وتقدماً اجتماعياً بكل المقاييس فالمملكة بتأهلها للوصول إلى المباريات النهائية لكأس العالم والتي ستقام في اليابان وكوريا في العام الميلادي القادم تكون من بين أفضل اثنتين وثلاثين دولة في العالم، وهي بتأهلها للمرة الثالثة على التوالي تكون الدولة العربية الوحيدة التي تحقق هذا الانجاز الذي تحقق بجهود سعودية خالصة، فالمدرب الذي صاغ ذلك العقد الثمين من اللاعبين فبدت مثل جواهر صقلها ابن السعودية، ذلك الشاب الأسمر، نتاج السياسة الحكيمة والبناء الذي بدأه المغفور له فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الذي يجب ان نتذكره الآن مترحمين عليه لأن ما زرعه نحصده الآن، وإن كنا قد حصدنا ثماره في حياته منذ عقد من الزمن حينما وصل المنتخب السعودي لكرة القدم لأول مرة إلى المباريات النهائية لكأس العالم التي اقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية والذي قدم من خلال تلك المشاركة صورة حضارية ومتقدمة للشعب السعودي سلوكاً وأخلاقاً بالإضافة الى المستوى الفني الرفيع.
وكانت بشائر التفوق السعودي في هذا الضرب من الرياضة قد بدأت منذ السنوات الأولى من الثمانينات من القرن الماضي حينما فرض السعوديون سيادتهم على أكبر قارة في الكرة الأرضية بلعبة كرة القدم ولا يزالون يفرضون وجودهم منذ ذلك الوقت.
تراث وجهد وعمل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز حافظت عليه أيادٍ أمينة مخلصة، إذ عزز ورسخ صورة المواطن السعودي المتميز شقيقه (وجه الخير) سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وابنه نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز حيث تواصلت الانتصارات السعودية متشبثة بالمواقع المتقدمة آسيوياً وعربياً وخليجياً، متبوئة مركزاً متقدماً في المحافل الدولية كنتائج طبيعية ومتوافقة مع ما تشهده المملكة من تقدم وتفوق حضاري في كل المجالات مؤكدة نجاح مسيرة بناء المواطن السعودي.
** تحية لشباب البحرين:
فوز وتعملق شباب البحرين وتحقيقهم ذلك الانتصار الباهر على المنتخب الإيراني الذي هم أهلٌ له، يؤكد اللُّحمة الخليجية المتميزة، ويؤكد أن لا مكان للمستحيل تحت الشمس في ظل العزيمة والاصرار، والنتيجة التي حققها أبطال البحرين والتي عززت انتصار أشقائهم أبطال السعودية هي بكل المقاييس الفنية نتيجة طبيعية، لأن أبطال البحرين كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر في طهران.. فالإيرانيون هم الذين تعادلوا معهم.. وفوزهم في المنامة هو تأكيد لتطورهم وعلو كعبهم في هذا الفن الكروي الرياضي المكرّس للتفوق الحضاري، كما أنه يبرز أيضاً قوة التلاحم والتماسك بين أبناء الخليج العربي وأبناء الأمة العربية، ومع أن المنافسات الرياضية لا تأخذ في حساباتها مقولة (أنا وأخي على ابن عمي.. وأنا وابن عمي على الغريب)، إلا أن البحرينيين كانوا نعم الإخوة دون أن نسقط من حسابنا أن الإيرانيين أبناء عمومة وإخواننا في الدين.. وفي النهاية فالانتصار يسجل للبحرين كمحطة تاريخية متميزة.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
