أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st October,2001 العدد:10615الطبعةالاولـي الأحد 5 ,شعبان 1422

وَرّاق الجزيرة

شاهد من العقيلات يروي وقائعهم
حوار : خالد الحسيباني
يقول الدكتور خليل الجر: العقيل معناه المعقول ويقول الأستاذ جبران مسعود معنى العقيل أي المعقول وأضاف عقل تعقيلاً أي الجمل عقله أي حبسه منعه عنه ويقول الأستاذ ابراهيم المسلم عن العقيلات اسم أطلق على جماعة من أهل القصيم تردد كثيراً على أسماع الناس تجاراً للمواشي والإبل والخيل. اتخذوا من الشام ومصر والعراق سكناً لهم يروحون ويغدون بقوافلهم ولم يكونوا بتكويناتهم التي عرفوا بها ينتمون إلى قبيلة عربية واحدة يجتمعون حول كلمة عقيل. ويقول الدكتور نواف الحليسي: أنهم بنوا المجد وحققوا العزة والثروة في مهاجرهم بفضل الله ثم بغرسهم الديني الموروث.
عزيزي القارئ: إن الحديث عن هذه القبيلة النجدية العظيمة التي ملأت سيرتها بطون الكتب وأصغت الآذان لسماع بطولات أفرادها وشجاعتهم وشيمهم الخالدة لهو شيق بالفعل ولقد حاول المؤلفون الكتابة عن جوانب هذه القبيلة ورصد تحركاتها وقد تطرقوا إلى سر التسمية واستعرضوا عادات أفرادها وتقاليدهم ورحلاتهم المثيرة إلى البلاد العربية المجاورة والموارد التي يقطنونها. هناك أجوبة مهمة كثيرة تختزنها ذاكرة ضيف هذا العدد إجابة على اسئلة منها ما هي الطرق التي يسلكونها وما هي الأخطار التي يتعرضون لها وما مدى العلاقات الاجتماعية والثقافية التي فتحوا أفقها مع البلاد المجاورة إضافة إلى كميات المواد الغذائية ونوعياتها التي يستوردونها والتي شاركت في تنمية موارد بلادهم وما هي انطباعات أهل البلاد الأخرى عنهم كتجار نجديين وعن مشاركاتهم بالحروب وكرمهم وإقدامهم وما هي القيمة النقدية للإبل والرسوم التي تفرضها الدول عليهم كل هذه المعلومات وغيرها نجدها عند والدنا رشيد الحميضي الذي أدرك الدور الأخير من حياة العقيلات وهو يختزن بذاكرته الكثير من المواقف الكثيرة.
وهو الشيخ رشيد بن عبدالرحمن محمد الحميضي من نواصر من بني تميم ولد عام 1333ه ونشأ في بيت علم ومعرفة حيث كان والده من أعيان مدينة بريدة وهو عالم فلكي ومطلع اطلاعاً واسعاً على شتى العلوم درس القرآن الكريم على يد الشيخ صالح الصقعبي عام 1343ه وكانت مدرسة الشيخ تضم بين جوانحها أكثر من مائة طالب وأدرك الأمير عبدالله بن جلوي الذي سمت به همته إلى معانقة أبطال نجد من العقيلات كان سماعه بأخبار العقيلات أبناء عشيرته الذين هاجروا في قوافلهم مع العقيلات طلباً للرزق، قد جعلت فكرة الالتحاق بهم تتخمر في رأسه وكان أبناء جيل المجد يسعون في تحقيق آمالهم ورغباتهم الإنسانية المستمرة.
ومن العوامل الرئيسية التي ضمنت استمراريته في هذا المجال الصعب وجوده بين رجال ضربوا لنا أروع الأمثلة بتعاونهم وتعاضدهم في مهاجرهم ومتاجرهم لن نكثر الأسئلة على الوالد رشيد وسنتركه يتحدث عن نفسه غير أن بعض المراحل تحتاج إلى أسئلة استفسارية ستتخلل الحديث.
يقول الشيخ: بعدما انتهيت من الدراسة واستأذنت والدي بالسفر مع العقيلات كانت للعقيلات سمعة طيبة وهم تجار كبار يقودون حملات تجارية لا يستهان بها ونظراً لقلة ما باليد عملت ملحاقاً والملاحق مهمته أن يجعل الإبل منتظمة بسيرها لا يتخلف منها شيء لكيلا تضيع وكان أجري ثلاثة جنيهات وكنت أجمع ما أحصل عليه محاولاً تكوين رأس مال أتاجر به وأول رحلة قمت بها كان عمري 17 سنة وكان أمير الحملة حميد الحميدة آل أبو عليان وكانت هذه الرحلة سنة 1349ه وكان طريقنا إلى فلسطين ومررنا بموارد عدة منها زرود وعذفا وصلنا فلسطين وبعنا الإبل واشترينا غيرها من رجال ينتمون إلى قبيلة بني صخر عددها سبعون كنت سأحظى بأجر آخر إذا سرت معهم لبيعها بعمان ولكنهم باعوها على عبدالعزيز العبيلان ووجدت هناك رجال من أهل بريدة منهم محمد المهيلب وشجعوني للسفر إلى مصر فاضطررت أن أخذ من ابراهيم الجربوع بعض الإبل على رقابها وهذه أول محاولة لي للتجارة.
ما معنى على رقابها؟
كان رجال العقيلات يضرب بهم المثل الأعلى في أمانتهم فالواحد منهم يفضل الموت على أن يقال له خائن أو كذاب فقد كنا نشتري من بعضنا من دون أن نكتب أي ورقة ولا نحاول الحصول على رهن وأنا كنت أخذها من أهلها واتفق معهم أن أدفع بعد البيع وعندما أبيع الإبل أعطي الناس حقوقهم واكتفي برأس المال وهكذا.
وهل سافرت إلى مصر؟
نعم سرت من غزة إلى مصر على الأقدام والمسافة ثمانية أيام وكان معي بعض الإبل اتفقت أنا وصاحبها أن أرسلها له إلى مصر وكان إيجاري اليومي ثلاثة جنيهات وصلت مصر وتماشيت بأسواقها المشهورة مثل بلبيس وشبين الكوم وإمبابة وحضرت سباقات الخيل في المطرية فقد كان بها اسطبلات لأهل نجد فهم يحبون الخيول الأصايل ويقتنونها ويحرصون أن يتفقدوا الخيول المجلوبة إلى مصر لشراء الأصيل منها كان يوجد مع أهل الخيل علي السلطان والشيخ محمد بن علي التميمي والشيخ صالح الحليسي وله سمعة طيبة وهو يعتبر من كبار التجار وأخوه علي الذي كان يجلب له الإبل من بريدة أقمنا في مصر سبعة أيام ثم خرجنا منها ونحن سبعة أشخاص كانت مسافة العودة أربعة أيام لعدم وجود الإبل معنا لأنها تعيق سيرنا وصلنا غزة في فلسطين وأقمنا يومين ثم سافرنا إلى عمان وكانت المسافة من غزة إلى عمان ثلاثة أيام كنا نسلك الطريق القروي لأنها آمنة وقد وجدنا من أهل القرى الاحترام والتقدير فقد كانوا يقدمون لنا الطعام والماء برحابة صدر.
سوق عمان:
إنه يشبه سوق الإبل في بريدة في وقت قريب فقد كان يضج بأصحاب الإبل من بادية الأردن وغيرها وكان تجار بريدة يعتبرون كبار التجار ويصل عددهم إلى 150 تاجر وأذكر منهم علي الرميح وناصر أبو حميدة ومحمد الشماسي يحيى بن عبدالرحمن الشريدة وإخوانه ابراهيم ومنصور ومحمد وفهد وموسى وعبدالله وراشد وصالح المطوع وعياله سليمان وحمد وابراهيم سليمان الجربوع واخوانه صالح وعبدالله وسليمان الهداية وأخيه عيسى ومحمد الرجيعي.
وابراهيم الجربوع رجل شجاع له مقام محمود وله معرفة بالطرق ويستدل بالنجوم في الليل الحالك وهذه الصفة يتصف بها معظم العقيلات، أخبرني أحد مرافقيه أنهم سافروا إلى الشام وفي أثناء طريقهم حذف ابراهيم الحداجة التي توضع على الشداد لأنها قد تلفت وفي طريق العودة أحس من هو معه أنهم أضاعوا طريق العودة ولكنه أصرَّ أنه في الوجهة الصحيحة وراهنهم بقوله انه سيوقفهم على تلك الحداجة التي حذفها وهو في طريقه إلى الشام، وكانوا في أثناء هذا الحوار يلفهم ليل دامس لدرجة أن الرجل لا يرى راحة يده.
ويعتبر سوق عمان عالمياً في ذلك الوقت ومنه ينطلقون تجار العقيلات. عدت من عمان إلى فلسطين وسمعت مقتل الحسين وأنا فيها ومن فلسطين عدت إلى بريدة كانت المسافة من غزة إلى بريدة 22 يوماً دخلت على والدي رحمه الله فسر برؤيتي بعد هذه الرحلة وأعطيته ما استطيع جمعه.
الرحلة الثانية:
اتفقت أنا وعلي بن فهد الرشودي وكان في ذلك الوقت يدير تجارة والده اتفقت أن أوصل له رعيتين من الإبل إلى عمان والرعية تتكون من سبعين جملاً وكان أجري ثلاثين جنيهاً وكانت هذه الرحلة بعد تولي طلال بن الحسين مقاليد الحكم بالأردن سرت بالإبل وعندما توغلت بالأراضي الأردنية اعترضت لنا سيارة واتضح لي فيما بعد أنه أبو حنيك (جلوب أبو حنيث) هكذا كنا نسميه وكان له كلمة نافذة وقد وضع أنظمة جلوبية خاصة به وله مكتب في عمان ويفصل بالقضايا القبلية في الأردن اعترض طريقنا وسألني عن هذه الإبل ومن يكون صاحبها فقلت له إنها لعلي بن فهد الرشود فكرر فهد ثلاثاً واطلقنا اكراماً له نزلنا سوق عمان وبعنا الإبل واشتريت إبلاً غيرها وعدت بها إلى فلسطين وقد رفقني بالعودة ابراهيم الجربوع والمسلم وبعت الإبل في فلسطين وكنت قبل ذلك أخذ إبلاً لأبيعها وأسدد قيمتها بعد البيع وبحثت عن أصحاب الإبل وأعطيتهم ما لهم عندي وعدت إلى عمان ولكنها كانت عودة مختلفة جداً من حيث الراحة فقد عدت على سيارة وهذه المرة الأولى التي استقلها نزلت في عمان واشتريت دفعة أخرى من الإبل وعدت بها إلى فلسطين وبعتها وعدت إلى بريدة سلمت على والدي وأقمت أياماً ثم نزلت إلى سوق الإبل فوجدت سليمان الهدية وعرض عليَّ أن أوصل له رعيتين فاشترط أن يكون أجري خمسة وثلاثين جنيهاً فوافق فسرت بها وكان معي طباخ ورعايا مسلحون وكانت هذه الرحلة في فصل الصيف.
