| عزيزتـي الجزيرة
الأولاد هم زينة الحياة وبهجتها، هو عدة الزمان بعد الله هم الراكعون الساجدون المتسابقون في حفظ القرآن الناشئون على طاعة الله وبر الوالدين لا تكاد تعرف لبعضهم نزوة أو تعهد عليهم صبوة.
واذا كانت الأمم تفاخر بما عندها من الدرهم والدينار، وتحسب ربحها وخسارتها حسب موازنتها السنوية بقدر الايرادات والمصروفات، فان امة الاسلام لها حسابات خاصة وذلك باعداد الناشئة زينة الحضارة، وامل المستقبل ان شاء الله.
ان العناية بالنشء مسلك الاخيار وطريق الأبرار، ولا تفسد الامة وتهلك مع من هلك من الغابرين إلا حين يفسد ناشئتها، ولا ينال الاعداء من الأمة إلا اذا نالوا من ناشئتها وصغارها، ذلك ان منهم ينشأ العلماء العاملون، والجنود المطيعون والصناع المحترفون..إلخ
انه على قدر ما نعطي الناشئة بقدر ما نأخذ منهم مستقبلا بمشيئة الله.
فمتى كان النشء قوي العزيمة، وارادته تحت سلطان دينه، وعقله ليس عبداً لشهوته، يسير حسب مصالح امته وبلاده ان الشهوات والعواب وحب الراحة وإيثار اللذات هو الذي يسقط الهمم ويفتر العزائم، فكم من فتيان وفتيات يتساوون في الذكاء والملكات، لكن بعضهم يتفوق على بعض في علو الهمة واستغلال الظروف والاحوال والاستفادة من الاوقات، فتجد هذا المتميز هو الكاسب المتفوق يجد ما لا يجدون ويبلغ من المحامد والمراتب ما لا يبلغون.
ان الابناء امانة في اعناق آبائهم، فعليهم ان يعطوهم ما يستحقون، وعليهم ان يعرفوا قدرهم، فهم الذين يحملون ذكر الآباء، وكم من شخص منهم سيكون له شأن باذن الله.
بعض الآباء *هداهم الله< يمعن في تحقير ابنائه ويبالغ في الاستهزاء والسخرية بهم والشتم ويمتن عليهم ويعتبر نفسه كل شيء وهم لا شيء، وهذا عيب كبير في التربية، وثلمة خطيرة بل شرخ في تكوين شخصية هذا الولد قد يلازمه حتى الموت.
وهكذا الحال بالنسبة للأمهات مع البنات تجد الام تحتقر البنت ولا تثني على مواهبها وقدراتها واذا اصلحت شيئا ذمته الام بغير وجه حق بل اذا بدأت البنت التدرب على صنع الطعام عابت عليها وحطمتها، وهذا ايضا له آثار سلبية على البنات.
وهكذا الحال بالنسبة للمعلمين من طلابهم والمعلمات مع الطالبات ينبغي التشجيع وشحذ الهمة والثناء على المجتهدين بل ورصد الجوائز والحوافز وكتابة عبارات التشجيع لهم وبذلك يتحقق لهم ما يريدون باذن الله، فيتحقق لهم الايمان الراسخ الذي لا يتزعزع ولا يلين، والاخلاص الصادق الذي لا يعرف النفاق والمراء، والعزيمة القوية التي لا تعرف الخوف ولا الوجل، والعمل الجاد الذي لا يعرف الكسل ولا الملل، ومعرفة حق اصحاب الحقوق من الآباء والامهات والمعلمين والاقارب وغيرهم.
فهد صالح علي الحسين
كلية العلوم العربية والاجتماعية - القصيم
|
|
|
|
|