| محليــات
* مكة المكرمة الجزيرة:
انطلقت أمس السبت فعاليات مسابقة الملك عبد العزيز الدولية الثالثة والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره بمشاركة 172 متسابقا من مختلف الدول والهيئات والمراكز والجمعيات الاسلامية.
وبهذه المناسبة قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس ادارة البحوث العلمية والافتاء: إن العناية بأمر الدعوة الى الله ونشر دينه في الارض من اجلّ الاعمال التي يجب على المسلمين القيام بها والاهتمام بتأديتها على الوجه الاكمل وذلك ان هذا الطريق طريق مسلوكة من قبل خير البشر وأفضلهم في كل عصر ألا وانهم الانبياء عليهم السلام ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم وكان آخر الانبياء سلوكا لهذه الطريق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول الله له (قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) ودين الاسلام ظاهر ولابد رضي من رضي وسخط من سخط يقول الله سبحانه: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
وأضاف سماحته القول: القائم بدين الله والساعي في نشره والمطبق لتعاليمه هو الفائز المفلح في الدنيا والآخرة وهو الذي يتحقق له موعود الله سبحانه في كتابه (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً).
أياد مشهودة مشهورة
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز ان لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بل ولمن قبله من حكام آل سعود ايادي مشهودة معروفة في خدمة الدين ونشره وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك قياماً بالواجب واداء للأمانة فأسأل الله تعالى ان يتقبل منهم مساعيهم وان يأجرهم عليها ويرفعهم بها في الدنيا والآخرة.
وقال سماحته في تصريحه عن المسابقة التي تنظمها حاليا وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في رحاب مكة المكرمة وتستمر حتى الثاني عشر من شهر شعبان الجاري: ان عناية خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بكتاب الله العزيز لها صور متعددة أعظمها ان جعلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هما مصدر الحكم في المملكة فمنهما الحكم واليهما التحاكم وهذا ولله الحمد والمنة موجود منذ نشأة الدولة السعودية أدام الله عزها وكبت عدوها .
واستمر قائلا: ان من مظاهر العناية بكتاب الله انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف هذا لمجمع الذي امتد خيره وانتاجه الى كثير من بقاع الارض فلا تكاد تخلو منه دولة مع العناية التامة بضبطه واخراجه وطباعته على أحدث الاساليب والطرق المتوفرة وما ذاك الا تعظيما لهذا الكتاب الذي عظمه الله ويجب على العباد ان يعظموه فجزاهم الله عن الاسلام والمسملين خيراً على ما بذلوه ويبذلونه في هذا السبيل.
التشجيع على حفظ القرآن
وأشار الى ان وجود المسابقات القرآنية التي تنظمها الوزارة فيه تحفيز وشحذ للهمم على حفظ كتاب الله والتنافس في ذلك وهذا عمل صالح اعني التشجيع على حفظ كتاب الله وتعلمه وتعليمه والواجب على من حفظ شيئا من كتاب الله ان يتعلم معناه وأن يعمل به. يقول ابو عبد الرحمن السلمي رحمه الله أخبرنا الذين كانوا يقرؤونا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله ابن مسعود وغيرهما أنهم لم يكونوا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
وقال: هذا هو دأب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح بعدهم كان حرصهم على تعلم معاني كتاب الله والعمل بما فيه عظيما لم تكن همتهم إقامة حروفه واضاعة حدوده فإن هذا شأن الخاسرين الذين يخشى عليهم ان يكون حفظهم لكتاب الله حجة عليهم فالواجب تعلم كتاب الله وتدبر معانيه والعمل بما فيه فانه لهذا انزل وبهذا ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبذلك ينال من علمه وعمل به الخيرية على البشر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) أخرجه البخاري.
نصيحة لغير الناطقين بالعربية
واسترسل سماحته قائلاً: أما بالنسبة لاخواننا المسلمين الناطقين بغير العربية فاني انصحهم ان يجتهدوا قدر الاستطاعة في تقويم قراءاتهم لكتاب الله والاجتهاد على تصحيح نطقهم به قدر الطاقة والحرص على تلقي هذا الكتاب العزيز على الاشياخ المتقنين لقراءة القرآن الكريم حتى يكون ذلك أدعى لصحة نطقهم واستقامة ألسنتهم وحسن تلاوتهم وتجويدهم ثم هم كغيرهم من المسلمين فيما قدمنا من وجوب الحرص على تعلم معاني الكتاب العزيز والعمل بما فيها وكتب التفاسير ولله الحمد موجودة ومتوفرة ومن أحسنها وأسلمها وأقربها الى الفهم تفسير القرآن العظيم للامام الحافظ عماد الدين أبو الفدا اسماعيل ابن كثير رحمه الله فانه وجيز اللفظ قريب الى الفهم سلفي المنهج عقيدة وسلوكا، وهناك كتب أخرى كتفسير ابن جرير وهو اعظم التفاسير وتفسير البغوي وتفسير القرطبي ومن الكتب المتأخرة اضواء البيان للشيخ محمد الامين الشنقيطي وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ ابن سعدي وهو مختصر نفيس جمع فيه غرر الفوائد المحررة مع صفاء العقيدة فكان كتابا ماتعاً نافعاً، كتب التفسير كثيرة جداً وإنما ذكرنا طرفاً منها تمس الحاجة اليه.
الوقف مشروع بالكتاب والسنة
وعن الاستفادة من ابواب الاوقاف في العناية بكتاب الله الكريم ودعم الجمعيات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم قال سماحته: الوقف مشروع بالكتاب والسنة وقد اتفق الأئمة على مشروعيته في الجملة وهو عمل صالح يقدمه المسلم لنفسه لكي يتصل له بعد موته اجرها وثوابها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
وأشار الى ان المسلم اذا كان عنده جدة وفضل مال فليوقف على جهات البر المختلفة فان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن منهم من عنده جدة الا وقف وجهات البر كثيرة منها اوقاف المساجد والقناطر والمقابر والوقف على الفقراء والمساكين والمحتاجين والوقف على الايتام وغير ذلك ومن جهات البر الوقف على تعليم كتاب الله وتحفيظه والعناية به ولا شك ان الاوقاف داعم مادي قوي مستمر بإذن الله لمثل هذه الاعمال الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم اذا ما دعمت بالاوقاف فإن مسيرتها ستستمر وتقوى ونفعها سيعم بإذن الله فأهيب باخواني من ذوي اليسار العناية بهذا الجانب وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وبشأن العلاقة بين الدعوة الى الله تعالى والقرآن الكريم وصفات الداعية وماذا يتوجب عليه تجاه الدعوة الى الله؟ قال سماحته: الدعوة الى الله لا تكون دعوة صحيحة الا اذا كانت مبنية على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح والا فالدعوات كثيرة، لكن الدعوة الحقة الخالصة من الشوائب والتي يتقرب بها العبد الى الله لابد ان تكون مبنية على علم من الكتاب والسنة وفق الفهم الصحيح يقول الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
فلم يطلق الدعوة الى الله بأي أسلوب كان وأي منهج يشتهي ويراد كلا بل هي دعوة على بصيرة على علم راسخ من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح. هذا من جهة الدعوة في نفسها.
أما من جهة الداعي واصل سماحته قائلا لابد من ان يتمثل كتاب الله علماً وعملاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن والله سبحانه أثنى عليه بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم) فعلى الداعية ان يترسم منهج القرآن في دعوته وتعامله مع الناس.
ولابد ان يكون في دعوته مستحضراً أمرين الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله سبحانه: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) أي أخلصه وأصوبه ولا يمكن للمسلم ان يعلم صواب العمل الذي يقدم عليه الا بطلب العلم الشرعي عن أهله الموثوقين أو سؤال أهل الذكر والداعية الى الله يجب ان يكون متحصنا بالعلم الشرعي المتين.
|
|
|
|
|