أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd October,2001 العدد:10617الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,شعبان 1422

مقـالات

نوافذ
النمطية
أميمة الخميس
تكاد تجتمع ردود فعل العالم العربي والإسلامي على أحداث «11» سبتمبر الأخيرة في ثلاث نقاط:
الإدانة الكاملة للهجمات الإرهابية على نيويورك.
الإشارة بأن هذه الهجمات تمثل أصحابها وليس العالم العربي والإسلامي.
ومن ثم إرجاع هذه الهجمات إلى السياسات الامريكية الخاطئة في المنطقة.
ويتساوى في ردة الفعل هذه جميع التيارات الفكرية والسياسية المطروحة على الساحة العربية والإسلامية، بما فيهم «طالبان» أنفسهم الذين أدانوا الهجمات حال وقوعها، وعبروا عنها بأنها عمل إرهابي رخيص ...!!!.
وكأن الجميع في البداية يحاول أن يرفع صك البراءة من أي انتماء مسبق أو نوايا مبيتة، ومن ثم محاولة تطويق مرتكبيها في إطار محدود تمثله فئة ضالة.
وأخيرا وجدها الجميع فرصة طيبة لتصفية بعض الحسابات القديمة مع الولايات المتحدة وتذكيرها بحالة السخط الشعبي العارم الذي كان يعاني منه الشارع العربي في السنوات الماضية.
ولربما أيضا الكثير من معتدلي كتّاب الغرب المؤمنين بقضايا العرب العادلة كانوا يدورون في نفس هذا المسار وكأنهم يحملون في أعطافهم عملية تبريرية مستترة تحاول أن تمرر تلك العمليات الظلامية من باب الثورة البائسة على عملية ظلم عارمة.
نادرة هي الأصوات في العالم العربي والإسلامي التي وقفت بقوة وصدق وتجرد كامل ورفضت تلك الهجمات ابتداء من المستوى «الشرعي» في الإسلام الذي يرفض الغيلة والغدر وقتل المدنيين الآمنين، انتهاء بجميع القوانين والشرائع الإنسانية.
ولم يخرج مقال المفكر إدوارد سعيد الذي نشره في جريدة الحياة يوم الخميس «11 أكتوبر» عن تلك الخطوات الثلاث الآنفة الذكر، على حين كنت أترقب مقاله بكثير من الحماس نظرا لكونه من المفكرين العرب الذين يملكون مجالاً أوسع للرؤية من حيث استشرافهم لحضارتين في نفس الوقت.
ولكنه عرج وبشكل سريع على الآليات التي لا بد أن يتبناها الجميع لمواجهة عالم يشرف على انزلاقات ومهاو خطرة.
ولا أدري كم مرة بالتحديد قد تردد تعبير صراع الحضارات في الصحف والمجلات العربية، وكيف أوقظت نظرية «هينتنغتون» بشدة وعنف من سباتها، وجلبت لتؤكد نمطية فكرية سابقة تلقي الجاهزية عند العديد، تلك النظرية التي تتبنى نظرية المؤامرة وأن العالم الإسلامي يظل مستهدفا من قبل قوى خارجة تحاول اقتحامه وتدميره.
أظن أن الجميع يعاني من حالة تخمة وقرف من الكم الهائل من التنظير الذي تدلقه على أدمغتنا وسائل الإعلام، ولا أحد اليوم يريد أن يسمع المزيد، فقرقعة القنابل تغطي على جميع الأصوات.
الجميع الآن يريد أن يسمع لغة عملية هائلة عاقلة نافية للعنف، ومستحضرة للجوهر الحقيقي الحر للإسلام والديانات السماوية، ومجسرة لتلك الهوة الهائلة التي تنداح يوما إثر الآخر بين الشرق والغرب، لغة تمتلك خطوات الخطاب العلمي والعملي المنظم الذي يمتلك هدفا ويسعى إلى تحقيقه بجميع السبل المتاحة، وتهيئة البيئة الملائمة التي تستوعب هذا الخطاب وتقدره، دون الإصرار الأخرق والمحدود ببشريته حينما يحاول بعض البشر إدعاء الحقيقة الكاملة دون رب العالمين، بل لنبدأ جميعا في زراعة شاتلات صغيرة في صحراء جرداء سيطرت عليها رياح الكراهية والصراع عبر القرون.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved