| لقاءات
* الجزيرة/خاص
ما أكثرها النعم والعطايا التي لا نستشعر عظيم قيمتها إلا حال النظر بعيوننا لفاقديها والطفل كلمة تعني في قاموسنا النفسي استمرار الحياة كل الحياة.
لذا ليس بمستغرب علينا أن ينفق الآباء محرومو الإنجاب عزيز مالهم ويوظفوا جل طاقاتهم متعلقين بالأسباب التي شرعها لنا رب العباد من أجل أن يروا زينة الحياة الدنيا تمشي على قدمين.
ليس بمستغرب أن تستعذب الأم الجراحات وتستطعم في فمها مر الدواء لا لشيء إلا لترى يوماً وليدها وقد توسد يديها حتى ولو ملأ الآفاق صرخات وبكاءً.
هي غريزة البقاء والشعور بالاستمرار تتحرك داخلنا نحن بني البشر دونما إرادة منا لا يمكن أن نتناساها أو نغفل عنها لحظة.
ولعلها كلمة صادقة كتبها د. سمير عباس الطبيب الأشهر في جراحات العقم ومساعدة الإنجاب كتبها على واجهة كتابه بالخط الأكثر وضوحاً «اعطني طفلاً بأي ثمن».
كلمة اتخذها د.سمير عباس عنواناً واتخذها الآباء والأمهات حلماً في الصحو وهاجساً في المنام. لذا فمن أجل أحلامهم وأمانيهم اقتربنا من صرح طبي من صروح مملكتنا ومن رجل له مع فتوحات الطب تاريخ طويل لنسأله عن الجديد في عالم محاط بشيء من غموض وكثير من إبهام. اقتربنا بآذاننا من صوته وهو يحدثنا بلغة الواثق بربه ثم بأمانة علمه ونتائج بحوثه:
بداياتي لا تختلف في كثير عن غيري من الأطباء، بدأت السلم من أول درجاته فقد حصلت على بكالوريوس وماجستير طب وجراحة النساء والتوليد من جامعة الأزهر ثم حصلت على زمالة الكلية الملكية البريطانية من لندن وبعدها عملت أستاذاً في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وتخرج على يدي مئات الأطباء والطبيبات.
أنا الآن مدير المركز بكل من جدة والرياض، أنتقل بين المكانين وأقضي يومين بالرياض وبقية أيام الأسبوع بمركز جدة.
* حدثنا عن بداياتكم؟
أنشأت أول مركز لعلاج العقم وأطفال الأنابيب في العالم العربي وعلى يدي تمت ولادة أول طفل أنبوب بالمملكة عام 86 ومن وقتها توالت الإنجازات بمركزنا، إنجازات المركز مادة ثرية تناولتها أقلام الصحفيين العرب والأجانب بإفاضة وأفردت لها محطات التلفزيون المساحات الأكبر، كما جاء ذكر بعضها في كتاب الابتكارات والإنجازات الإنجليزي عام 87.
* ماذا أعطاكم التزامكم بالضوابط الإسلامية؟
إنجاب أول طفل أنبوب عام 86 حدث مميّز لأنه جاء بعد فترة وجيزة لا تتعدى السنوات السبع من ولادة أول طفل أنبوب في العالم، التزامنا بالضوابط الإسلامية أعطانا ميزة خاصة لذا يفد إلى مركزنا كثير من المرضى المسلمين من كافة البقاع لتلقي العلاج لدينا وهذا يعكس صورة مركزنا في عيون المسلمين خارج المملكة.
ويحضرني أن القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني أفردت لنا مساحة كبرى عن حالة مريض بريطاني مسلم حضر للعلاج لدينا لأننا نطبق تقنيات حديثة وهي حقن خلايا مستديرة من الخصية يطلق عليها أمهات النطاف أو سبرماتيد وقد تمت ولادة ثالث حالة في العالم لدينا بعد أن عجز هذا المريض عن إيجاد علاج له في بريطانيا.
