أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd October,2001 العدد:10617الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,شعبان 1422

المجتمـع

يعد سلاحاً مسلطاً من الزوج على رقبة زوجته
التهديد بالطلاق غول اجتماعي يطل بأنيابه على بيوتنا
* الرياض تهاني الغزالي:
الطلاق منحة الهية، شرعها الخالق لدرء المزيد من المتاعب، وبحثا عن مخرج لأزمة مستحكمة بين زوجين استحالت العشرة بينهما، فوضع له الكثير من الآداب قبل استخدام تلك الرخصة، حتى لا يستسهل كل من لعبت به الاهواء أن يهدم بيته من كلا الطرفين عند أول عاصفة تهب على سفينة الحياة الزوجية، ولكن مع الأسف نجد الآن من الرجال من استحل هذه الرخصة وجعلها سلاحاً من حقه ان يشهره في وجه زوجته متى تأزمت بينهم الأمور التي قد تكون في بعض الاحيان على أسباب تافهة لايجوز معها هدم بيوت صار بناؤها اليوم صعبا في ظل الظروف الاقتصادية، وكذلك الخروج منها قد يكون أصعب في ظل وجود اطفال صغار ذنبهم الوحيد انهم خرجوا لهذه الحياة بين أب اعتبر ان الطلاق حقاً يجب ان يستخدمه ضد زوجته متى شاء وكيفما شاء.أنت طالق إذا فعلت كذا أو حصل كذا سيناريو حياة نورة اليومي مع زوجها عبدالله الذي يهرب من مشاكله معها بهذا السلاح الذي اتخذه درعه الواقي، فتقول نورة والحزن يغلف صوتها: لكم ان تتصوروا تعاستي مع زوجي الذي لا هم له في الحياة الا السهر في الاستراحات ولعب البلوت الذي سلب عقله وقلبه، فنسي وجودي أنا وأولاده الذين يحسده الكثير عليهم، فلم يعد البيت بالنسبة له إلا ناديا للنوم والطعام، وعند مواجهته بحاجة أولاده له وبضرورة تنظيم وقته، وإعطاء البيت حقه يلوح لي بأنه سيطلقني إذا لم ارض بهذا الواقع المؤلم، كأني لعبة أو دمية له الحق في أن يدمرها متى شاء، ولهذا اسأله لماذا تزوجتني ما دمت غير قادر على تحمل أعباء ومسؤولية الحياة الزوجية.
أما الحالة الثانية فبطلتها (وفاء. م) التي تزوجت زوجها عن حب رسمت خطوطها منذ الصغر فزوجها ابن عمها، فبعد أن كانت تحلم بقرب الساعة التي تجمع بينهما تحت سقف واحد، تتندم الآن على الزواج منه بعد أن حول ليلها لنهار بسبب كثرة تهديده لها بالطلاق على اتفه الأسباب لذنب وحيد اقترفته لا يد لها فيه فتقول: بعد ان كان هم زوجي الوحيد في بداية الزواج أن يسعدني، صار لا هم له الآن إلا ان ينغص علي حياتي، بتهديده الدائم بالطلاق، حتى على اتفه الاسباب بسبب عدم إنجابي (لولد) متناسيا أن خلفة الأولاد بيد الله الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، وعلى الرغم من أني طلبت منه الطلاق بعد أن تحطمت أعصابي من ذلك التهديد إلا أن زوجي لم يطلقني ولم يستجب لطلبي، كأن تنغيص عيشة زوجته هدف يبرر به لنفسه أنها السبب في عدم إنجاب الولد.