ظاهرة كونية:
وعندما توغلنا في الحدود العراقية فوجئنا بمارد كبير سمعت من إحدى البادية أنه لم يكن هنا من قبل وقيل انه خفس فقد تدفق الماء منه بصورة غزيرة وكان عند وصولنا قد انخفض مستوى الماء قليلاً وقد ركبوا عليه تسع مقامات لاستخراج الماء قررنا البقاء حول هذا الماء حتى ينتهي فصل الصيف ثم نعاود السير وبعد أيام من اقامتنا سافرت إلى بغداد ونزلت في ضيافة الشيخ محمد بن دخيل وهو معروف عند العقيلات وقد طلبت منه مبلغاً احتاج إليه قدره خمسون ديناراً وذهبت للمشهد واشتريت لرفاقي بعض الطعام ومستلزمات السفر ثم عدت إلى رفاقي وبعد مدة سافرنا إلى عمان واسترحت أياماً ثم اشتريت مهراً من سليمان الهدية بثلاثين جنيهاً وأرسلته مع محمد المنيف إلى مصر لكي يبيعه ولقد باعه هناك ب200 جنيه وعلمنا فيما بعد أن صاحبه باعه ب3000 جنيه أقمت في عمان أياماً وكان معي محمد الزمام وكنت قد استأجرت غرفة أصبحت مستراحاً لنا عدنا إلى غزة في فلسطين ونزلت في ضيافة أحد أصدقائي وكنت أنوي العودة إلى عمان وبعد إقامتي بأيام استأذنته وسرت عبر طريق مختلف عن طريقنا المعهود وعندما توغلت في الطريق المذكور اعترضني اثنان من قطّاع الطرق بغية سلب ما معي وعندما علموا بأن بحوزتي سلاحاً لم يتجرأوا على الاقتراب فأكملت الطريق وإذا به يأخذني إلى تلال أحاطت بي وسرت من بينها وعند اقترابي من نقطة الخروج وإذا بي أرى دماً غزيراً يسير على الأرض فعقبته وتقدمت وتوسط عدداً كبيراً من القتلى فقد كانوا فلسطينيين واسرائيليين وهم بقايا معركة جرت بالمنطقة قبل وصولي بوقت قليل يصل عددهم إلى عشرين رجلاً وسمعت صوتاً فرفعت بصري إليه وإذا هي سيارة يمتطيها عدد من اليهود مرت بسرعة وخلفها سيارة يمتطيها عدد من جنوب الشريف ولما مروا بالقرب مني سألوني عن حالي وأعطوني طعاماً وأكملت السير ووصلت الغور التابع للأردن وعبرت الجسر وكان حراسه من الإنجليز، كان رجال الأردن وخصوصاً الضباط يحرصون كل الحرص على هذا المنفذ خوفاً أي غفلة ، لحظت ذلك عندما سألني ضابط أردني كبير من الذي رآك منهم عندما دخلت قلت لم يرني أحد لأن بالفعل دخلت والحارس نائماً وعلى الفور أخذني الضابط وذهب بي إليهم ووبخهم على مسمع مني مستشهداً بي وبآثار دابتي ثم عدت إلى غزة وأثناء إقامتي وجدت صديقي سليمان بن عبدالله النصار آل أبو عليان فسرنا من غزة ووصلنا بير العبد وكنا قد اتفقنا بالسفر إلى مصر فلما وصلنا بير العبد استأذنت رفاقي وركبت القطار ووصلت إلى القنطرة وكان بها أحد رجالات نجد المشهورين وهو مضياف كريم هو الشيخ سليمان الرميح وقد توفي وحل مكانه أحمد بن منصور الرميح.
القنطرة والمقطورة:
يقول الأستاذ ابراهيم المسلم عن القنطرة انها مدينة كبيرة تقع شرقي قناة السويس وفيها محطة للقطار القادم من مصر إلى فلسطين، أما المقطورة فيكمل حديثه الشيخ رشيد ويقول ان فيها أي المقطورة حظائر صحية وكراسي يجلس عليها أصحاب الإبل وهذه المقطورة تنقل الإبل من القنطرة إلى التل دفعات وكل دفعة ثلاثون بعيراً وهذه المقطورة تعبر قناة المطرية وعندما تجتمع الإبل نسير بها إلى أسواق مصر فننزل بها سوق بلبيس صحبني صديقي أحمد الشقة من أهل بريدة إلى ميدان الخيل وبعد يومين من إقامتي هناك عدت إلى فلسطين على القطار وعند وصولي غزة كانت الحرب قد بدأت عام (1948م) وكانت القوات العربية قد احتشدت في عمان خرجت من غزة إلى عمان واشتريت دفعة من الإبل وانضم إليَّ صديق جديد اسمه مصلح الحربي وكانت القذائف (الأطواب) شبه منتظمة كان اليهود محتشدين في تل أبيب لم نستطع الدخول ومعظم الجهات يوجد بها قوات عربية منعتنا من الدخول خوفاً علينا اضطررت أن أعبر أرضاً تحت سيطرة اليهود وكان يرافقني أربعة رجال حاولوا أن يثنوا عزمي وطلبوا مني التريث أو البحث عن منفذ آخر لفت انتباهي أرض بيضاء فخطر على بالي فكرة وهو أن أجعل الإبل تثير هذا الغبار الناعم ومن ثمَّ أرغمها على الجري وأجعلها تنطلق إلى الجهة التي أعرفها جيداً وفعلاً فعلتها فثار الغبار محدثاً شبه عاصفة فتوجهت القوات اليهودية إلى هذا الغبار الذي خيم وكأنه غبار دبابات وعند وصولهم إليه كنت قد عبرت إلى الجهة الآمنة حمدنا الله على السلامة وواصلنا السير وصلنا الفالوجي وبعت الإبل على البدو ثم غدرت بالحال إلى عمان وأقمت بها أياماً ثم اشتريت دفعة جديدة من الإبل واتجهت بها إلى العراق وهناك اشتريت أطعمة مختلفة كنا نسميها المونة وعدت بإبلي وأربعة جمال محملة وخرجت من العراق وقد رافقني في طريق العودة أربعة رجال من أهل عيون الجواء وافترقنا في قصيبا.
آخر المطاف:
توفي والدي رحمه الله في 27 رمضان 1373ه وبعد هذه السنة تشاركت أنا وصالح الغتر وحمود المروتي وجلبنا البضائع المختلفة إلى أم رضمة وكان بها عشائر مختلفة من البادية أصبح صالح المطلق الغتر يجلب البضائع من العراق إلى بريدة وأنا أقوم بتصريفها.
س/ كم عمر هذه التجارة؟
ج/ ستة أشهر وبعدها انتقلت إلى لينة وكان أميرها آنذاك محمد بن شهيل وكانت تجمعني به صداقة حميمة وهو من رجالات الملك عبدالعزيز المخلصين والمقربين رجل سياسة وشجاعة وبعد استقراري في لينة أصبحت أنقل الفضة من بريدة إلى العراق.
س/ ماهي أكبر كمية نقلتها؟
ج/ 4 حمول من الفضة. ثم انتقلت بعدها بعائلتي إلى لينة وهناك ألقيت عصا الترحال واكتفيت بالتجارة المحلية وفي عام 1306ه عدت إلى بريدة.
س/ كم كان مقدار الرسوم التي كانت تفرضها الحكومات على تجارالإبل؟
ج/ الرسوم تختلف على اختلاف الدول فمثلاً الأردن فكل بعير يباع في العاصمة عمان يأخذون عليه 7 قروش أردنية والدينار مائة قرش أما سوريا فيأخذون على الجمل ليرتين أما مصر فهي أقل البلاد رسوماً فقد كانت الحكومة المصرية تأخذ على الجمل ثلاثة قروش وكانت أعلى قيمة للجمل عندهم ثلاثين جنيهاً وهذا ما جعل التجارة في مصر أكثر رواجاً من غيرها.
س/ ما سر تحكم بعض القبائل في قوافل عقيل قديماً؟
ج/ هناك إحدى القبائل تسكن في حدود الأردن وفلسطين وتمتد إلى مصر أحياناً وكانت مسيطرة على المنافذ الهامة وكان لهذه القبائل عُرف سائد في الجباية فهي تأخذ على الجمل عشرين قرشاً، وهناك من يعرف شيوخهم فلا يلزم بشيء وأنا لم أدرك هذا العهد.
س/ ما هي المحاط التجارية لأسواق الجمال؟
ج/ فلسطين، الأردن، سوريا ،العراق، مصر، السودان.