* هل يحتاج مريض العقم السفر إلى الخارج؟
مريض العقم لا يحتاج السفر إلى الخارج إلا لسبب نفسي وهو رغبته ألا يعلم أحد من أهله أو المقربين له الوسيلة التي يتبعها ولكن الآن تغيرت نظرة الناس واتسعت دائرة وعيهم وعادوا ليتلقوا علاجهم على أرض المملكة وأحمد الله أن كثيراً من الحالات التي استعصى على الغرب علاجها تمت بعون الله إزالة عللها وكثير منهم ينعمون بأطفال أصحاء.
* حدثنا عن كلفة العلاج لديكم؟
كلفة العلاج في مراكزنا لا تقارن إذا قيست بكلفتها في مراكز العالم، ففي بريطانيا تتكلف عملية أطفال الأنابيب ما بين 3 إلى 4 آلاف جنيه استرليني، وفي أمريكا من 5 إلى 15ألف دولار بينما في مراكز مملكتنا لا تتعدى تكلفة عملية أطفال الأنابيب تسعة آلاف ريال والحقن المجهري 11 ألف ريال علماً بأننا نقدم أفضل التقنيات الموجودة بالعالم هذا إلى جانب عنصر الأمان الذي قد لا يتوافر في الخارج حيث احتمال خلط الحيوانات المنوية أو البويضات.
* ماذا ترون في الاعتقاد بكفاءة الطبيب الأجنبي؟
مريضنا قد يلجأ في بعض الأحيان إلى الاستشاريين من خارج المملكة والذين يأتوننا زائرين وذلك رغبة منه في أخذ رأي ثانٍ علماً بأن كل الأطباء بمركزنا حاصلون على شهادات عليا من بريطانيا أو أمريكا أو كندا.. هذا الاعتقاد بكفاءة الطبيب الأجنبي عن أطبائنا بدأ في الزوال من ذهن مرضانا بعد ما ظهرت كفاءة أطبائنا واضحة من خلال ما قدموه في جراحاتهم.
* ماذا عن حدوث توائم عن الطرق الاصطناعية؟
حدوث توائم في حالات الحمل الناتجة عن الطرق الاصطناعية ترجع إلى أن الطبيب قد يلجأ إلى وضع أجنة داخل الرحم بعدد أعلى حتى يزيد من فرص حدوث حمل إلا أنه ثبت علمياً أنه في حالة وضع ثلاثة أجنة أو أكثر غالباً ما تكون النتيجة واحدة.
* ماهي الحالات التي لا يمكن علاجها بالطرق الاصطناعية؟
هناك حالات لا يمكن علاجها بالطرق الاصطناعية مثل إذا كانت المرأة دون رحم أو مبايض أو رجل بدون خصيتين وهذه الحالات لا يمكن علاجها وإذا كان في الخارج قد يلجأ المريض إلى استعمال بويضات من أشخاص متبرعين أو استعمال الرحم المستأجر حيث يتم وضع الأجنة داخل رحم امرأة أخرى هذا ما نرفضه نحن هنا لأنه محرم دينياً.
* ما هي الحالات التي تحتاج إلى المراكز المتخصصة؟
بعض الحالات تستدعي منا جهداً كبيراً حيث تكون البويضات مشوهة أو الحيوانات المنوية مصابة مما يجعل حدوث الحمل ذا نسبة ضئيلة جداً، هذه الحالات تحتاج إلى المراكز المتخصصة للتأكد من الأجنة التي يتم إعادتها إلى داخل الرحم سليمة من ناحية كروموزوماتها وجيناتها وهناك حالات يفشل فيها الحمل بسبب قلة العاملين بمراكز علاج العقم أو عدم وجود الأجهزة ذات التقنيات الحديثة.
والواقع أن العلم أعطى لنا تقنية حديثة الآن تتمثل في علاج يتم إعطاؤه بالوريد قبل إجراء علاج العقم أو أطفال الأنابيب أثبت أنه يرفع من نسب الحمل لدى كل النساء.
* ما هو الجديد في تقنية علاج العقم؟
أهم التقنيات التي أضيفت إلى هذا التخصص هو تنمية وزرع الخلايا الجذعية للإنسان ثم تحويلها إلى خلايا متخصصة مثل الكبد أو الكلى أو القلب مما يعني ترميم أعضاء تالفة في جسم الإنسان هذه التقنية لن يكون بمستغرب أن تساعد في علاج حالات عقم الرجال الذين ليس لديهم حيوانات منوية أو النساء اللاتي ليس لديهن بويضات.
* هل هناك نظام متبع في مركزكم لمتابعة المواليد؟
في مركزنا نظام متبع لمتابعة المواليد فكل الأزواج يحضرون إلينا بأولادهم لمتابعة حالتهم بدقة ولدينا الآن أطفال بلغوا الخامسة عشرة من عمرهم ويتمتعون بصحة جيدة ومعدل ذكاء مرتفع ومتفوقون دراسياً.
* هل من شروط معينة تتبعها مراكز علاج العقم؟
هناك شروط صارمة تضعها وزارة الصحة يجب على جميع المراكز التي تعمل في هذا المجال اتباعها وتشمل شروطاً خاصة بالمكان ونوعية التجهيزات والأطباء المتخصصين وهي شروط تشابه ما هو متبع في معظم دول العالم المتقدم وذلك من أجل تقديم الخدمة الطبية المميزة والمناسبة للمرضى.
* ماذا يعني علم مساعدة الإنجاب؟
علم مساعدة الإنجاب هو علم سريع التطور والاكتشافات الجديدة تفد إلينا كل يوم ولذا ينبغي أن يكون الطبيب حريصاً على متابعة الأبحاث والمشاركة في المؤتمرات العلمية ليس بالحضور فحسب بل بالأبحاث أيضاً ليكون جزءاً من المنظومة العالمية ومن هنا تأتي أهمية دور الفريق المتخصص والمتكامل من أطباء النساء والذكورة والمناعة والغدد وكذلك علماء الأجنة بل نحتاج في بعض الأحيان إلى متخصصين نفسيين حتى نتمكن من مساعدة الزوجين وتقديم الدعم الكامل لهم.
* ما هو التزامكم تجاه المجتمع؟
نحن نؤمن بأن لدينا التزاماً أدبياً تجاه مجتمعنا بشكل عام وليس مرضانا فقط ولذلك نقوم بنشر التقنيات الحديثة وكل ما هو جديد في مجال مساعدة الإنجاب من خلال برنامج مكثف للمؤتمرات الطبية والمحاضرات وورش العمل التي ينفذها أطباء المركز بالتعاون مع العديد من الأسماء اللامعة في هذا المجال من مختلف دول العالم، كما أن نشاطنا لا يقتصر على جدة والرياض فحسب بل امتد خلال العامين الماضيين ليشمل مناطق عدة بمملكتنا كالدمام وأبها والطائف والمدينة وغيرها.
* ماذا عن فرعكم بمدينة الرياض؟
افتتحنا فرع الرياض منذ أربعة أشهر ووفرنا به كل التقنيات الحديثة مثل تقنيات تنمية الأجنة حتى اليوم الخامس قبل إعادتها للرحم لزيادة فرصة الحمل وترجيح جنس الجنين وتقنية أخذ جزء من الجنين قبل نقله للرحم في اليوم الخامس للتأكد من أن الجنين لا يعاني من أية تشوهات ثم تقنية تشريط البويضة المخصبة بجهاز الليزر لزيادة فرصة علوقها في الرحم وكذلك تقنية نقل الأجنة لقناة فالوب لرفع نسبة الحمل وهذه التقنيات غير متوافرة بأي مركز ثانٍ بالمملكة سوى مركزنا.
* ماذا يميز مركزكم عن المراكز الأخرى؟
هناك مراكز كثيرة لعلاج العقم بالمملكة موزعة على كافة مناطقها ولكن مركزنا يعتبر الأكبر حيث تجري أكثر من 1200 عملية في السنة يطبق فيها أحدث التقنيات العالمية ويأتينا مرضى من كافة مدن العالم دون استثناء ولدينا فريق طبي مؤهل كما أن تقنياتنا مجازة من المجمع الفقهي الإسلامي.
* ماذا تضيف أخيراً؟
أخيراً أود أن أضيف أنني رئيس الجمعية السعودية للخصوبة في جدة ولي ثلاثة كتب في الأسواق أحدها «اعطني طفلاً بأي ثمن» وهو عن علاج عقم النساء والرجال، وكتاب آخر عن توصيات بعمل إطار لعلاج العقم والآن الكتاب الثالث عن الحمل والتوليد وسيكون متوافراً بالأسواق قريباً.
|
|
|
|
|