أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st October,2001 العدد:10615الطبعةالاولـي الأحد 5 ,شعبان 1422

العالم اليوم

أضواء
انتقائية الإرهاب
جاسر عبدالعزيز الجاسر
أين العالم من إرهاب الدولة الاسرائيلي المتواصل على شعب اعزل..فليس فقط ان يشن ارييل شارون وجنرالاته العدوان على الشعب الفلسطيني انتقاماً لمقتل من يزايد عليه في الارهاب، الجنرال السابق زئيف وزير السياحة الاسرائيلي، فالعدوان الصهيوني مستمر على الفلسطينيين في ظل صمت وتواطؤ يثيران الدهشة ممن يجيشون الجيوش من اجل ما يسمونه بحرب الارهاب..مصنفين جهاته ومراكزه ومرتكبيه.
هذه الانتقائية جعلت جنرالات اسرائيل يرتكبون أبشع الجرائم الارهابية ضد الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين، وتحوي سجلات الامم المتحدة سجلاً بالجرائم الارهابية الاسرائيلية، سقط جرّاها ضحايا عرب جميعهم من المدنيين في المدن الفلسطينية المحتلة وسيناء وجنوب لبنان وجميعها الجرائم أفلت مرتكبوها من العقاب.
والآن، وبحجة الانتقام لمقتل جنرال سابق ووزير لم يُخف دعواته العنصرية وتحريضه الدائم للكراهية والقتل، يشن شارون حرب إبادة على شعب اعزل، فبعد مقتل الوزير الاسرائيلي قتل تسعة عشر فلسطينياً منهم طفلة لا يتجاوز عمرها الثانية عشرة، ويعاقب شعب بكامله حيث تقوم قوات الاحتلال معززة بالدبابات بالتوغل إلى داخل المدن الفلسطينية لتفرض على المدنيين البقاء في منازلهم المعرضة للقصف والتدمير حيث يقتل العديد منهم وخاصة النساء والاطفال وهم داخل منازلهم.
شريعة الغاب تلك، والوحشية التي تتم ليل نهار وأمام انظار العالم «المتحضر» لا تجد من يحتج عليها، وإن انتقدوا جاء الانتقاد خَجِلاً، وتوجه الادانة الى الضحية قبل الجلاد.
يريدون منا دعم حربها المشبوهة ضد الارهاب..في حين يغضون النظر عن الارهاب الذي يرتكب ضد أهلنا في فلسطين، وكأن الضحايا من الشعب الفلسطيني مهدرة دماؤهم، وكأنهم يعيشون خارج كوكب الارض. الذين يقتلونهم لا يستحقون كلمة إدانة، في حين تشن الحروب وتدمر الأوطان وتذبح الشعوب لأن غيرهم يتعرض للإرهاب.
قلنا ومعنا كل العرب والمسلمون إننا ضد الارهاب..وضد استهداف المدنيين أياً كانت جنسياتهم وقومياتهم ودياناتهم، وجميعنا شجبنا ولا نزال نشجب وندين الأعمال الاجرامية التي حدثت في نيويورك وواشنطن ولكننا نطالب بأن يكون لأهلنا وشعبنا في فلسطين حظ من جهود مكافحة الارهاب..
الارهاب الذي لا يمكن تصنيفه وفرزه لأنه يستهدف عرباً ومسلمين.. وآخر موجه لغيرهم، فمثلما هي الجريمة واحدة..أيضاً الانسان واحد..والدفاع عن النفس البشرية التزام اخلاقي يفترض ان يلتزم به الجميع لا ان يفرض علينا ويتمرد عليه الآخرون!
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved