| مقـالات
لا أستغرب أن أرى أكثر أبناء هذا الجيل سوف يقفون حائرين أمام العنوان الذي يتصدر هذه المشاركة أو يشيحون عن قراءته فالمفردة جديدة عليهم لأنها تمت إلى الإرث الشعبي بصلة بل إني فوجئت بأن أحد الزملاء في هذه الجريدة قد استحضر هذه المفردة وهو يحمل مستوى تأهيل جامعي التي وجدت بعض الصعوبة في تخليصها من بين براثن الكم الهائل من المفردات التي تتطوح في زوايا الذاكرة وحتى لا أدفع قرائي الشباب إلى التململ من هذا التلويح أبادر إلى القول بأن «أبو طبيلة» تسمية تطلق على مرض يصيب الدجاج يجعله يشعر بما يشبه الدوخة فيميل إلى الانتحاء بعيدا عن الناس ليستلم بداية الاحتضار وكانت الأمهات تحرص على ان لا تختلط الدجاجة المصابة بالاخريات السليمات ومع ذلك فإن كامل العدد من الدجاج سوف تنتقل إليه العدوى عن طريق الفيروس الذي لا يبرح ذلك الموقع قبل أن يصطحب معه كمية الدجاج الموجود في المنزل وربما لا يكتفي بمن هم قريبون منه إذ ينتقل من منزل إلى آخر والغريب انه لا يترك أي أثر مرضي بارز في الجسم المصاب ولهذا فإن القطط تجد فيها وليمة دسمة.
والبيطري في الغالب لا يفعل سوى أن يهز رأسه أسفا لعدم تمكنه من إنقاذ هذه الحيوانات الأليفة والتي تحرص الأسر على تربيتها في ملحق أو بالأحرى «حوش» خاص بها ولسوء الحظ فليست لي أية علاقة بمن يحمل شهادة بيطرية لكي يفيدني عن الاسم الحديث لهذا المرض وهل أعراضه ما زالت قائمة في مجمعات تربية الدجاج وهل تلتزم هذه المجمعات بالتخلص من العناصر المصابة وكيف يتم ذلك، لأن القطط التي أشاهدها تسرح في الحارات لا تدل أجسادها على أنها تقع على مثل تلك الولائم الدسمة.
وحتى لا أتهم بأنني أمارس نوعا من التشكيك الصحي أو اقترب منه في هذه الكميات التي يتناولها شبابنا من الدجاج الذي يصرف لهم في مطاعم الوجبات السريعة مثل كنتاكي والطازج وغيرهما أبادر إلى القول انها لمجرد ان أعيد المعلومة التي استللتها من أعماق الذاكرة إلى موقعها مزودة بفهم جديد عن هذا المرض الذي ذكرني به زميل في هذه الجريدة لأضيف بأننا في القرية لم نكن نذوق طعم الدجاج وهو يختلف حتما عن طعم دجاج مطاعم الوجبات السريعة كغذاء يصل إلى مرتبة المضاد الحيوي للجسم الا في المناسبات السنوية أو عندما يصاب أحدنا بمرض ما يقعده في الفراش وهو ما يحدث نادرا لأن المناعة قوية في أجساد أبناء الأمس الذين اعتادوا على مواجهة المشاق في حياتهم اليومية عن طريق الرياضة العشوائية مثل المشي إلى مسافات طويلة والهرولة والركض وراء الحيوانات الضالة في شوارع القرية أو على تخوم صحرائها.
للمراسلة: ص ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|