رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd October,2001 العدد:10616الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,شعبان 1422

الاخيــرة

الرئة الثالثة
شواهد سلوكية لظاهرة التخلف الاجتماعي!
عبدالرحمن السدحان
* هناك أكثر من دليل مادي يُنبىء عن تخلّف البعض منا سلوكاً وذهناً واحساساً، وإنْ تباينتْ ثقافاتُنا،.. وتنوّعَت انتماءاتُنا، اقتصادياً واجتماعياً، وسواءً كان المسيِّرُ لتلك السلوكيات إرادةَ القصد، أم تلقائيةَ الطبع، فهي تصبُّ في رافد واحد اسمه (التخلف)... وهو كلُّ فعلٍ تنكره الفطرةُ الإنسانيةُ السوية ويرفضُه الوعْيُ السليم!
* *
* إنني لا أملُّ الحديثَ عن هذا الموضوع، مذكراً به عاماً بعد آخر، ومتمنياً في الوقت نفسه أن تتضاءل مساحة الشعور به كلما ازداد البعض منا علماً ونضجاً ووعياً حضارياً.
* *
وأضرب لكم بعض الأمثال فأقول:
* كلُّ من يقود سيارته مثل ريح صرصر عاتية بلا هدف ولا مبرر،.. كأنه سيخرق الأرض.. أو يبلغ الجبال طولاً.. فهو متخلّف!
* وكلُّ من يعبر إشارة حمراء غير عابىءٍ بمرور مركبة أخرى أو عابر سبيل.. فهو متخلّف، فإذا نصحته أو انكرت عليه فعله، لسعك بصياط لسانه، وكأنك عدو له مبين، أو اسمعك عذراً أقبح من ذنبه كقوله إنه لم يستطع كبح جماح السيارة لعيب في (فراملها)، أو أن لديه ظرفاً طارئاً لم يتح له ردع سيارته، ونحو ذلك!
* *
* وكلُّ من يعامل المرأة أو يتعامل معها.. وكأنها وعاء نجس.. فهو متخلّف! يذكرها فيردف ذكرها بعبارة (أكرمك الله) وهي التي كرّمها الله.. من رجس الجاهلية.. وظلم الجاهلين وعبث العابثين!
* *
* وكلُّ أبٍ (يفوّض) الشارع مهمة (تربية) أبنائه، فلا يأمرهم بفضيلة.. ولا ينهاهم عن منكر.. فهو متخلّف!
* وكلُّ من يمْثُلُ بين يدي الله في بيت من بيوته المباركة.. مرتدياً (حلة النوم).. مشبعاً بروائح ينفر من أذاها الخشوع.. فهو متخلّف، ولو ذهب هذا المرء للقاء ذي شأن يرغبه أو يرهبه، لارتدى أبهى ما لديه!
* *
* وكلُّ من يتعامل مع مرفق عام انشأته الدولة لخدمة الناس.. بحماقة وعنف وكأنّ بينهما خصاماً أو ثأراً.. فهو متخلّف! فإذا ذكرته أو أنكرت عليه سوء فعله.. أسمعك من القول ما تكره.. وقذفك بالتطفّل فيما لا يعنيك!
* وكلُّ من ينفق المال يُسْراً على نزواته.. الظاهرة والمستترة، في وقت يضن به عُسْراً على من يعولُ شرعاً.. أو على دربٍ من دروب الخير.. أو على ذي الحاجة وابن السبيل.. فهو متخلّف!
* وكل من يقلق الجار بنفاياته أو سياراته أو أذى أطفاله.. فهو متخلّف، فإذا جُوبه فعلُه بالمثْل.. احتجَّ بأن للشارع حرمةً تتصل بحرمة أهله.. واستشهد بنفسه مثلاً.. محللاً بذلك لنفسه ما أنكره على غيره!
**
* وكلُّ من يؤذي جاره وعابر السبيل بمخلّفات بناءٍ أو ترميم.. أو يدع الماء يتسرب بغزارة خارج بيته تجاهلاً أو عمداً بحجة النظافة.. فهو متخلّف!
**
* وبعد.. فقد يكون (التخلف) مصطلحاً مثيراً للجدل في أكثر من زمان أو مكان.. تبعاً لتباين الثقافات، وقوالب الطبع، ومعايير السلوك. لكن الصور التي أوردتها في هذا الحديث.. وغيرها كثير، لا تثير جدلاً ولا خلافاً.. في معظم بقاع الأرض، وهي لا ريب أمور لا يقرها إلا كلُّ ذي فطرة مريضة.. أو عقل سقيم.
والله المستعان على ما يفعلون


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved