| عزيزتـي الجزيرة
يشكو الكثير من الطلاب من عدم استيعابهم لدروسهم وعدم تمكنهم من الاستذكار الجيد بما ينعكس على درجاتهم ونجاحهم ورسوبهم ويشكون من ضعف التحصيل وعدم التركيز، لذلك فإن معرفة الطريقة الجيدة للمذاكرة وكيف يدفع الانسان الملل يساعد في ان يحقق الطالب هدفه في النجاح والحصول ان شاء الله على أفضل مرتبة ممكنة والتوجيه الاول في هذا الشأن هو ضرورة المذاكرة منذ بداية الفصل الدراسي حتى لا تتراكم الدروس على بعضها البعض ويصعب استيعابها ويشعر الانسان باليأس والقنوط والعياذ بالله ويستسلم لهذا الضعف، فعلى الانسان متوكلاً ومستعينا باسم الله ان يجلس لمذاكرة دروسه وتحصيلها بطريقة انتظامية يومية.
ونبدأ بتعريف المقصود بالتحصيل الدراسي:
يقصد به قدرة الطالب على ان يحتفظ في الذاكرة بما قد تعلمه ولا يفقد ذلك سريعاً بالنسيان فهو يعتمد على الذاكرة .
كيف يقوم الطالب بتحصيل المعلومات العلمية الدراسية؟
لتحصيل المعلومات العلمية الدراسية لابد من بذل الجهد اللازم لذلك بالقراءة المتأنية الدقيقة للموضوع وليس القراءة العابرة للتسلية وتزجية وقت الفراغ فالقراءة للمراجع العلمية الجامعية ليست مثل قراءة الصحف والمجلات فالهدف منها التحصيل وليس قضاء وقت طيب للتسلية لذلك يجب:
أولاً: تحديد الموضوع المراد دراسته بدقة وتحديد الهدف من قراءته.
ثانيا: الفهم الجيد لما قام الطالب بقراءته.
ثالثا: قراءة الموضوع المراد دراسته ككل اولا من خلال الملخص الذي يوجد في نهاية الفصل، ثم قراءة الفصل قراءة كلية، ثم القراءة للموضوع فقرة تلو الفقرة بإمعان وروية وتمثل لكي يفهم الطالب جيداً ما قام بقراءته ثم يقوم بربط الأجزاء المقروءة ببعضها البعض.
وأنصح الطالب بأن أفضل طريقة لكي تتعلم وتستوعب هي القيام بعملية التعليم للغير اي ان تقوم بدور المدرس وذلك بتخيلك ان تدرس وتستعين بأكثر من حاسة اثناء ذلك وتستعين بالكتابة والقراءة أحيانا بصوت مرتفع نسبيا وترديد القراءة مرة أو مرات ثم كتابة ما فهمت بأسلوبك أنت، أي أن تعد لنفسك مذكرة أو ملخصا تستعين به بعد ذلك في المراجعة.
يجب على الطالب تجنب او ابعاد او البعد عن المعوقات التي تعوق عملية المذاكرة والدراسة الجيدة وتعوق التحصيل مثل مشاهدة برامج التلفزيون في نفس الوقت او السماع لجهاز الراديو او وجود ضوضاء او ضجة في مكان المذاكرة.
يجب اعداد وتهيئة المكان اعدادا مناسبا من حيث التهوية والاضاءة، أي أن المكان يجب ان يكون مريحا للجلوس .. ألخ
يشكو الطلاب من الملل اثناء المذاكرة:
1 لدفع الملل أثناء المذاكرة يجب تهيئة المكان والظروف كما سبق ان ذكرت سابقاً.
2 يقوم الطالب بمذاكرة أكثر من مادة في اليوم وليس مادة واحدة اي يقوم بعملية تنويع للمواد الدارسية.
3 يبدأ بالمادة التي يحبها أولاً، أو المادة التي يشعر أنها أسهل أو الموضوع الذي يشعر أنه أسهل وأحب الى نفسه.
4 تهيئة جسمه التهيئة المناسبة فمثلاً لا يذاكر وهو جائع أو عطشان او يشعر بالبرودة أو الحرارة وفي هذه الحالات عليه ان يروي عطشه بمشروب مناسب للطقس او لدرجة الحرارة مثلا مشروب بارد في الصيف والحر ومشروب ساخن في البرودة والشتاء.
5 يقوم بقضاء فترة قصيرة للراحة في نشاط آخر مثل اعداد كوب شاي او الذهاب للمسجد لأداء فريضة الصلاة وهذه هامة جدا (واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين).
وأخيراً يجب ألا يقوم الانسان بأي عمل وهو مجهد فاذا شعرت بالتعب او الميل للنعاس فعليك إما أن تستريح أو تأوي الى فراشك مبكراً فاستذكار الدروس في الساعات المتأخرة من الليل لا ينتج عنه معدل تحصيل عال فان افضل الساعات للاستذكار هي الساعات المبكرة من النهار ويجب أن تستيقظ مبكراً وتأوي الى فراشك مبكراً ولا تضيع وقتك في الليل فيما لا يغني ولا يفيد حتى لا يعتبر مضيعة للوقت فتنظيم ساعات عملك بما يتماشى من النظام الطبيعي وهو النهار للعمل والليل للراحة يساعدك في رفع درجة تحصيلك الدراسي، ويدفع الملل والكلل عنك اثناء تأدية واجباتك المختلفة ونقول وبالله التوفيق أن أي انسان منا يحتاج لتدعيم ومؤازرة وسند من جماعته التي ينتمي اليها ودعم الله ومساندته أقوى وأشد فعالية اذ انه سبحانه وتعالى معكم أينما كنتم ونتحصل على معونته وهو القوي العزيز سبحانه فنستعين بأداء الفرائض وخاصة صلاة الفجر وما يتبعها فعليك يا بني بطاعة الله وأداء ما كتبه عليك (الا بذكر الله تطمئن القلوب) فتتحصل الارزاق والنعم ومنها نعمة العلم ، والله المستعان وبالله التوفيق.
د. مصطفى كامل محمد السيد
استاذ علم الاجتماع وعلم النفس
كلية الاقتصاد والادارة بالقصيم
|
|
|
|
|