أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd October,2001 العدد:10617الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,شعبان 1422

فنون مسرحية

كالوس
في التجربة المسرحية المختبرية
يوسف الحمدان
بعيداً جدا عن التنظيرات الفضائية المغالية والمترهلة في أغلب الغالب، احاول ان اسلط المجهر على راهن التجريب المسرحي في أغلب اقطارنا العربية ومدى إمكانية ذهابه إلى التمايز كميسم هوية مسرحية مؤسسة وفاعلة ومدى تمكنه من إيجاد لغة ثقافية مسرحية فاعلة مع الآخر في المسرح العربي وغير العربي.
طبعاًَ حديثي عن التمايز سيأخذ منحنى مختلفا جدا عن المنحني المتعارف عليه سياسيا، ولكنه حتما سيقترب منه حين يرد السؤال عن علاقة الجهات الرسمية بالمسرح الجاد في الوطن العربي ومدى انشغاله بالمسرح التجاري الهابط واهتمامنا به حد التمثيل الإعلامي والسياسي.
أنا أفهم التجريب على أنه ذهاب نحو تأسيس وعي مسرحي عن قراءة متمكنة استنبارية شاخصة فاحصة ممعنة في تأجيج السؤال حول معطيات زمن الثقافة وراهنها بالتحديد في الواقع الاجتماعي وفي المحيط الكوني الأوسع والأكثر شائكية، انشغال حد الانصراف المطلق في البحث عن ممكنات التجلي الثقافي المسرحي المؤسس والمؤثر والمثير لجدل تأسيسي خلاق.
للأسف الشديد نلحظ ان اغلب تجاربنا المسرحية المعنية بالتجريب تكاد تكون طارئة عابرة وليست ذات فعل مغاير مؤسس ومؤثر وممتد، هذه التجارب تستهويها مثلا تجربة مسرحية أوروبية فتنتهجها فيبقى عرضها المسرحي دون رؤية ثاقبة كافية لمعطيات تلك التجربة الاجتماعية والبيئة الثقافية والفنية والحضارية، وتظل مثل هذه التجارب تلهث وراء تجارب اخرى دونما قدرة على التأسيس والتفعيل.
طبعا لا بأس ان نتأثر ببعض التجارب التجريبية المسرحية الناجحة عالميا ولكن المشكلة تكمن في التخبط والتعثر والتشتت والهروب عن ممكنات تشكل تجربة مسرحية صادرة عن البيئة التي نعيشها ونابعة منها وفي هذا تغريب عن قصور وضيق أفق ثقافي لا يمكن على ضوئه ان تتميز تجربة أو تؤكد قدرتها على التفاعل مع الآخر أو تفاعل الآخر معها وهنا يكمن الاشكال.
لا اريد ان اطلق على هكذا تجارب صرعات أو موضات لأن الموضة التي يقف وراءها مصمم بارع كفيرشاستي مثلا ممكن ان تعكس هوية المصمم وتدفع بالآخر للتفاعل معها، إنها تجارب طارئة تفتقد البحث والذهاب به نحو التأسيس.
حاول بعض المسرحيين استضافة عروضهم المسرحية في بيئات شعبية أو تاريخية أو طقوسية كونها كما يعتقدون اكثر انسجاما مع المتلقي واكثر قابلية لتجسيد العرض وكونها تمردا على شكل العلبة الايطالية ولكن وللأسف ظلت هذه المحاولات في حيز العابر والطارىء ولن تتأسس على ضوء هذه الافضية تجربة كما ولو ان التجريب يكمن في ضرورة تغيير الأمكنة أو الافضية أو في الخروج على فضاء العلبة الايطالية، وأنا اطلق على هكذا محاولات عطل ثقافي يراد به تأسيس وهو في الواقع مغايرة مجانية انا اعتقد ان التجربة المؤسسة هي التي تبقى في الذاكرة وجود لها وان تغيرت افضية اللقاء وهنا تكمن هويتها الثقافية وقدرتها على تفعيل وجودها في الآخر.
* مهرجان الفرق الأهلية الخليجي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved