| مدارات شعبية
* كتب هلال الثبيتي:
تعتبر الامسيات هي المتنفس الحقيقي للشاعر أو الشاعرة وهي المحك الحقيقي لقدرة الشاعر أو الشاعرة على مواجهة الجمهور والابداع ولسنا هنا بصدد الامسيات الرجالية فقد أخذت نصيبها.
ولكننا هنا بصدد الامسيات النسائية التي صاحبها الكثير من التحفظات التي قللت من شأنها ولربما يعود ذلك إلى اللجان المنظمة لهذه الامسيات وقد سبق أن كُتب على صفحات مدارات شعبية بتاريخ 16/4/1422ه عن الامسيات النسائية تحت عنوان «غياب الشاعرة السعودية عن الأمسيات الشعرية بين التطلعات والمأمول»، وقد شارك مجموعة من الشاعرات في هذا الموضوع. حيث أكدت الشاعرة ثريا فايل أن انعدام الامسيات الشعرية يعود لاسباب عديدة أهمها الحضور الجماهيري واللجان المنظمة والمواصلات.
أما الشاعرة الملتاعة فقالت اللجنان المنظمة هي السبب وأكدت أن اللجان المنظمة تبدأ في تشكيل الاسماء التي ترغب في طلوعها ويكون ذلك على فئة محدودة.
أما الشاعرة ريم الصحراء فأكدت أنه لولا قناعة المسؤولين والمنظمين بمثل هذه الامسيات القناعة التامة بمقدرة الشاعرة السعودية وتمكنها التمكن المطلق من مثل هذه الامور لما أقدموا عليها بتاتاً.
أما الشاعرة تذكار الخثلان فقالت الاسباب الحقيقية في انعدام الامسيات النسائية بالطائف سؤال عميق يلامس الشاعرة نفسها يلامس ثقة غير متبادلة وعطاء غير مقروء.. ووجود غير محسوس الامسيات للشاعرة السعودية في وطنها عشوائية وغير منظمة ولانسمع عن إقامة الامسية الا في اليوم ذاته احياناً. وأضافت أما التنسيق والتنظيم فأغمض عيونك لا تقرأ هذا الجرح الدامي. نحن لاينقصنا شاعرات ولاتفعيل سياحي ولا حضور جماهير ينقصنا اهتمام منظم ومسبق لاقامة أمسية شعرية نسائية بشكل عام.
هذا هو رأي الشاعرات في ما سبق نشره في مدارات شعبية.
ولكن سعدنا عندما أقامت اللجنة المنظمة بالمنطقة الشرقية أمسيات نسائية كان في الامسية الأولى «نجدية سدير وبنت أبوها»
الامسية الثانية «الراسية والكرز»
الامسية الثالثة «منيرة الحمد وتذكار الخثلان» والأخيرة اعتذرت لظروفها.
وتعتبر هذه الامسيات فعلاً هي خطوة جيدة من اللجنة المنظمة في المنطقة الشرقية التي استطاعت أن تتجاوز كل الظروف وتمتع الاخوات الحاضرات في هذه المنطقة.
وقبل ذلك نود هنا أن نقول ان الشاعرات أبدعن في هذه الامسيات كعادتهن حيث تفاعل الجمهور مع كل شاعرة ومع كل أسلوب لها وهذا ليس بغريب على شاعراتنا القديرات اللاتي استطعن إثبات وجودهن سواء من خلال الامسيات أو من خلال وسائل الإعلام ولا أعتقد أن هناك من يشكك في هذه القدرات ولكن الاروع من ذلك هو حسن التنظيم الذي صاحب هذه الامسيات، وتعتبر هذه الخطوة هي بحق خطوة حقيقة نحو أمسيات نسائية ذات حضور جماهيري وتنظيم يعيد للشاعرة السعودية قوتها الحضورية، كيف والشاعرة السعودية تقدم ما يوازي إبداع أخيها الرجل.
ولقد كشفت أمسيات المنطقة الشرقية عن تفوق الجانب الشعري لدى الشاعرات المشاركات في هذه الامسيات خاصة أن الشاعرة منيرة الحمد لم تنس الشاعرة تذكار الخثلان التي اعتذرت عن المشاركة بسبب ظروفها حيث قدمت الشاعرة منيرة الحمد بعضاً من نصوص تذكارالخثلان، إن هذا التصرف من شاعرة كبيرة مثل منيرة الحمد يعبّر بحق عن تفوق الشاعرة السعودية ليس في الجانب الشعري بل في الجانب الشعوري.
ومن هنا أقول: هل تسعى اللجان المنظمة في مختلف مناطق المملكة وخاصة أن بلادنا الحمدلله تعيش هذه الأيام إقبالاً كبيراً على السياحة الداخلية سواء من داخل المملكة أو حتى من دول الخليج الى اعادة النظر في الامسيات الشعرية التي أصبحت مقتصرة على الامسيات الرجالية؟ وهل تلغى كروت الواسطة وتكتفي هذه اللجان بالنظرفي شاعرية المرأة الشاعرة؟ هذا ما سوف تكشف عنه أيام الصيف القادم الذي عادة ما يشهد الكثير من الحركة الشعرية.
Hhaty@naseej.com
|
|
|
|
|