| عزيزتـي الجزيرة
أستاذنا الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين علم من أعلام بلادنا البارزين، ورائد من رواد الأدب والفكر والثقافة وأستاذ قدير من أساتذة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وقد سبق لي أن كتبت عن فضيلته في مقال نشرته جريدة الجزيرة الغراء منذ سنتين تقريباً اعترافاً بفضله عليَّ، لأني واحد من تلاميذه في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بكلية اللغة العربية في الرياض، وقد أفدت فائدة عظيمة من علمه الغزير وتواضعه الجم، وأخلاقه الكريمة التي ندر وجودها في زماننا هذا، وما زال حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية وطول العمر على طاعته حتى الآن يشرف على طلاب الماجستير والدكتوراه ويلقي المحاضرات لطلاب الدراسات العليا.
أقول لقد سعدت سعادة غامرة حينما اطلعت على كتاب يسجل السيرة العاطرة لذلك الشيخ الجليل بعنوان: «ابن حسين بين التراث والمعاصرة» وهو من تأليف الأستاذ الدكتور طلعت صبح السيّد في سفر ضخم يبلغ عدد صفحاته حوالي سبعمائة وثمانين صفحة، استفرغ المؤلف وسعه في استقصاء شخصية ذلك العالم الجليل وحياته العلمية والأدبية.
والحقيقة أن سعادتي بصدور مثل هذا الكتاب انبعثت من جانبين، عام وخاص.
فأما الجانب العام فهو كون المؤلف قد سد ثغرة واسعة بتأليفه هذا السفر الضخم الذي تناول فيه النتاج الأدبي لعالمنا الجليل في دراسة شاملة مستقصية استوعبت معالم تلك الشخصية الفذة مما ينم عن أن المؤلف قد بذل جهداً مضنياً في جمع المعلومات واستقراء مؤلفات أستاذنا الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين بحيث استطاع أن يغطي جوانب التقصير في الدراسات السابقة التي كتبها عدد من تلاميذ الأستاذ الدكتور ابن حسين عنه، وهو بهذا العمل العلمي لم يترك زيادة لمستزيد، وإن كانت حياة عالمنا من الثراء الفكري والأدبي والنقدي من السعة والشمول بمكان كبير مما يجعلها في حاجة إلى دراسة واستقراء وتحليل.
أما الجانب الشخصي فإن المؤلف جزاه الله خيراً قد حقق بهذه الدراسة الشاملة أمنية كانت وما زالت مستقرة في نفسي لإخراج كتاب عن أستاذي الأديب العالم الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين حفظه الله حيث قد أبديت له هذه الرغبة منذ سنوات عدة ففرح فرحاً عظيماً ووافق على ذلك المشروع البحثي بل وأمدني جزاه الله خيراً بمجموعة طيبة من مؤلفاته القيمة. ولكن ظروفاً حالت دون البدء في هذا المشروع لأني كلما هممت بالكتابة عن أستاذي تهيبت لكثرة نتاجه العلمي والأدبي والنقدي من جهة وترددت لإحساسي بأني لن أخرج الدراسة التي تليق بالمكانة العلمية لشيخي وما أكنه له من المحبة والإجلال والتقدير، مع أني أتمنى وما أكثر الأمنيات أن أكتب في جانب من حياة أستاذي في مستقبل الأيام سواء في شعره أو نثره وأرجو أن أحقق به شيئاً يسيراً من واجبه عليّ.
منى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى
وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا |
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أهنئ الأستاذ الدكتور طلعت صبح السيّد على إخراجه ذلك السفر الضخم عن حياة أستاذنا الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين وبالله التوفيق.
د. عبدالله بن محمد الحميّد
|
|
|
|
|