س/ هناك من فضل الاستقرار بالمهاجر ما هي الأسباب؟
ج/ الأسباب التي ترغب العقيلات للاستقرار وهم ليسوا كُثراً فمنهم من يوسع دائرته الاقتصادية وتحتم عليه البقاء هناك ومنهم من يتزوج وربما يفضل العمل بغير تجارة الإبل ومنهم من يلتحق بالجيش السوري والأردني.
س/ لماذا يطلق عليهم اسم العقيلات؟
ج/ مفرد العقيلات عقيل ويختلف العقيلي عن الجمال وراعي الشداد فالجمّال يستخدم الجمل لقضاء مستلزماته كحمل الماء والحطب والتنقل وراعي الشداد الذي يمتطي الجيش في المغازي يقول الشاعر ناصر البخيت:
عليه عقيلين ما هوب شداد جمّالي
فهناك اختلاف والعقيلات أول من جلب العقال ولبسه وكانوا قبل ذلك يلبسون عقال الإبل الذي يربط به ليمنعه من النهوض فهم يعقلون الإبل وأعرف الناس بعقلها واعتقد أنهم سموا من هذا المنطلق.
على هامش الحوار:
أنشأ أول مضمار للخيل في عهد الخديوي عباس وبرز من العقيلات شخصيات كثيرة منهم مدربون وملاك خيل وأصحاب اصطبلات بالحلمية والمطرية وعين شمس ومنهم ما ذكره الدكتور نواف الحليسي فقال اصطبل الصعب دخلت خيوله السباق سنة 1373ه والشيخ فوزان السابق شارك في سباقات سنة 1343ه وذكر من المدربين عبدالرحمن الحجيلان وشاركت خيله السباق عام 1359ه.
كان من تجار العقيلات من أسس شركات ومنها شركة البراك في مصر وشركة الحليسي في مصر وسوريا.
في عام 1951م كانوا العقيلات يقطعون طريق فلسطين عن طريق العقبة وفي هذا العام المذكور أعلنت الجامعة العربية بمنع قوافل تجارة الجمال وقد أغلق هذا الطريق، وبدءوا تجار العقيلات بجلب الإبل من السودان إلى مصر.
سوق بلبيس أشهر أسواق مصر ملتقى العقيلات يبعد عن القاهرة 70 كيلو وكان يعقد مرتين في الأسبوع.
الملك عبدالعزيز والعقيلات:
يقول الأستاذ ابراهيم المسلم كانت بعض القبائل العربية شاركت بالثورة العربية ضد الحكم التركي وكانت القوافل تجارية تدخل وتخرج إلى البلدان المجاورة دون أن تسأل عن هويتهم.
بعد انعقاد المعاهدة بين الملك عبدالعزيز والحكومة الإنجليزية عام 1334ه اكتسب الملك بهذه الاتفاقية الصفة الدولية التي تحق له إصدار تصاريح بدخول وخروج مواطنيه وتحديد هوياتهم وعين الملك عبدالعزيز وكلاء له في مصر والشام وفتح لهم مكاتب ليصدروا التصاريح التي تسهل تنقل المواطنين كما عنيت اتفاقية المحمرة عام 1340ه بشكل خاص بشؤون القوافل وتنقلها من وإلى الجزيرة العربية فأصبحت هذه التصاريخ تتيح لهم التنقل بحرية وقد رشح أهل بريدة اثنين من جماعتهم ليكونوا معتمدين باسم سلطان نجد وملحقاتها آنذاك وهم سليمان العلي المشيقح في دمشق وفوزان السابق في مصر وبعد المعاهدة التي عقدت بين الملك عبدالعزيز والحكومة البريطانية سنة 1345ه أعقبتها معاهدة مع الحكومة الفرنسية ونتيجة لهذه المعاهدات أصبح دخول العقيلات إلى البلاد العربية التي جزأها الاستعماريون بتصاريح يحصلون عليها من القنصلية الفرنسية حتى عام 1355ه والذي ألزم فيه حمل جواز سعودي يبين هوية حامله.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved