| محليــات
عند الإنسان للسُّؤال دور رئيس، أكثر مسؤوليةً من الإجابة عنه، لذا، فإنَّ وضع السُّؤال، أو بمعنى أكثر دقةً تكوين السؤال، هو محور، وقطب، ومنطلق،ومصدر الوصول إلى أية حقيقة في شأن ما في الصدور، وعلى وجه التَّحديد، حين يكون هذا ا لإنسان في موقع التَّلقِّي، أي، يكون هو الطالب، وليس المطلوب...
إنَّ الإنسان يمرُّ بأدوار «الطَّلب» على وجهيها في الحياة، فتارة هو طالب، وأخرى هو مطلوب.
ولتحديد دور الطَّلب، فإنَّ الإنسان منذ طفولته يطلب: التَّربية، التَّنشئة، التَّغذية، الكساء، المأوى..، التَّعليم، فإن تحصَّل على كلِّ ذلك، كان الذي يؤدي معه الدور الآخر هو المطلوب، ولئن كان الآباء، والأمهات، من يؤدون دور «المطلوب» في الجوانب كلِّها في البدء، فإنَّ «المعلِّمين» ومن يشاركهم الأدوار في أداء العملية التَّعليمية، هم «المطلوبون» أمام فئة «الطالبين» الذين هم في أدوار التَّعلَّم، والتَّعليم..
الإنسان كثيراً ما يقف في «الدَّورين» يكون طالباً، ويكون مطلوباً... ولعملية «الطَّلب» جوانبها وأبعادها، ومفاهيمها، ودلالاتها، ونتائجها..، وتنشأ عادةً هذه العملية، انبثاقاً من نشأة «السُّؤال»..، لذا يمكن الاستدلال في هذا الشَّأن بما عُرف من أنَّ «السُّؤال نصف المعرفة» أو «نصف العلم»، كنايةً عن محورية حياة الإنسان، القائمة على وجوده في الكون، ودوره في هذا الوجود...
ولئن كانت تغذية الحاجات، وتسديدها للإنسان، وسيلة إلى استمرارية أدواره في الحياة، فإنَّ معرفة هذه الحاجات، ومن ثمَّ معرفة سُبل تحقيقها، ومن ثمَّ معرفة كيفيَّة تحقيقها، ومن ثمَّ تحقيقها، لا تتحقق دون أن يدرك «المطلوب» في دوره ما الذي ينبغي له أن يعرفه، عمَّا يحوك من أسئلة السُّؤال، في صدور «الطالبين» كلٌّ حسب حاجته، وكلٌّ حسب سؤاله...لذا فإنَّ السؤال علَّة، وإنَّ المسؤول عليلٌ بها، ما لم يكن نطاسيَّاً يقوم بتناول السُّؤال، ومن ثمَّ علاجه...
الصُّدور التي تنبض بالأسئلة عن «الطَّالب» أي «المتعلِّم» بلفظ أكثر تحديداً في مرحلة التَّعلُّم، تحتاج إلى مفاتيح كي تعالجها، كي يتمكَّن «المطلوب» أي «المعلِّم» من تسديد الإجابة المناسبة، لكلِّ سؤال، ولا يتحقق له، أن يتوصَّل إلى نتيجة إيجابية بالغة الهدف، ما لم يكن في مكانه المناسب، وما لم يكن مؤهلاً مقتدراً، للقيام بمعالجة الأسئلة!!
وليس كلُّ من أسلمت له صدور النَّاس، قادراً على استخدام مفاتيحها..، أو تقديم إجابات لأسئلتها.
من هنا تظلُّ العملية، تدور في رحى خالية من البذور، فلا طحين، ولا هواء، وإنما هديرٌ يصمُّ الأذان، ولا علاقة له بالسُّؤال.
ربما يحتاج أمر الأسئلة إلى صدور المتعلِّمين إلى وقت، وإلى جهد، وإلى «مطلوبين» في مواقع مختلفة ، كي يلتقطوا أبعاد كلِّ ساكنة، ومتحرِّكة من رسيس داخل هذه الصُّدور، أو خارجها...،
وهي معضلة ...
ما لم تتجنَّد له همم المطلوبين بكلِّ فئاتهم وفي كافَّة مجالاتهم ...، وعلى اختلاف مواقعهم...
وتظلُّ لديَّ مئات الأسئلة ..!
وتظلُّ مخبوءةً ، ألوف الإجابات..!!
غير أنَّ ملايين الصُّدور محمَّلة بالاستفهام، وهي بوتقات تُصهر فيها علاماتها.وإنَّ في السُّؤال الحياة
تماماً كما أنَّ فيه الفناء.
فمن، وكيف، ومتى:
تُعرف الأسئلة التي في الصُّدور!
ومتى يكون أمر معرفتها قضية ..!!
ومن سيتولى دور المطلوب في هذا الشأن، بمنتهى الصدق؟
كي تعلن قافلة المضي، بدءَ الانطلاق..؟!
|
|
|
|
|