| الاقتصادية
* الرياض سلطان المواش:
أكد منسق برنامج منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمملكة الدكتور محمد الجربى أن المنظمة تحذر من استمرار زوال الغابات بمعدلات عالية في المناطق الاستوائية وتدعو الدول الى محاربة الجريمة والفساد في قطاع الغابات. وقال منسق برنامج منظمة الاغذية والزراعة في تصريح ل«الجزيرة» إنه ورد ذلك في دراسة حول حالة الغابات في العالم والتي اصدرتها المنظمة مؤخراً لعام 2001م حيث أكدت على تحذيرها هذا من مغبة استمرار فقد البلدان الاستوائية لغاباتها بمعدلات عالية. وأبان الدكتور الجربى في هذا الجانب أن هذا جاء في الدراسة التي تصدرها دائماً المنظمة مرة كل سنتين وانه خلال التسعينيات بلغ معدل زوال الغابات الطبيعية 1،16 مليون هكتار سنوياً ومنها 2،15 مليون هكتار في المناطق الاستوائية واشار بأن هذا يعني ان متوسط المعدل السنوي لفقدان الغابات قد بلغ 4،0 في المائة على مستوى العالم في حين وصل إلى 8،0 في المائة في المناطق الاستوائية.
وأكد منسق برنامج منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمملكة في هذا السياق إلى أن الدراسة اشارت ايضاً الى معدلات زوال الغابات هي الاعلى في كل من افريقيا وامريكا اللاتينية موضحة بأن البلدان التي بلغت فيها اعلى معدلات زوال الغابات في الفترة بين 1990، 2000م هي الارجنتين والبرازيل وجمهورية الكونغو الديومقراطية واندونيسيا وميا نمار والمكسيك ونيجيريا والسودان وزامبيا وزيمبابوي اما البلدان التي سجلت اعلى معدلات في اكتساب المزيد من الغابات فهي الصين وروسيا البيضاء وكازاخستان والاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الدكتور محمد الجربى في نفس الاطار أن النتائج الواردة في هذه الدراسة تستند إلى التقييم الذي أجرته المنظمة في العام الماضي بشأن موارد الغابات في العالم.. وتعد بذلك احدث دراسة شاملة حول حالة الغابات ومواردها واتجاهاتها في مختلف ارجاء العالم ومن جهة اخرى قال المنسق إن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها المنظمة خارطة الغابات في العالم التي توضح مناطق انتشار الغابات على كوكب الارض.
وأرجع المنسق لبرنامج منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة الدكتور الجربى في هذا الجانب أن الأسباب الرئيسية لفقدان الغابات وتدهورها وكما ذكرت المنظمة لها في دراستها آنفة الذكر.. هي التحول في اغراض استخدام الاراضي «لاسيما الزراعة» والآفات والامراض والحرائق والافراط في استغلال منتجات الغابات في حصاد الاخشاب والرعى الجائر وتلوث الهواء والعواصف.
ومن ناحية اخرى قال منسق برنامج الاغذية والزراعة للأمم المتحدة في هذا الموضوع: أما ما يتعلق بالحظر والقيود المفروضة على قطع الاشجار للاغراض التجارية افادت المنظمة في تقريرها الذي صدر مؤخراً بأن مثل تلك القيود قد اسهمت في بعض البلدان في المحافظة على الغابات الطبيعية. في حين اضرت بقطاع الغابات والمجتمعات المحلية لبلدان اخرى او انها حولت مشكلة الافراط في استغلال الغابات إلى بلدان اخرى وابان د. الجربى بأن المنظمة شددت في تقريرها على ضرورة أن يستند قرار حظر قطع الاشجار الى تحليل كامل للآثار التي تكمن وراء قرار الحظر والبحث عن الوسائل البديلة لتحقيق نفس النتائج.
وأكد منسق برنامج منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة بأن المنظمة اشارت إلى أن مفهوم الادارة المستديمة للغابات مازال يكتسب اهمية في مختلف انحاء العالم. موضحة أنه اعتباراً من 2000م شاركت 140 بلداً في مبادرات دولية لتطوير معايير تتعلق بالادارة المستدامة للغابات وتنفيذها بالرغم من تباين مستوى التنفيذ إلى حد كبير..
وأكد بأنه قد زاد الاهتمام بتوثيق المعلومات بشأن الغابات وتنامي اجمالي العالم من رقعة الغابات والمعتمدة الى 80 مليون هكتار وذلك مع نهاية عام 2000م وقال إن ذلك يمثل نحو 2% من اجمالي رقعة الغابات في العالم مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من الغابات المعتمدة تقع في عدد محدود من البلدان ذات المناخ المعتدل وليست البلدان الاستوائية التي تشكل فيها عمليات استغلال الاخشاب بصورة غير متداومة عاجلاً في تدني الغابات وتدهورها وقال ايضاً إنه استناداً إلى تقرير منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة أن حوالي (12% من الغابات في العالم يدخل في نطاق المحمية.
ومن جانب آخر أوضح تقرير في هذا الشأن أن الجهود المبذولة لتحسين ادارة الغابات ستكون ناجحة فقط لو أمكن الحد من ارتكاب الجرائم والفساد بحق الغابات، حيث «إن الانشطة غير المشروعة تهدد الغابات في عدة بلدان، ولكن ليس بالضرورة في البلدان النامية الغنية بالغابات. ففي بعض الحالات، ونتيجة لتحرير التجارة والعولمة يبدو أن ظاهرة قطع الاشجار والمتاجرة بها بصورة غير مشروعة قد اخذت تتنامى في الوقت الحاضر».
|
|
|
|
|