| محليــات
*
* الرياض واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيزالنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أن قضيتي فلسطين والمسجد الاقصى الباعثة على توتر المنطقة الدائم يجب معالجتها حتى لا يظهر من يتاجر بها ويرفعها كقميص عثمان بينما هو يرتكب الخطايا الدولية.
وأعرب سموه عن اعتقاده أن على الاطراف المباشرة في هذه القضية أن ينفذوا ما جاء في تقرير ميتشيل، ففي هذا التنفيذ ربما تكون البداية لانهاء هذا التوتر ولاطفاء نيران هذه الحرب المشتعلة في المنطقة منذ أكثر من خمسين عاما.
جاء ذلك في حوار صحفي أجراه مع سموه رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجار الله نشرته الصحيفة أمس.
وفيما يلي نص الحوار الصحفي:
* سمو الأمير... دعني أسال كهذا السؤال الواسع ترى ما الذي حدث لكوكب الارض؟
ما حدث أمرعظيم... ما حدث كبير جدا ولافت للنظر بدرجة عالية ما حدث يوم 11/9/2001م في نيويورك وواشنطن ليس من الاحداث العابرة له أبعاده الكثيرة ومعانيه وتفسيراته فهو وقع ضد دولة عظمى من الصعب تصنيفها في عداد الاهداف الممكنة أو السهلة أو المألوفة... ما حدث هناك لن نستطيع الاستخفاف بردود الفعل عليه ولا بذيوله.
من تعرض لعملية ارهابية مروعة ومن نوع جديد وبأدوات انتحارية جديدة هو الولايات المتحدة الامريكية الدولة العظمى التي تمكن الارهابيون بتنظيم دقيق وباستخدامهم للتقنيات العالية من الوصول إليها واختراق أنظمتها الامنية كلها... ولذلك ينبع السؤال الكبير من يقف وراء هذا الارهاب ومن نفذ هذه العملية الارهابية المعقدة والدقيقة.
أسامة بن لادن ومن معه أعطوا ما يؤشر على أنهم هم الذين يقفون وراء هذا العمل ونحن بدورنا نتساءل من يقف وراء هذا العمل الدقيق ونسأل أيضا هل ابن لادن ومن معه وأعوانه هم وحدهم الذين يقفون وراء ما حدث أم أن هناك قوة أخرى لديها خبرة فنية عالية في التنفيذ مشتركة معهم واذا كان الامر كذلك فإن سؤالنا يكون ماذا تريد هذه القوة من كل ما حدث.
* سيدي سمو الأمير... هل هناك خلاف بين العرب والمسلمين وبين الولايات المتحدة الأمريكية؟
نعم... عربيا هناك قضية فلسطين التي تعتبر بؤرة التوتر الدائم في منطقة الشرق الاوسط منذ أكثر من خمسين سنة وإسلاميا هناك قضية المسجد الاقصى أولى القبلتين التي تهم جميع المسلمين في العالم على حد ما أوضحه ولي العهد الأمير عبدالله في رسالته إلى الرئيس الامريكي.. من جهتي فأنا أعتقد أن هذه البؤرة المتوترة والباعثة على توتر المنطقة الدائم يجب أن تعالج حتى لا يظهر من يتاجر بها ويرفعها كقميص عثمان بينما هو يرتكب الخطايا الدولية... صدام حسين رئيس النظام العراقي احتل الكويت وعندما اشتد الضغط الدبلوماسي عليه وتم استنكار فعلته ادعى أنه يريد تحرير فلسطين من وراء ما أقدم عليه لقد ركب موجة القضية بعد أن عرف مقدار الخطيئة الدولية التي ارتكبها عندما احتل الكويت هذه البؤرة كما قلت يجب أن تنطفئ وأعتقد أن على الاطراف المباشرين في هذه القضية أن ينفذوا ما جاء في تقرير ميتشيل، ففي هذا التنفيذ ربما تكون البداية لانهاء هذا التوتر ولاطفاء نيران هذه الحرب المشتعلة في المنطقة منذ أكثر من خمسين عاما.. الفلسطينيون موافقون على تطبيق وثيقة ميتشيل.
القدس التي هي محط اهتمام جميع المسلمين وليس العرب لوحدهم سينهي حل قضيتها أي ارهاب يأتي من خارج دائرتها قد تتم المتاجرة به بالطريقة التي تقلق المجتمع الدولي وقد يكون القصد منه أمورا أخرى لا علاقة للقدس بها.. قضية القدس قد يستميل بها العابثون مشاعر الناس في العالمين العربي والاسلامي ويستغلونها أبشع استغلال.
* سيدي سمو الأمير... ما حدث في 11/9/2001م هل ستكون له انعكاسات على مستويات التعاون بين دول الخليج؟
التعاون بين هذه الدول يزداد تأكيدا يوما بعد يوم لكن لابد من الاسراع في تحقيق ربط أفضل للمصالح خصوصا أننا في اجتماع القادة المقبل سنتقدم بمقترحات عسكرية مشتقة مما رآه وزراء الدفاع ورؤساء الاركان في اجتماعاتهم وتتضمن مرئيات نراها ضرورية لتطوير أداء «درع الجزيرة» لقد زار وزراء الدفاع مناطق المنشآت التي أقيمت وتقام في المملكة العربية السعودية تلبية لاحتياجات «درع الجزيرة» وقد لمست ارتياحهم لكل ما يعمل في هذا الصدد ان ما نريده ونتطلع إليه هو أن تكون هناك قوة واحدة تحت قيادة واحدة باستطاعتها أن تتحرك لحماية أي دولة عضو في مجلس التعاون تتعرض لمخاطر قريبة منها 0 ونرى أن يتمتع «درع الجزيرة» بنظام موحد من السلاح يتوزع على دول المنطقة كلها ويكون قادراً على التحرك في أي وقت تصدر اليه الاشارة من مركز القيادة الموحدة.
* سيدي سمو الأمير... تناهى الينا حسب أقوال شائعة أنكم وجهتم بعض العتب إلى الادارة الامريكية عبر تصريحات علنية سابقة لك وأخرى لوزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز.. ما وجه الصحة في هذا الخبر؟
هناك تفهم عميق لمسار العلاقة التاريخية بيننا وبين الولايات المتحدة هذا إذا كنت تسأل على مستوى الادارة.. لكن لا أخفيك أن هناك بعض اللغط في بعض مؤسسات الرأي العام الامريكي والذي يبدو أنه ينطلق لغرض في نفس يعقوب.
من جهتنا فنحن نضغط لخدمة ثوابتنا السياسية المتعلقة بقضايا العرب والمسلمين ولاسيما نحن نشاهد ما يبث ونقرأ ما يكتب وبعضه مصاغ بلغة غير طيبة وبشكل سلبي ورغم ذلك نحن لا نرد فلقد تعودنا على مثل هذه الظواهر عندما تبرز بعض قضايا خلافية بيننا وبين المستفيد من هذه المؤسسات الامريكية المشهورة بقوالبها الفكرية الجاهزة ضدنا ان ما قيل وما كتب بحقنا قبل سنوات طويلة هو الذي يكتب الآن نفسه وعلى خلفية واحدة هي قضية فلسطين العربية وقضية القدس الاسلامية وهما القضيتان اللتان تشكلان لدينا ثوابت سياسية واضحة والذين يهاجمون هم وكلاء لمن يريدون للقضيتين غير ما نريده نحن.
* سيدي سمو الأمير... دعني أتجرأ على السؤال وأقول أحداث نيويورك وواشنطن هل كان لها تأثيرها على الجبهة الداخلية في المملكة وهل أوضاع هذه الجبهة مستتبة أمنيا وليس فيها مشكلات جراء هذا الارباك الدولي الذي نعيشه؟
داخليا فانه ليس هناك ما يعكر صفو الأمن لكن يمكن أن نسمع أخبارا عن حوادث مثل حادث الخبر الاخير وقد تم الاعلان عنه وهذا يظل حادثا محصورا ولا يجوز تحميله أكثر مما يحتمل أو ربطه بأحداث عالمية.
عندما يخرج لنا إنسان غير فاهم لمجريات الامور أو شخص يعيش ظواهر الاشياءلا بواطنها فاننا نناديه ونسمع منه ونناقشه ونعرفه بحق الوطن عليه وحقه على الوطن ليست لدينا سياسة قاسية إلا تجاه من يرتكب جريمة مع سابق العلم والاصرار والترصد.
* سيدي سمو الأمير... لكن الصحافة الامريكية تقول غير ما تقوله وتتهمكم بالكثير؟
الصحافة التي تشير اليها ذات توجه لا ينسجم مع أطروحات هذا البلد وأطروحات قادته وهي باختصار أطروحات تنادي بحل القضية الفلسطينية وترى أن القدس وبيت المقدس هما من مقدسات المسلمين التي لا يمكن العبث بتاريخها أو النيل من قداستهما الصحافة هناك تقول أشياء كثيرة تصلنا ونقرأها وشعبنا السعودي يقرأها كذلك لكن قولها لا يهمنا ما نهتم به فقط هو بعض ما تقوله بعض الصحف العربية وربما بعض المحطات الفضائية التي تعرف مضمون ما يكتب وأهدافه وتقوم هي بتشبيعه وتحميله المعاني فتبدو وكأنها متبنية له أو كأنها واقفة بجانب تلك الصحف مع معرفتها المسبقة كما قلت بمن تكون الاقلام التي تكتب والى ماذا يهدف أصحابها وعلى كل حال فان صحفنا ترد على الاقاويل لكن بطريقة تحمي الرأي العام عندنا وعند الذين يعرفون سياسة المملكة العربية السعودية الملتزمة بالمسارات النظيفة.