وإذا كانت القصص السابقة تدل على مجموعة من المشكلات والأزمات الضاغطة التي يحملها الزوج داخله وينفس عنها بالتهديد بالطلاق، فماذا بشأن من يطلق فعلا في لحظات الانفعال والغضب، ثم يعيد زوجته مرة اخرى إلى عصمته، ليعود فيطلقها للمرة الثانية، وبأية نفسية تحيا معه هذه الزوجة وأولادها، فتقول هيلة. س التي تعطيك ملامحها الجميلة التي غلفها الحزن انطباعا بأنها امرأة في الخمسين، وليس في الثلاثين: احتملت جشع زوجي الذي يستولي على راتبي الكبير كل أول شهر وذلك من أجل أولادي، فإطلالة عيونهم الجميلة هي التي جعلتني احتمل تهديداته الدائمة بالطلاق، إذا لم اتوقف عن محاسبته عن أخذ راتبي، ولكني في يوم طار صوابي ونفد صبري بعد ان اكتشفت ان زوجي يستعد للزواج بأخرى بمالي الذي حرمني إياه، فما كان مني إلا أن طلبت منه الطلاق، تحت وطأة الصدمة، فوجدته يعلن طلاقي وهو في تمام السكينة والهدوء، ولكنه بعد فترة قصيرة من طلاقي يعتذر ويتندم على ما فعل بي، ورجعت له بناء على إلحاحه الشديد، ولكن وجدته صار عصبي المزاج، بعد ان أمسكت عنه راتبي، الذي حرمه من إتمام زيجته من جديدة ولهذا طلقني ثانية، وعلى الرغم من ان اولادي تأزموا من موقف والدهم هذا، إلا أني سعيدة لأنني أخيرا تخلصت من طمعه. (التهديد الدائم بالطلاق علامة تدل على ضعف شخصية الزوج) هكذا بدأت الدكتورة فايزة الأخضر حديثها فتقول: أنت طالق كلمة قد يفرط بعض الرجال في استخدامها، اعتقادا منهم أنها دليل على رجولتهم، والرجولة من ذلك براء، ولهذا اعتقد أن الشخص الذي يستخدم هذه الكلمة إنسان متسلط وضعيف الشخصية، لأنه استخدم الحد الأقصى من حقوقه في معالجة أموره ومشكلات حياته، وجعله ستارا يخفي وراءه ضعفه وعيوبه. وتشاركها في الرأي الدكتورة هدى الخيال استاذة التخطيط الاجتماعي وتضيف أن الرجل الانفعالي يكشف بتصرفاته اضطراب حالته النفسية، بسبب سوء التنشئة في الصغر التي نمت فيه مشاعر الأنانية، والتي لم تعوده على تحمل المسؤولية، ولهذا نجده دائما يضع حياته الزوجية في مهب الريح، ولا يملك القدرة على تجاوز أزماته دون أن يحطم ويدمر بيته وأولاده، ولهذا ترى الاخصائية الاجتماعية سارة القحطاني ضرورة الطلاق عند تعقد الأمور وهو أفضل من التهديد المستمر بالطلاق الذي حدث ومن شأنه أن يسيئ مشاعر الود بين الطرفين، ويحطم جسور التفاهم بينهما فتقول، أفضل أن يطلق الزوج زوجته من أن يأخذ في تهديدها كل لحظة بالطلاق لأن التهديد يموت الأمن والطمأنينة في نفس الزوجة، فيفقدها القدرة على العطاء وبالتالي تزداد المشاكل وتتعقد وينفد صبر كلا الطرفين فيقع في النهاية المحظور، ويتدمر البيت ويتشرد الأولاد.بينما تؤكد الاستاذة سارة الجريد بمكتب التطوير التربوي ان التهديد المستمر بالطلاق قد يكون وراءه أهل الزوج خاصة إذا كانت الزوجة لا تنجب أو لم تنجب إلا بنات، ولهذا اذكر مثل هؤلاء الأزواج، أن قرار الزواج قرار مصيري، يحتاج الى تفكير عميق يتناسب مع أهميته، وبذلك نحد من تفشي الطلاق، أو الحلف به والتهديد به من لحظة واخرى.
وبسؤال الرجال عن رأيهم في التهديد بالطلاق فكانت إجابتهم بالتالي، فالاستاذ صالح الشمري اخصائي اجتماعي يعتقد ان كلا الطرفين قد يكون مسؤولاً عن إطلاق شرارة التهديد بالطلاق، ولهذا أناشد المرأة التي خلفها الله لتكون الصدر الحنون الذي يضم بين أحضانه أطراف الأسرة أن يتسع صدرها، وان تصبر وأن تحكم عقلها وقت الأزمات، حتى لا يجد الزوج مفرا أمامه الا لصوابه ورشده على حين يحمل أحمد العبدالله أسرة أهل الزوجة التي تسر على عدم رؤية الزوج زوجته قبل الزواج المسؤولية بادىء كلامه بالتالي للاسف على الرغم من ان الإسلام أباح رؤية المخطوبة قبل الزواج الا ان بعض الأسر تصر على عدم رؤية العروس، والنتيجة انه قد يصدم في بعض الاحيان في عروسه، خاصة إذا لم يجدها كما كان يحلم هو، فالنتيجة تكون ردة الفعل دائما تجاه الزوجة عنيفة تعبيرا عن حالة السخط التي يشعر بها، ولهذا نجده قد يصل به الحال انه يأخذ في التهديد بالطلاق، حتى ولو على أتفه الأسباب.
ويؤكد الدكتور أحمد خير المعالج النفسي بمركز الاستشارات النفسية والتأهيل الشامل على ان اللجوء الى التهديد سلاح يفقد الزوجة أيضا صوابها ويدفعها إلى اثارة المشاكل تعبيرا وإعلانا عن حاجتها الى الرعاية والاهتمام، بينما يحدد الدكتور سليمان القحطاني أخصائي الطب النفسي بعيادات الميدي كير الطريقة المثلى لنجاح الحياة الزوجية فيقول ان العلاقة الزوجية الناجحة هي التي تقوم على ان يغض كل طرف عن الآخر عيوبه وان يستوعبه كما هو خاصة في لحظات الغضب حتى يتسنى لهما الالتقاء، وتحديد نقطة الخلاف، مع ضرورة في الأخير وضع أمر نصب أعينهم، الا وهو عدم إشراك أي طرف ثالث في مشاكلهم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved