| العالم اليوم
هذه المرة أمنح المساحة المحددة لأضواء للكاتب البريطاني روبرت فيسك دون ان يطلبها، إلا ان ما كتبه في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية يوم الجمعة 19/10/2001م يستحق ان يطلع عليه القراء العرب، فتحت عنوان «مجرد وعود» يقول الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن وزير خارجية أمريكا كولن باول قد أبلغ الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأن أمريكا سوف تعمل على حل قضية كشمير، وعرض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على ياسر عرفات تصوره لدولة فلسطينية. فهل نصدقهما؟ فالتاريخ يعلمنا ان الوعود التي تقطع أثناء الحروب لا يمكن ان يتم الوفاء بها.
ويدلل الكاتب البريطاني على صدق رؤيته بأنه «في الحرب العالمية الأولى 1914 أعطى البريطانيون وعوداً للعرب بالاستقلال، لكنهم لم ينفذوها؛ بل أعطوا على العكس وعد بلفور بوطن لإسرائيل».
ويتابع فيسك: «في الحرب العالمية الثانية وعدنا اللبنانيين بالاستقلال من فرنسا لو حاربوا ضد قوات «فيشي» الايطالية، ثم حاولت فرنسا البقاء الى ان طردت بشكل مخزٍ سنة 1946، وقبل ذلك بسنتين قام الرئيس الأمريكي روزفلت حرصاً منه على كسب امتيازات النفط من البريطانيين مع انتهاء الحرب بوعد المملكة العربية السعودية بأنه لن يسمح بتشريد الفلسطينيين من ديارهم».
ويشير الكاتب البريطاني إلى أنه في سنة 1990 أثناء غزو العراق للكويت وعد الرئيس بوش العرب بنظام عالمي جديد يتم فيه حل القضية الفلسطينية، وإنهاء أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط، وبعد انتهاء الحرب تمت الدعوة إلى مؤتمر قمة شرق أوسطي في مدريد، ولم ينته إلى شيء، ثم بيعت الدبابات والصواريخ والطائرات للعرب ولاسرائيل أكثر مما بعناه في 30 سنة مضت، ولم يذكر أحد أسلحة اسرائيل النووية.
وحسب الكاتب البريطاني، فقد عادت الوعود الكاذبة مرة أخرى أثناء الحرب الأمريكية ضد أفغانستان؛ فقبل ثلاثة أيام من إعلان كولن باول في باكستان الاثنين 15/10/2001م أثناء اهتمامه المفاجىء بقضية كشمير، وجهت الدعوة إلى ياسر عرفات لزيارة لندن، حيث أعلن توني بلير الحاجة لوجود دولة فلسطينية قابلة للاستمرار بما فيها القدس.
وحسب فيسك فإن كلمة «قابلة للاستمرار» تعني أنها أفضل من الدولة مقطعة الأوصال التي عرضت من قبل على عرفات.
بالطبع لا حاجة لتوني بلير أن يخاف من غضب بوش الابن الذي كان حتى قبل 11 سبتمبر يفكر في دولة فلسطينية تقبل بوجود اسرائيلي، وعلى الفور تحدث عرفات بالانكليزية التي لم نسمعها منه منذ زمن طويل، وأيد الحرب ضد أفغانستان.
هذه شهادة من كاتب بريطاني يعرفها كل العرب.. المهم أن يفهمها الغربيون: أمريكيون وبريطانيون وغيرهم، فقد مللنا الوعود الكاذبة التي تعد أحد أهم أسباب إشاعة الاحباط في العالمين الاسلامي والعربي والذي شكل البيئة التي ترعرع فيها الارهاب.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|