* سيدي سمو الأمير... يبقى الجانب الاقتصادي وهل تأثر بماحدث في أمريكا وبتداعياته المعروفة أم لا؟
نأمل ألا يؤثرعلينا ما حدث نحن في وضع جيد بحمد الله وأفضل بكثير من أوضاع دول أخرى.
ربما حصل بعض التأخير البسيط في تسديد بعض الالتزامات وهذا أمر لن يكون مؤثراً أما الموازنة السعودية فلن تتأثر وأقول لك اننا كنا دائما في وضع جيد إلى أن جاءت حرب الخليج الثانية يومها تحملت الموازنة السعودية مبالغ طائلة وقد تم تسديدها.
لقد وجدنا أنفسنا بعد أن ساعدنا العراق في حربه السابقة ضد إيران أننا أمام ترسانة عراقية ضخمة ما كان بامكاننا مواجهتها وعندما وقف العالم معنا لتحرير الكويت كان لابد أن تكون هناك نفقات ضخمة. لقد كنا على علم أن الغازي العراقي لو نجح في تحقيق أهدافه فان الاوضاع ستكون مختلفة والحسابات متغيرة وكنا دخلنا في وضع جد خطير ليس على الكويت وحسب بل وعلينا كلنا.
* سيدي سمو الأمير... وماذا عن النمو الاقتصادي في بلادكم؟
قلت لك انى زرت منطقة القصيم بعد زيارتي لها قبل سنة فشاهدت متغيرات عمرانية كثيرة قد حدثت وهذا الذي شاهدته في القصيم من تطور يحدث في كل مناطق المملكة.
ان كل موازنات السنوات الماضية كانت موازنات مستقرة وترتفع أرقامها سنة بعد سنة على الرغم من أن العالم كان يمر في حالات ركود وتراجع اقتصادي... ان حالة النمو في بلادنا مرضية للغاية والقطاع الخاص يقوم بدور مهم على مستوى الصناعات والتبادل التجاري ونحن نفخر أن منتجات الصناعة السعودية منتشرة في أسواق الدول العربية ودول العالم وهي تزداد جودة وتصديراً.
ان اقتصاد بلادنا مكين وتطوير مساراته يجري بشكل نشط على المستوى الرسمي.
* سيدي سمو الأمير... وماذا عن موازنة الدفاع السعودي هل هي في ازديادأم في نقصان؟
الأمن السعودي يأخذ من الموازنة العامة رقما لم يتغير، برامج التسلح السابقة قد تكون على حالها بلا زيادة وبرامج الصيانة والاعداد هي هي وان كان التعامل معها يتم بشكل سري، حجم متطلبات الأمن الدفاعي والداخلي والاجهزة لا يتعدى الرقم الذي قلته لك أما ما يتبقى فيذهب للصرف على برامج التنمية ومن دون أن أنسى الاشارة إلى أنه حتى نفقات الأمن الدفاعي والداخلي يذهب جزء منها إلى التنمية البشرية أو العمرانية.
لقد كنت في زيارة لمنطقة القصيم هذه الايام وأذكر أني سبق وزرتها العام الماضي فشاهدت متغيرات عمرانية كثيرة قد طرأت عليها وكانت متغيرات لافتة للنظر ان التنمية موضع اهتمام الدولة بلادنا كبيرة وشاسعة وتوزيع الثروة بين مناطقها يتم وفق أولويات مدروسة تخدم الصالح العام، أما فرص الاستثمار في برامج التنمية فهي فرص جيدة ونريد للناس كل الناس أن يعايشوا هذه الفرص فهي المستقبل لمواجهة مخاطر البطالة.. فرص برامج التنمية كثيرة أمام المواطن السعودي الذي يريد أن يستغل امكاناته وقدراته البشرية في استثمارها.
* سيدي سمو الأمير هل أطمئن إذاً على الأمن الداخلي السعودي؟
أطمئن.. الأمن الداخلي السعودي بخير فنحن لدينا خصوصية مجتمعية ثابتة ومسار عمل يتطور منذ تأسست المملكة ومنذ وجدت والعبث بتراثها ووحدتها يرتد دائما على فاعله سواء كان من الداخل أو من الخارج.. المملكة تاريخ مشرف من الأمن والاستقرار والطمأنينة والمملكة بلاد الكثيرين وان جحدها بعضهم وهي بلد الخير وملاذ الخيرين.
|
|
|
|
|