أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd October,2001 العدد:10616الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,شعبان 1422

مقـالات

وسميات
الضلع الثالث
راشد الحمدان
أحاول كل أسبوع.. أن أهيئ ثلاثة أضلاع قبل موعدها بيوم أو يومين وأدفع بها عبر الفاكس للجريدة.. ومع أن الفاكس والهاتف أصبحا نعمة عظيمة من النعم إلا أنهما حرماني من ملاقاة أحبابي في الجريدة.
وإني اعتذر هنا.. واليوم أكملت ضلعين. لكني لم أستطع العثور على الفكرة الملائمة للضلع الثالث. وهكذا فإنك أحيانا تشاهد غرفة مبنية لكنها ناقصة. قد يكون بني منها ضلعان. فأصبحت كحرف «ال» كما يقولون.. فقد يكون السبب نقص مواد البناء.. وقد يكون السبب البناء نفسه.. فقد يكون انصرف إلى زبون جديد كما يفعل بناؤو أزماننا من الباكستانيين والأفغان وبعض الأشوام.. وانظر فلا تجد البناء السعودي فهو أندر من بيض الصعو كما يقال مع أن المهن أضمن من الوظيفة للرجل المكافح.. قد لا يتم البنيان كما يريد صاحبه لهذه الأسباب.. وقد لا تتم الزوايا الثلاث كالمعتاد. لعدم اكتمال ضلع من الأضلاع. والسبب عدم توفر الفكرة التي تنقاد لها الكلمات.. فالكلمات لدى كتابة زاوية قصيرة. غير الكلمات لدى كتابة مقال طويل. تماما مثل من ينسج فراشا من سعف النخيل.. فمواد الحصير الكبير غير مواد الصغير إذ كانوا يستعملون الخوص من العسبان الكبيرة.. للحصير الكبير. بينما يختص الصغير بالخوص الابيض النقي من قلوب النخيل. وهي العسبان الجديدة في النمو.. كذلك كتابة زاوية قصيرة.. إذا وجدت فكرتها فإنها تحتاج للكلمات الجديدة الطرية.. المقبولة في الذهن.. وقد مر الوقت المعتاد علي ولم أتحصل على فكرة الضلع الثالث. وأنا أحس في داخلي عندما أجلس للكتابة اذا كانت الفكرة منقادة أو غير منقادة.. اذا كان لها صدى أو أنها ولدت ميتة. وحتى لا أكذب على القارىء فقد تتم الزاوية الواحدة بفكرة ميتة. لكني أدعها تحيا في ذهن القارئ .. فالقراء لهم أهواء ورغبات متفاوتة. فالذي لا تعجبه فكرة ما.. قد تعجب غيره.. تماما مثل البناء الذي ذكرته أولاً.. فقد يكون صاحب البيت من المهووسين بالشكل الغريب. فترى بنيانه وقد اختلف عن غيره. كما نرى الآن فيما يسمى بالتطعيج في الجدران.. وهو تلبيس الجدار بالأسمنت الفوضوي ليكون شكلا غير متساو.. مثل الجدران المليسة الناعمة.. فالناس رغبات.. والقراء لهم رغبات متفاوتة. فقد تعجب هذه الزاوية التي كونت الضلع الثالث الآن بعض القراء.. خاصة وأنها جمعت وقربت إلى ذهن القارئ عددا من الأفكار المتنوعة مما يجهله البعض. والحمد لله على تمام الضلع الثالث.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved