أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd October,2001 العدد:10616الطبعةالاولـي الأثنين 6 ,شعبان 1422

مقـالات

إضاءة
لا بالكلام ولكن بالفعل!
شاكر سليمان شكوري
كان من المقرر ان أكتب اليوم عن التكافل الاجتماعي الذي بدأت مشروعه المعلمات في بعض مدارس البنات عندنا، لكن ريحا طيبة هبت علينا من ساحل البحر الأبيض المتوسط في عاصمة بلاد الأرز «بيروت»، حيث عقد المؤتمر الثاني لمؤسسة الفكر العربي الذي دعا اليه من الساحل ذاته العام الماضي صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبد العزيز امير منطقة عسير ورئيس المؤسسة، وما تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة. وما نقله الينا الاخوة من حضور المؤتمر اعضاء ومراقبين يؤكد ان الأمير قد كسب الرهان على نجاح مشروعه بمن اجتمع حوله من الاخوان مؤسسين بالمال ومشاركين بالفكر، وما لاقاه المشروع من ترحيب واسع في الدوائر الرسمية العربية وفي دوائرها الأهلية بشكل لم يعهد على الساحة من قبل لمشروع عربي خلال النصف قرن الأخير. وكم كانت الساحة بالفعل شاغرة متعطشة لمثل هذا المشروع الذي يضامن بين الفكر والمال لتأسيس خطاب عربي اسلامي حضاري يمزج بين الماضي والحاضر على نحو الحقيقة المجردة، وعلى سبيل المثال: مطلوب الآن مناقشة قضية: هل دخل الاسلام الى العوالم بالسيف؟ فإلقاء الضوء على هذه القضية ينفي بالضرورة مسوغات قبول الغرب لمنطق اننا دمويون.
والبشائر التي وصلت الينا من مؤتمر بيروت تقول بأن مؤسسة الفكر العربي سوف تبدأ نشاطها بمشروع اعلامي عاجل يخضع للدراسة الفورية الآن، وقد وضع له المؤسسون بخلاف الوديعة مبلغا يقارب خمسة الملايين ريال، ويهدف المشروع الى الوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العرب والمسلمون في الغرب من اثر غياب الخطاب العربي الحضاري القديم والحديث عن الساحة العالمية وتركها للفريق المناوئ من الصهاينة وتابعيهم بما يملكون من وسائل مشروعة وغير مشروعة ولا يألون جهدا في تشويه صورتنا ليل نهار.
هذه الدراسة الفورية والدعم المخصص لمشروع مؤسسة الفكر العربي يعني انه سيرى النور قريبا ان شاء الله لتكون باكورة اعمال هذه المؤسسة المجيدة الدفاع عن الحقيقة الغائبة عن أذهان الغير والتي تجعل الشارع العربي المغيب عن تلك الحقيقة محتقرا لشأننا متهما لعقيدتنا فهو لا يسمع الا عن حفنة من المسلمين المتطرفين التي لا تخلو أي ملة منهم، واغتيال رابين خير شاهد على ذلك، غير ان الاعلام الموجه من قبل الصهيونية يروج هذه الصورة على انها هي الخطاب العربي اليوم على المستوى العام! وليست أقل السلبيات التي تنشأ من جراء هذا التغييب المتعمد للحقيقة وتزويرها على هذا النحو الذي يحكم على الكل بجريمة لا يتعدى عدد من ارتكبوها اصابع اليدين. اقول ليس اقل السلبيات ذلك الاضطهاد الذي اصبح ملايين العرب والمسلمين يلقونه في الغرب ويزداد خطرا يوما بعد الآخر، وتكفي اجراءات الأمن «الخاصة» التي يتعرض لها ابناؤنا هناك الآن.
لقد تركنا الساحة طواعية وطويلا لعدو ميكافيلي الغاية عنده تبرر الوسيلة. فلم يرع حرمة الحق والحقيقة، ولم يرعو عن تزوير التاريخ من اجل تحقيق اهداف كان يراها ويخطط لها من بعيد والآن نعاني من عائداتها الوبيلة، ونجني ثمارها الحنظل، والمشروع ليس سهلا ولا هينا، لا اقول ذلك على سبيل اليأس والتيئيس، وانما لبيان الجهد الدؤوب والعزيمة الصابرة الواجب توافرها لانجازه، وعلى العكس تماما فاني والكثيرين متفائلون بأنها بداية ناجحة بل رائعة، واننا لنحيي كل الرجال الذين جلسوا على طاولة الاجتماعات في «بيروت» الاسبوع الماضي على انهم تجاوزوا بالفعل مرحلة الكلام، كما نحيي الرجل الذي دعا الى المشروع وبذل له بشجاعة، وهو الشخصية المحورية المستقطبة لمشاعر المواطن العربي في كل مكان من خلال رموز الأمة من رجال الفكر والمال الذين شايعوه في دعوته لا بالكلام ولكن بالفعل.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved