أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd October,2001 العدد:10616الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,شعبان 1422

مقـالات

نهارات أخرى
إذا كان ربُّ البيت.....!!!
فاطمة العتيبي
* * تسألني الأخوات مها وهدى ومنيرة من إحدى ثانويات الرياض عن الكيفية التي يتم فيها اختيار معلمات هذه المرحلة.
وكان هذا السؤال هو خاتمة رسالة بعثن بها يشكين من سوء تصرفات معلماتهن وأساليبهن الكلامية الرديئة التي لا تتناسب مع مكانتهن التعليمية.
وأوردن مواقف يتساءلن فيها: كيف لمعلمة تقول للطالبات أثناء هروبهن وتدافعهن في الممرات إثر اشتباه في حريق عداد كهربائي في المدرسة «إن هذا عذاب منزل من الله عليكن أيتها الطالبات لكثرة صراخكن وضحككن»!
وواحدة أخرى تقول لطالبة وقرب بوابة المدرسة حين شمَّت فيها عطراً «أنتِ زانية» بدلاً من أن توجهها التوجيه الديني والتربوي المناسب.. فالتفتت الطالبة وأهدت لوجه المعلمة كفاً أمام الملأ، لأنها تفوهت عليها بهذه الألفاظ وبطريقة فظة وجهورية..
وثالثة تقول لطالباتها في الفصل:
أنا لست مدرسة مكتبة وأرغموني على تدريسها لكم لأنني معلمة عربي وقالت لي المشرفة اعملي ما تشائين مع الطالبات لذلك أنا سأنتقم منكن وسأرسب كل طالبة تحدث إزعاجاً. تقول هذا وهي ترمي طالبة في الصف الأخير بطبشورة في يدها كادت تودي بعينها!!
ورابعة وخامسة.. وحكايات متعددة وغريبة ومتوقع حدوثها.. وتشكو التلميذات..
إننا مهذبات ومؤدبات ولا يمنع ذلك من وجود بعض التلميذات المراهقات اللاتي يحدثن شغباً في الفصل..
لكن تصرفاتهن ردة فعل طبيعية لما يسمعن ويرين ما هن عليه بعض المعلمات.. وإذا كان رب البيت للدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص. ومع ذلك فإن هؤلاء الطالبات المشاغبات يتحولن إلى طالبات إيجابيات جداً في حصص بعض المعلمات الواعيات المثقفات اللاتي يملكن القدرة على التعامل الجيد مع الطالبات.
* * كيف يمكن للتلميذات أن يقدِّرن معلمات يفتقدن لأبسط أبجديات الذكاء في التعامل والتوجيه..
وإذا ذهبنا للمديرة استمعت لنا وأنصتت وربما هي توجه هؤلاء المعلمات وتلفت نظرهن لهذه الأخطاء لكنهن يعدن لسابق عهدهن وأسوأ مع تقادم الأيام.
والطالبات لسن على استعداد لشكوى المعلمة كل يوم ومع كل استماع لسوء سلوك منها...!!
* * ونحن ندرك أن ذلك طبيعة ببعض البشر وبتأثير عوامل بيئية وضغوط اجتماعية وأسرية.
والتعاميم التي توجه المعلمات..
والإشراف والإدارة ا لمدرسية لا تملك القدرة على مراقبة المعلمة طوال الوقت.. في الفصل وفي غرفة المعلمات (!!) وفي الممرات وعند بوابة المدرسة!!
إن ضمير المعلمة هو المؤشر الذي تستقيم عبره العملية التعليمية وبناء الضمير وتنميته وتربيته هي نتاج مؤسسات متعددة منها المجتمع والإعلام والتعليم في المرحلة الأخيرة.. لذا فالجهات الرسمية مجبرة على قبول شهادة حسن السيرة والسلوك والتسليم بأنها هي الحد الأقصى للاطمئنان إلى المتقدمة..
لكن البشر لا يظهرون إلا بالاحتكاك اليومي ولا تقاس قواميس ألفاظهم وتهذيبهم إلا في لحظة الاختلاف والضغوط، ففي أوقات اليسر كل الناس جميلون ومهذبون ولامعون..وأوقات العسر وحدها تظهر كم الغبار والأتربة وربما المستنقعات الكلامية التي قد تنطوي عليها بعض النفسيات المريضة.
لذا تلميذاتي العزيزات.. حديثكن مقنع، ولقد شعرت به مثلكن تماماً منذ أن كنت تلميذة ثم زاملت معلمات، ثم أشرفت عليهن إدارياً..
إن السلوك البشري لا يستقيم بالشهادات وحدها..
وإن قليلاً من المعلمات يحتاج إلى تنمية مهارات التعامل وتحسين القاموس اللفظي المستخدم يومياً ولعل هذه الدورات تدرج قريباً ضمن اهتمامات المعلمات أنفسهن!! وكلما شعرتن بالاحباط من هذه القلة القليلة أطلقن أبصاركن في الاتجاه الآخر.. الاتجاه الإيجابي حيث تجدن معلمات رائعات ونابهات!!
fatma al otaibi@ayna.com
فاكس: 4083748

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved